بعد انتهاء الجولة السابعة عشرة من دوري الأضواء
العروبة يقترب من اللقب والصراع يحتدم في القاع
الوحدة ومسقط وصور أكبر الرابحين وظفار يواصل تراجعه ومعاناة صعبة لنادي عمان وبهلا والطليعة
قطع فريق العروبة أكثر من نصف المشوار نحو الفوز باللقب بعد الفوز الكبير على السيب والنتائج التي سجلتها الفرق المنافسة له في الجولة السابعة عشرة من دوري الأضواء، والتي شهدت تسجيل 14 هدفا، حيث صبت النتائج المسجلة لمصلحته بعد خسارة ظفار أمام مسقط وتعادل الخابورة مع النصر، ليؤكد العروبة أنه الأجدر بالفوز باللقب وان الأمر ليس سوى وقت فقط من أجل تجسيد ذلك واقعا. وإذا كانت ملامح الصدارة قد وضحت بشكل جيد، إلا ان الغليان المثير هو الذي يحدث في قاع الدوري الذي أصبحت المنافسة فيه مثيرة للغاية بعد فوز الوحدة على بهلا وتعادل الطليعة مع النهضة وخسارة نادي عمان مع صور، وهذه النتائج ستجعل المباريات القادمة بمثابة نهائيات كؤوس للفرق المهددة التي ما زالت جميعا متعلقة بقشة النجاة التي تبحث عنها من خلال النقاط. إذا هدأت حدة المنافسة على اللقب وسلم الجميع تقريبا بما يقدمه جدول ترتيب فرق الدوري، ويحق للعروبة الذي حقق نتائج متميزة وربطها بعروض قوية ان يتقدم بقوة وان يقترب من اللقب الذي طال انتظاره، كذلك استعاد الوحدة الفوز وتقدم إلى المواقع الآمنة مؤقتا، واستعاد مسقط هيبته، وتابع ظفار تراجعه غير المفهوم، وفشلت فرق النهضة والطليعة والخابورة والنصر بالفوز واكتفت بالتعادل، وكان نادي عمان أكبر الخاسرين ليس بسبب الخسارة الكبيرة أمام صور وإنما بسبب الموقف الذي أصبح عليه. الإثارة ما زالت حاضرة في الدوري خاصة في آخر الترتيب بعد النتائج المسجلة ومن المتوقع ان تحمل الجولات القادمة الكثير من الإثارة، في القاع وأقل بقليل في المقدمة.
فوز كبير
كان الفوز العرباوي مستحقا على السيب بعد مباراة مفتوحة من الطرفين لم يستفق السيب خلالها إلا قبل النهاية بقليل عندما وجد نفسه متأخرا بأربعة أهداف فسعى إلى تسجيل هدف رد الاعتبار ولكنه لم يفلح، في حين قدم العروبة واحدة من المباريات الجميلة التي استطاع من خلالها أن يؤكد انه يغرد وحيدا خارج السرب بعد العرض القوي والنتيجة الكبيرة التي انتهت عليها المباراة خاصة وانها جاءت على حساب فريق يعتبر من الفرق الصعبة، ويبدو انه لا يوجد كبير عند العروبة في هذا الدوري على أرض الملعب مع العلم ان تصريحات مدربه المنطقية التي أكد من خلالها أنه يحترم كل الفرق معتبرا ان ذلك أساس الفوز، كما يجب الإشادة بلاعبي العروبة الذين لعبوا مباراة قوية وحقيقية بكل ما تعنيه الكلمة، وكان لهم الفوز الكبير،، وأكد الفريق انه ينفرد عن البقية من خلال الأداء القوي المقرون بالنتائج الجيدة رغم بعض الكبوات التي تعرض لها الفريق، وفريق يملك العدد الكبير من الأسماء والمواهب التي يحتار المدرب المتميز والواقعي إدريس المرابط في الاختيار بينها يستحق فعلا ان يكون في هذا الموقع.
ويجب التذكير ان هذا الفريق هو نتاج سنوات مضت من الجهود الكبيرة التي بذلتها الإدارة السابقة وتابعتها الإدارة الحالية إضافة إلى الجهود الكبيرة التي بذلها المدربون الذين تعاقبوا على الفريق ومنهم على سبيل المثال فهد بن جمعة العريمي.
أما فريق السيب فإنه حاول جاهدا الإبقاء على وضع التوازن في هذه المباراة لكن طموحات العروبة كانت الأقوى ومع ذلك لم يستسلم الفريق وبقي يبحث عن التسجيل وأهدر العديد من الفرص المباشرة على مرمى العروبة، والسيب بالمحصلة لم في يوم سعده في تلك المباراة.
