عدنا من جديد أخي Comander لمتابعة النقاش،
صحيح أن قنوات الفسق لا تتوقف عن بث برامجها الهدامة، وإذا كانت في وقت مضى تشفرها حتى تجبر زبائنها على الإشتراك فيها من خلال الدفع المباشر أو الدفع المسبق باقتناء جهاز فك الشيفرة أو البطاقة المغناطيسية، وهذه الإجراءات تمّكنها من قبض ثمن منتوجها كاملا غير منقوص !، فقد أصبحت الآن تبث بالمجان بعد أن ضمنت مصادر تمويل علنية وغير علنية، عن طرق حقوق الكفالة المالية ودعم مختلف المؤسسات والإشهار الرسمي وغير الرسمي.
لذا نجد أن منتجو الأفلام الخليعة لفائدة هذه القنوات لا يطرحون السؤال: " كم تكلفني هذه الأفلام ؟" ولكن يسألون: " كم تجلب لنا هذه الأفلام من إيرادات ؟ لأن هذه الأفلام تنتج لتباع وتسترد رأسمالها مع الأرباح.
أما قنوات الذكر فتخرج إلى النور وما تلبث أن تتوقف عن البث أو تغلق لأسباب متعددة منها العراقيل الإدارية وخاصة العراقيل المالية لأن ليس لها مصادر تمويل قارة، فهي بحكم طبيعة وخصوصية برامجها لا تطبق كل مبادئ "اقتصاديات الإعلام"، فميزانيها لا تغطي حتى أجور العاملين بها !
حتى الإشهار (الذي يعتبر العمود الفقري لميزانيات المؤسسات الإعلامية) لا تتحصل عليه بسهولة وإن تحصلت عليه فهي مضطرة لغربلته (ونحن نعرف جيدا نوعية الإعلانات لدينا)، وقد أجبرت بعض القنوات ذات الطابع الإسلامي إلى التنازل وتقوم بعرض إعلانات (فيها ما يقال)، حتى تستطيع مواصلة البث.
أين هو القرض الحسن ؟
أين هي التجارة الرابحة ؟
و أين هو الإستثمار الحقيقي المضمون ؟
هناك من رجال الأعمال الصالحين من يساهم في تعزيز مصادر تمويل القنوات الهادفة من باب التجارة الرابحة والاستثمار الناجح، ولكن هذا لا يكفي وهو حل غير عملي، فلا بد من إيجاد مصادر تمويل ذاتية من خلال إنجاز وبيع المنتوج متعدد الوسائط وهذا ما لجأت إليه بعض القنوات الإسلامية وهي تجربة ناجحة لحد الآن.
أما دعم الحكومات (الدولة)، هذه الأخيرة لم تعد تؤدي دورالمؤِسسات الإجتماعية في زمن اقتصاد السوق، حتى ولو قدمت إعانات للقنوات الهادفة، فتقرن ذلك بأن يكون الخط الافتتاحي لهذه القنوات يتماشى مع الخط العام للسلطة، مما يحتـّم على القنوات (المارقة) الدخول في الصف والعزف على نفس الإيقاع، وهنا تفقد الاستقلالية وتصبح تمارس "رقابة ذاتية" مما يعيق إيصال الرسالة وفق منظورها الأصلي والشرعي.
وقد أصبح الصراع قائما بين الخير والشر متمثلا في قنوات الذكر الفقيرة، وقنوات الفسق الغنية، وكل واحدة تحاول استقطاب أكبر عدد ممكن من الجمهور.
فلمن ستكون الغلبة ؟؟؟
|