منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - الرسائل عبر القنوات الفضائية والكلمات المنبوذة والغزل العلني؟؟؟؟؟؟
الموضوع
:
الرسائل عبر القنوات الفضائية والكلمات المنبوذة والغزل العلني؟؟؟؟؟؟
عرض مشاركة واحدة
09-03-2008
#
32
الطير المغرد
مؤهلاتك بالحصن
عدد نقاط تميزك بالحصن
:
29897
المستوى :
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
الحالة :
!..
رسائلي ..!
ما أروع أن تعرف هدف وجودك في الحياة!
من مواضيعي
******>
0
قرآننا الكريم .. في قفص الإتهام ؟؟
0
واجب التعزية
0
لقطاااات من الحيااااة..
0
شهادة عائد من سلطنة عمان..
0
هكذا انتحرت زهرة مرتين..
الاوسمة
مجموع الاوسمة
: 1
نواصل النقاش ولكن هذه المرة سنتناوله من جانب أكاديمي، كما سنحاول من خلال التطرق إلى إشكالية "
التعتيم والتضليل الإعلامي في القنوات الفضائية
"، الإجابة على تساؤلات أخي "
COMANDER
"، وسوف نتناول " نموذج الحرب على العراق".
مع التطور التقني لوسائل الإعلام على مر السنين، خرجت الحرب من حيزها الضيق إلى العالمية محاولة تضبيب العقول وقتل عزيمة العدو وتحطيم معنوياته بأساليب مختلفة وتقنيات عالية.
من هذا المنطلق، كان للحرب على العراق حظا كبيرا منها، فمع اشتداد الحرب الأمريكية البريطانية على العراق، اشتدت حمى المنافسة الإعلامية بين القنوات الفضائية، وأفرزت هذه الأخيرة تضارب الآراء بين قناتين فضائيتين كبيرتين حول نزاع واحد، تم تغطيته في الوقت نفسه، إلاّ أن الصور والمعلومات التي نقلت للعالم، كانت مختلفة اختلافا جذريا، وتمثلت هذه الأخيرة في قناتي "الجزيرة" القطرية و قناة "
Fox News
" الأمريكية.
ففي حين أظهرت قناة "الجزيرة" بعض من حقيقة ما يجري على أرض العراق من مآسي يومية وحالة الرعب والدمار في أوساط العراقيين وخطر استهداف أماكن عن طريق الخطأ من خلال الغارات الجوية، لم تظهر قناة "
Fox News
" أي شيء من ذلك وأظهرت مجريات الحرب على أنها مساعدات إنسانية أو دعم عسكري، وعليه أعلن آنذاك صحفي من استوديوهات ذات القناة قائلا: " إن الهدف المرجو هو تحرير مدينة "البصرة" لتمكين توزيع المساعدات الإنسانية، وقد قام البريطانيون سابقا بإنزال أغذية، وهم يشرعون في بناء علاقات مع المجموعات المحلية. وفي الوقت نفسه، أظهرت قناة "الجزيرة" لقطات من التدمير الذي نجم عن القصف تاركا مدينة "البصرة" بدون ماء ولا كهرباء، إضافة إلى بثها صور الأطفال بترت أعضاؤهم ممددين على أسّرة ملطخة بالدماء.
وأمام موجة التنافس الإعلامي برزت قنوات عربية تتقدمها قناة "الجزيرة" القطرية، قناة "العربية" السعودية، قناة "أبو ظبي" وغيرها، والتي نقلت للعالم صورا مختلفة تماما عمّا بثته القنوات الغربية.
وبالنسبة لهذه القنوات فإن عهد احتكار
CNN
،
BBC
،
Fox News
للإعلام قد ولى.
