::
::
عندما يستيقظ الإنسان في الصباح...
لا يحتاج المرء الى شروط خاصة للبدء بالتفكر، فمن اللحظة التي نستيقظ
فيها من النوم، تجد الكثير من الأفكار طريقها الينا، فهناك يوم
كامل يمتد أمامنا، قلما نشعر خلاله بالتعب أو النعاس، ونكون
على استعداد لمعاودة كل الأمور مرة أخرى. والتفكر بهذا يذكرنا
بقوله تعالى: وهو الذي جعل لكم الليل لباساً
والنوم سباتاً وجعل النهارنشوراً]الفرقان:47[.
:
عندما نغسل وجوهنا أو نستحم نستجمع قوانا
ونستعيد رشدنا بشكل كامل
وعندها نصبح على استعداد للتفكر في أشياء مفيدة، فهناك شؤون
التفكر فيها أهم بكثير من التفكير ماذا سنتناول كفطور، أو في أي ساعة
سنغادر المنزل! فقبل كل شيء كوننا استطعنا أن نستيقظ في الصباح معجزة
عظيمة في حد ذاتها، فرغم كوننا فاقدي الوعي كلياً خلال النوم فإننا في الصباح
نستعيد وعينا ووجودنا، وتخفق قلوبنا، ونتمكن من التنفس، والكلام
والرؤية والمشي.. مع أنه ليس هناك ما يضمن أن هذه النعم ستعود الينا في الصباح
أو اننا لن تصيبنا أي مصيبة خلال الليل. فلربما أدّى شرود أحد الجيران الى
تسرب غازي، فيوقظنا حدوث انفجار كبير، أو قد تحدث كارثة في المنطقة التي
نعيش فيها نخسر على إثرها أرواحنا..وقد نتعرض لمشاكل أخرى في أجسامنا
فقد نستيقظ مصابين بآلام مبرحة في الكلى، أو الرأس ، ومع ذلك، لم يحدث شيء
من هذا واستيقظنا في الصباح آمنين مطمئنين.. التفكر
بهذه الأمور يجعلنا نشكر الله على رحمته بنا وحفظه لنا. فاستهلال
النهار بصحة جيدة معناه أن الله يعطينا فرصة
أخرى لتحقيق المزيد من أجل آخرتنا.
:
لذلك، فإن أفضل ما نفعله أن نمضي يومنا في مرضاته
سبحانه وتعالى، ونجعلها قبل كل شيء، فنخطط لإبقاء أذهاننا
مشغولة بمثل ما ذكرته من أفكار. ونقطة البداية في تحصيل
مرضاة الله، سؤله أن يعيننا في أمرنا هذا
ودعاء سيدنا سليمان عليه السلام مثال
جيد لكل المؤمنين:ربّ أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت
عليّ وعلى والديّ وأن أعمل صالحاً ترضاه وأدخلني برحمتك
في عبادك الصالحين]النمل:19
:
رحلتنا لم تنتهـــي بعد
كونوا بالقرب
|