شكرا أحي أمير الأطلس على الموضوع،
مطالعة الأبراج لا تختلف في شيء عن " قراءة الطالع " أو " ضرب الخفيف " أو " قراءة الفنجان " و "الكف " أو زيارة المنجمين والدجالين من أجل " كشف الحجاب " أو " الإطلاع على الغيب " !
كلها دجل وشعوذة، محرمة شرعا وقد فصل فيها الدين.
أنا شخصيا لا أومن بـ " الأوروسكوب " (الأبراج ) ولا أحبذ تصفح محتواها..
ربما كنت أفعل ذلك في مرحلة ما حيث لم أكن أعلم بحرمتها ولكن حينما علمت بحرمتها وأن الشرع قد فصل فيها.. توبة !
ومهما حاول الذين يزعمون أن الحجاب مكشوف لهم وأنهم يستطيعون التنبؤ بمستقبل الآخرين من خلال الشعوذة والدجل أو من خلال إيهامنا أن ذلك علم قائم بذاته مثله مثل علم الفلك، فلن يستطيعوا خداعنا بأنها أساليب شيطانية للاحتيال على عقول السذج والتأثير على نفسياتهم وحتى ابتزاز أموالهم بغير وجه حق !
لأن المولى – عز وجل – يقول" عالم الغيب فلا يطلع على غيبه أحدا.."،
كما أنه من أتى عرافا وصدقه فكأنما كفر بنبوة محمد – عليه الصلاة والسلام -.
وقد أصبحت هذه الأبراج متاحة للجميع في كل وسائل الاتصال تحت مسميات مختلفة كـ " حظك اليوم "، " أنت والنجوم "، ...الخ.
ووصل الأمر أن خصص لها برامج إذاعية وتلفزيونية تنشطها " Madame Soleil " (اسم مستعار يطلق على كل من ينشط حصص الأبراج).
وقد يتعلق بها الإنسان إلى درجة الإدمان، فهو لا يرتاح إلاّ إذا طالع " زهره " و " سعده " عبر الصحف أو النت كل صباح !!!
ويتوقف نشاطه وخاصة مزاجه في ذلك اليوم على حسب محتوى طالعه !
فإذا كان المحتوى يشير إلى البهجة والسرور فإنه يقضي ذلك اليوم همة وحيوية وانبساط !
أما إذا كان العكس، فيمضي اليوم كله في نكد وانقباض وخمول لدرجة أن يقول في نفسه " أنا اصطبحت على وجه مين اليوم ؟ " !
إنه الإيحاء، وهو أن أجعلك تصدق إلى حد ما، بمعنى يتأثر الإنسان بمحتوى الطالع تلقائيا ويتقبله دون تمحيصه ويقتنع به في عقله الباطن وفي اللا شعور، فينعكس ذلك سلبا على تصرفاته ! وبذلك نستطيع التحكم والتلاعب بنفسياتهم المهزوزة والسير بها في أي إتجاه أردنا !
و قد نجد مبررات لغير المسلمين نتيجة الفراغ الروحي وعدم الاعتراف بالمعتقدات الدينية، لكن الغريب في الأمر أن نجد بعض المسلمين يتهافتون على مطالعة الأبراج وتصديق محتواها والأكثر من ذلك يجعلون حياتهم تتوقف عليها وقد يبنون مستقبلهم على أساسها !!!
لماذا لا نطبّق الحكمة القائلة " عش في حدود يومك ؟ " لأن الإنسان لا يضمن أن يعيش إلى الغد !
لكن، هذا لا يعني أن لا نخطط للمستقبل ونسعى بكل الوسائل المشروعة للتحكم في حياتنا ووضعها بين أيدينا آخذين بعين الاعتبار إيماننا بالقضاء والقدر..
نحن لا ننكر أن هناك علوما كعلم الفلك والأرصاد الجوية تبنى على النظريات و التنبؤات خاصة الرقمية منها وفق معادلات رياضية وفيزيائية معينة، وقد وصل نسبة التنبؤات في الأرصاد الجوية مثلا الـى 80 بالمائة و الـ 20 الباقية هي قيد البحث، ولكن هذه التنبؤات مبنية على أساس علمي دقيق ومعطيات مادية ملموسة.
ولكن تنبؤات الأبراج على أي أساس تبنى ؟
أكيد على أساس الدجل والشعوذة والخرافات..
يجب التحسيس والتنبيه إلى خطورة هذه الأمور على مجتمعاتنا الإسلامية خاصة الشباب، لما لها من آثار على معتقداتنا الدينية النابعة من الفطرة السليمة وتحكيم العقل والسير وفق القوانين والسنن التي أودعها الله سبحانه وتعالى في الكون.
صبـــر.. و إيمـــان.. إرادة.. و أمـــــــل.. |
|