من هذا المنطلق، نستطيع القول أن الإعلام العربي لو تركت له الفرصة وأعطيت "الحرية" ووفرت له كل الإمكانات المادية (المال)، البشرية والتقنية وأبعد عن الطابع البروتوكولي "التشريفي" (استقبل فلان وودع فلان)، فإنه سيصبح منافسا شرسا للإعلام الغربي. أما إذا بقيت دار لقمان على حالها فسيصبح الإعلام العربي كجهاز الإعلام الآلي الذي خربته الفيروسات وتعطلت أنظمة الاستغلال لديه وأصبحت سرعته تسير سير الجبال، فلا بد له من إجراء عملية (تهيئة /
formatage / Format
) وإعادة تركيب أنظمة جديدة وحقنه بأفكار جديدة تتماشى وحجم التحديات الراهنة.
(وفي هذا الصدد أستطيع القول أن الكفاءة والعبقرية العربية لدى الفرد العربي تضاهي وقد تتفوق على نظيرتها الأجنبية خاصة إذا كان التكوين ذو نوعية ممتازة متبوعا بعمليات تأهيل ورسكلة مستمرة).
من جهة أخرى، فقد أصبحت الحرب نوعا من التسلية، وهذا ليس بالجديد، ففي القديم كانت أفلام الحرب العالمية الثانية مشوّقة للغاية، واليوم الحرب على المباشر ممتعة أيضا، خاصة عندما تحتل الشاشة الصغيرة فور وقوعها في زمن حقيقي ومع أكبر قدر ممكن من الصور والمعلومات.
قبل اندلاع الحرب على العراق، فتح المجال أمام حملة التضليل الإعلامي الضخمة، إذ روجت لقرار الحرب قبل نشوبها اعتمادا على الدعاية التي ساعدت على رسم صورة ساحة المعركة في اللحظات الأولى من الحرب، فالدعاية وحدها قادرة على إعطاء صورة مقبولة للحرب وفي الوقت نفسه، لا تسمح بإظهار الحقائق كما هي، وأسندت هذه المهمة إلى مستشارين أطلق عليهم مصطلح "
Doctors Spin
"، اشتهروا بالاختفاء عن الكاميرا بقدر ما كانوا يتحكمون ويسيطرون عليها بغرض إخفاء الوقائع المرعبة في الحرب ولا يعرضون إلاّ الصور التي تزرع الطمأنينة في نفوس الرأي العام. و بالتالي يتم إعطاء صور مغايرة لما يحدث على أرض الواقع، معتمدين على عدة تقنيات من أجل التلاعب بالآراء والسيطرة على العقول والأفكار والاتجاهات، ومن ثم الرأي العام.
وبهذا يتم توفير المادة الأولية للإعلام حسب إخراجهم. وعليه تتجلى الأهداف المتوخى تحقيقها من قبل المستشارين في وضع الرأي العام تحت السيطرة من جهة، ونشر فكرة حرب قصيرة ونظيفة عبر أنحاء العالم من جهة أخرى، ومحاولة إيجاد مبررات للحرب لإقناع الرأي العام.
وتتضمن الحرب النفسية الإعلامية التي مورست، ما يلي:
-
المبالغة في الاتهامات بالقيام بالأعمال الإجرامية (
Diabolisation
)، على سبيل المثال نعتت قوات التحالف الرئيس "صدام" بمجرم حرب كما فعلت مع "ميلوزوفيتش".
-
استعمال مصطلحات الخير والشر (
Manichéisme
) من قبل أطراف النزاع قصد إعطائها "الصبغة الدينية" بغية التأثير على الشعوب.
-
الاستقطاب، أي أن تنظم إلى أحد الأقطاب (إمّا أن تكون معنا، فإن لم تكن معنا، فأنت ضدنا).
-
الاستنجاد بالقدرة الإلهية من خلال شعارات مثل "الله معنا".
وتجدر الإشارة إلى أن الحرب النفسية الإعلامية في القنوات الفضائية في الحرب الأخيرة على العراق، لم تكن مع بداية قصف بغداد، ولكنها بدأت عام 2002، حيث سلطت الأنظار ووسائل الإعلام على عدة اتهامات للرئيس "صدام" بامتلاكه أسلحة الدمار الشامل وعلاقته بالقاعدة وكذا الجرائم الإنسانية المرتكبة في حق الشعب العراقي (خاصة الأكراد والشيعة).