عودة الروح
استعاد فريق مسقط الروح من خلال الفوز الثمين على فريق ظفار في أرضه وبين جماهيره ليمسح الصورة التي ظهر بها في الجولة الماضية أمام العروبة، وقدم مسقط عرضا متميزا من خلال الطريقة التي لعب بها الفريق بالضغط على لاعبي ظفار الذين لم يستطيعوا التخلص من الضغط الذي فرض عليهم، وتعامل مسقط الذي أكد أنه فريق كبير بتجاوزه إحباطات المباراة السابقة، ومن ثم تحقيق الفوز، ومسقط عندما يلعب بروح قتالية عالية يستطيع ان يكون ضمن الفرق المنافسة على اللقب وهذا ليس بغريب على فريق يملك كتيبة من اللاعبين المتميزين الذين يشكلون العمود الفقري للمنتخبات الوطنية، واستعاد مسقط الكثير من المكانة بعد الفوز وتقدم إلى الأمام، وأكد عبدالله علي أنه حارس واثق بعد الأداء الجيد الذي قدمه.
أما فريق ظفار فإنه تعرض إلى الخسارة الثانية على أرضه وبين جماهيره ، وهذه الخسارة أدت إلى إبعاده بشكل كبير أو حتى إلى فقدانه الآمال بالمنافسة على اللقب، ولم يكن فريق ظفار الذي لعب بكامل نجومه في يومه رغم المجهودات الكبيرة للموهبة الشابة حسين فارح وزملائه، ولم يستفد فريق ظفار من الفرص المتاحة وخرج بخسارة مستحقة.
ظفار عودنا دائما أنه فريق اللحظات الصعبة والقادر على تجاوز أصعبها، ولكنه هذا الموسم حيرنا رغم التطور الكبير في الأداء بحيث وصل إلى القمة لكنه تراجع في الجولتين الماضيتين وبالتالي ابتعد عن المنافسة، والفريق بحاجة إلى إعادة النظر في أدائه بعد النتائج التي سجلها في الجولتين الأخيرتين.
فوز مضاعف
ما سعى إليه الوحدة منذ انطلاق مرحلة الإياب تحقق له أخيرا، وهو الفوز بعد ان قدم عروضا جيدة إلا أنه لم يحقق الفوز، ومن حسن الحظ أن فوزه الصعب جاء على حساب فريق بهلا من خلال هدف رائع للاعبه المتميز محمد خادم، والوحدة عانى كثيرا حتى تحقق هذا الفوز ولكنه أثبت أنه قادر على تقديم المزيد في الجولات القادمة في حال وقف الحظ إلى جانبه قليلا وان كانت قلة الخبرة ابرز ما يعاني منها الفريق إضافة إلى الإصابات التي حرمته في بعض الجولات من عدد كبير من لاعبيه، كما وضح ان بعض لاعبيه يلعبوا بطريقة فردية اكثر من اللازم كما حدث مع شعبان عبدالله مطالب بتسخير إمكانياته الفردية الجيدة في مصلحة الفريق.
الفوز الذي حققه الفريق سيكون له تأثير إيجابي ومعنوي كبير في الجولات الحاسمة القادمة والفريق لديه الكثير ليقوله، خاصة وانه يملك مدربا متميزا هو ثائر عدنان، ومجموعة متحمسة من اللاعبين الذين يلعبون بروح قتالية عالية، وادارة تعمل بجد من أجل البقاء في دوري الأضواء في الموسم الأول للفريق في هذا الدوري.
أما بهلا فإنه لم يقدم العرض المطلوب الذي سبق وان قدمه في بعض المباريات الأخيرة ولكنه سعى إلى إدراك التعادل وكان قريبا منه، ووضع الفريق لا يحتمل الخسارة من جديد بعد ان أصبح في حالة حرجة جدا للغاية وهذا يتطلب منه الكثير من الجهود والحظ فهل يستطيع أن يتجاوز محنته هذا الموسم، كما فعل في الموسم الماضي؟
خسارة قاسية
تعرض فريق نادي عمان إلى خسارة قاسية أمام صور الذي أكد أنه فريق يتطور أداؤه من مباراة إلى أخرى، وخسارة نادي عمان أدخلته إلى ظلمات خطر الهبوط، بعد ان انتعشت آماله قليلا في الجولتي الماضية والتي قبلها، والفريق الذي يلعب بأسلوب هجومي واضح، استطاع أن يعود إلى أجواء المباراة بعد ان تأخر بهدفين، ومن ثم أوجد لنفسه العديد من الفرص السهلة التي كان بإمكانها ان تغير الكثير من المجريات لو تم الاستفادة منه، والفريق يضم مجموعة جيدة من المواهب المغرمة باللعب الهجومي مع مدرب لديه الفكر المناسب، لكن إشكالية الفريق تكمن في عدم الاستفادة من الفرص وقلة الخبرة التي تكلفه بعض الأخطاء القاتلة التي تسبب له الكثير من الإشكاليات، كما أن الفريق بحاجة إلى الخبرة التي تفيده في اللحظات الحرجة، والفريق لعب وسيطر على معظم مجريات الشوط الثاني لكنه لم يجسد السيطرة في التسجيل.
