لا أحد من الأحرار يا أخي ابن مضر، يرضى ويقبل بما قاله ويقوله المعتوه بوش الذي شارك رفقة 12 شخصية غربية رفيعة المستوى في احتفالات الذكرى الـ 60 لقيام "دولة إسرائيل" وهي ذكرى "اغتصاب فلسطين"، أو ما يعرف بيوم "النكبة".
دائما تبقى القضية الفلسطينية مرهونة بكل تفصيلاتها بمزاج الرئيس بوش الذي ليس له من المناقب سوى الكذب والجبن والعنف وعداء مستفحل في نفسيته لكل ما هو عربي وإسلامي والولاء للربيبة "إسرائيل" !
يحدث هذا في وقت يقتتل فيه أبناء الشعب الواحد مصوّبين أسلحتهم مرة إلى السماء ومرة أخرى إلى بني جلدتهم تاركين عدوهم المشترك ينكّل ويلعب بهم كيفما يشاء !
في الضفة تقوم أجهزة أمن السلطة بمطاردة أبناء حماس وزوجاتهم وتفتح لهم السجون، وفي غزة يقع الأمر نفسه من اعتقال لكل من يظن فيه نشاطا لفتح ! والتعذيب هنا وهناك يصل أحيانا لدرجة القتل بدم بارد..
ولا يعيش أي من عناصر التنظيمات الفلسطينية المسلحة أي شكل من أنواع الحصار، فالأموال غزيرة بين أيديهم، أما الشعب في الضفة وقطاع غزة فإنه يعصر عصرا جوعا وفقرا وتضييقا على حرياته !
فمن المرارة أن نرى الفلسطينيين يشمت بعضهم ببعض، فالفريقان المتناحران خسرا من سمعتهما وقدراتهما الشيء الكثير.. لم يكن أحدهما قابيل والآخر هابيل، بل كان كل منهما قابيل بامتياز، ولم يكن أحدهما في الصواب والآخر في الضياع، بل سار الفريقان في ضباب وتخبط عمق مأساة الشعب الذي يقتات على "الصدقات الإنسانية"، وأصبح في حالة "تسول" دائم من الشعوب والأمم الأخرى !
وهكذا، تتناوش الذئاب من كل حدب وصوب لحم الشعب المنهك لكنه البطل الوحيد.. ووحده الشعب الفلسطيني الذي يدفع الفاتورة.
نظام عربي خانع (وصل الأمر ببعض زعمائه إلى إرسال برقيات التهاني للكيان الصهيوني بمناسبة عيد استقلاله !!!)، وفصائل فلسطينية منهمكة في الحفاظ على مكتسباتها الحزبية.. وبوش يسخر من الجميع.
لقد تأكد مرة أخرى الفشل الذريع للمراهنة على بوش لأنها مبنية على السراب ولا يمكن أن نتصور مدى الخسارة التي منيت بها القضية الفلسطينية جراء هذه المراهنة الفاشلة.
مراهنة جعلت الواقع يقـّر بوجود دولتين، واحدة حقيقة اسمهما " إسرائيل " وأخرى افتراضية اسمها "فلسطين" (دولة على الورق)، بها حكومتان افتراضيتان، تضم كل واحدة منهما أكثر من 28 وزارة افتراضية، تسيّـر مؤسسات افتراضية برعاية وتحت وصاية وإدارة الدولة الحقيقية "إسرائيل" !!!؟؟؟.
يجب التيـّقن أن الأمريكان بزعامة بوش أو غيره، لن يعطوا أحدا شيئا لسواد عيونه، ولأنه يحبهم ويواليهم ولا لأنهم اتفقوا معه على شيء، فقد يغيـّرون موقفهم في أية لحظة، إذ لا مقدس لهم إلاّ مصلحتهم !!!
صبـــر.. و إيمـــان.. إرادة.. و أمـــــــل.. |
|