من هذا المنطلق، كانت ولا زالت التغطية الإعلامية في القنوات الفضائية الرهان الأكبر لأي حرب تقليدية تثير المشاعر، تضلل الخصم وتخفي نواياه التكتيكية والإستراتيجية ، بالاعتماد على الادعاءات والأكاذيب.
لقد عايش العالم خلال كل مراحل حرب الخليج وحتى هذه اللحظة، أكبر حرب نفسية إعلامية في التاريخ، تحارب فيها الصور والكلمات إلى جانب السلاح. وبهذا انتشرت تقنيات الـ "
Doctors Spin
" بسرعة في جميع أنحاء العالم. وأمام موجة التقنيات الجديدة والقنوات الفضائيات الحرة، شهدت الرسائل الإعلامية تناقضات جذرية مما أدى إلى زرع الشك في أذهان الجمهور نتيجة تغيير المعلومات باستمرار. وعليه، تدخل المستشارون مجددا محاولين إحداث ردود أفعال معاكسة للتحكم في الوضع.
إلاّ أن عملية تضليل الرأي العام هذه فشلت بعد أن تأكد العالم بأسره بأن السيناريو الكامل للحرب النظيفة لا يوجد على أرض الواقع، ففي الوقت الذي حاول فيه المستشارون التحكم في بشاعة ما يحدث، استطاعت محطات أخرى النقل المباشر لمجريات الحرب وبدون انقطاع، مما وقف حائلا أمام ردود أفعال الجمهور، وعليه أوضح أحد المختصين في الإعلام والاتصال أهمية أخذ الوقت الكافي قصد فهم المعلومات وغربلتها.
في ظل كل ما سبق، ينبغي علينا الاقتناع أن كل ذلك التصرف هو "إثارة" وليس "إعلام"، ذلك أن هذا الأخير هو قاعدة الديمقراطية، فالموطن التي يتم إعلامه من قبل صحافة حرة، يمكنه الإدلاء برأيه حول قضاياه المصيرية وانشغالاته المحلية، ونجد أن عملية الرقابة المعلوماتية موجودة حتى في البلدان التي تعيش تحت ظل الديمقراطية العالية والحرية الإعلامية، خاصة أثناء الصراعات والحروب، لتحقق بذلك مقولة "مصلحة الدولة فوق كل اعتبار". وقد تطرقنا إلى الأمثلة المذكورة سالفا لا لشيء، سوى لغرض الحث على التفكير للوصول إلى وسيلة فعالة تجعل الإعلام مدروس، محترف وجاد، خصوصا أن وسائل الإعلام بصفة عامة والقنوات الفضائية بصفة خاصة، أصبحت تلعب دورا تربويا تساعد على فهم معطيات الدولة وتدفع إلى مواطنة مسئولة تنسجم أفكارها مع أطروحات أصحاب القرار في شفافية تامة.
لذا، نستطيع القول أن الإعلام أضحى بمثابة نشاط لتبليغ المعلومات، بث الأفعال والأحداث من الناحية المعلوماتية، أمّا من الناحية الإستراتيجية، فإنه يشمل التحكم في المعلومة والهيمنة على الرأي العام.
وعليه، يصبح الإعلام شرطا حيويا للقوة العالمية والعملياتية، وقد اتضح ذلك خلال النزاعات التي شهدها القرن الحادي والعشرين خاصة أثناء حرب الخليج أين تم التحكم في الإعلام بذكاء كبير، كما أثبتت حرب الخليج الثانية للعالم بأسره أن المتحكم في الإعلام له كل الفرص في الانتصار.
يبقى علينا أن نسلم بأن من يتحكم في زمام تكنولوجيا الإعلام والاتصال، يستطيع أن يسيطر على المستقبل،
فإلى متى تبقى دول العالم العربي والعالم الثالث بصفة عامة تحت رحمة صنـّاع القرار ؟؟؟
وسنتناول لاحقا إشكالية "
وسائل الإعلام والعولمة الثقافية، وكيف نتعامل نحن كعرب معها ؟
"
و لا يزال النقاش مستمرا..
البريء
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى البريء
البحث عن المشاركات التي كتبها البريء