صور كان على الموعد من خلال طريقة التعامل مع المجريات بوجود اللاعبين القادرين على التسجيل والتعامل مع المجريات، وأثبت الفريق أن بإمكانه المضي أبعد من هذه المرحلة في الدوري لو استطاع ان يقدم نفس العرض، ويبدو أن لمسات مدربه التونسي احمد الأخضر بدأت تتضح في الجولات الأخيرة ومن تابع مباراة الفريق مع الأنصار اللبناني يتأكد ان الفريق يملك الكثير من الإمكانيات ولديه القدرة الفنية على الفوز بما قدمه من أداء قوي، ولم يكن ينقصه سوى قليل من الحظ، وصور يملك الكثير من مقومات الفريق القادر على التقدم نحو الأمام وإهداره للكثير من النقاط في الجولات الماضية اثر عليه في المنافسة على اللقب.
تعادلان خاسران
خسر الطليعة ومعه النهضة بالتعادل السلبي، كذلك خسر النصر والخابورة معا بالتعادل الإيجابي رغم العرض القوي والمميز الذي قدمه الفريقان في المباراة القوية التي انتقل الفوز فيها من فريق إلى فريق، والجميل في المباراة العرض القوي من الفريقين وإصرار كل منهما على المضي قدما في تقديم الأداء القوي والسعي وراء الفوز، وهذه من المباريات التي يشار إليها من قبل الجميع من ناحية الأداء الجميل ولكنه وللأسف لا يحمل معه الفوز دائما، وهذا هو حال الكرة ولكن الفريقين كسبا احترام الجميع.
النهضة والطليعة خسرا في مباراة كانت تعني الكثير خاصة للطليعة الساعي إلى تجاوز محنته والابتعاد عن مناطق الخطر، والطليعة سيطر على الشوط الأول أهدر العديد من الفرص السهلة، فيما تغير الحال في الشوط الثاني وسيطر النهضة على الشوط الثاني وأهدر بدوره العديد من الفرص السهلة، وبالمحصلة خسر الفريقان معا خاصة الطليعة.
النهضة والطليعة اللذين كانا من أكبر المنافسين على اللقب في المواسم الماضية، بعيدان كثيرا عن مستواهما هذا الموسم، والأسباب كثيرة، والنهضة حامل اللقب الذي ضمن مقعد آمن لا يتناسب مع طموحاته يسعى لتحسين مركزه، فيما تبدو إشكالية الطليعة اصعب بكثير هذا الموسم وهدفه الأساسي هو الهروب من الخطر المحدق به.
اعتراض على التحكيم
اعتراض إداريو نادي عمان على حكم مباراتهم مع صور كثيرا بعد القرارات التي وجدوا فيها تجنيا على فريقهم، خاصة مع الهدف الثالث الذي سجله صور.
عودة معقولة للجماهير
يبدو أن الجماهير بدأت في العودة إلى المدرجات وكان أخر ما شاهدناه في مباراة نادي عمان وصور، ولكن الحضور الأبرز كان في مباراة العروبة والسيب، وفي مباراة الطليعة والنهضة.
ركلة جزاء وطرد
احتسب الحكام ركلة جزاء جديدة هذه الجولة من خلال الركلة التي احتسبت لمصلحة صور مع نادي عمان في الدقيقة الأخيرة من الوقت بدل الضائع وكانت ركلة صحيحة، ونفذها محسن صالح بنجاح، وهي الركلة السادسة والعشرين التي تنفذ بالطريقة الصحيحة مقابل خمس ركلات أهدرها اللاعبون، وفي المباراة نفسها قام الحكم بطرد ادري نادي عمان لاعتراضه على التحكيم.
أورسون فـي صدارة الهدافين
تصدر البرازيلي أورسون مهاجم العروبة لائحة هدافي الدوري بعد الجولة السابعة عشرة برصيد تسعة اهداف بعد الهدف الذي سجله بمرمى السيب، يليه في المركز الثاني مهاجم نادي ظفار هاني الضابط برصيد 8 أهداف ثم المغربي مولاي مراد الحسن مهاجم الوحدة والبرازيلي رودريجو من العروبة برصيد سبعة أهداف.
تألق ملفت لمحسن صالح
قدم نجم منتخبنا الوطني السابق محسن صالح نفسه بطريقة رائعة خلال مباراة فريقه مع نادي عمان عندما أحرز هدفين وصنع مثلهما، وقدم أداء رائعا، أعاد للأذهان التألق الكبير في صفوف المنتخب الأول.
أبو أحمد برز من خلال اللياقة البدنية العالية والأداء المتوازن دفاعا وهجوما وحسن توجيهه لزملائه خلال المباراة.
|