صباح / مساء (الشفافية)،
أشكرك يا درة الإيمان على هذا الطرح الشفاف، كما أشكر كل من شارك في هذا الموضوع الشفاف برأي شفاف !
وسأحاول أن أجعل قلمي يدلي بدلوه بكل شفافية !
أتذكر ونحن تلاميذ في المدرسة، أن مصطلح "الشفافية" ذاع صيته وأخذ يستعمل بكثرة في كل المجالات، في نهاية الـ 80 نات وبداية الـ 90 نات وبالضبط عند بداية انهيار وتفكك الاتحاد السوفيتي (سابقا) في عهد "غورباتشوف" الذي جاء بمصطلح "الغلاسنوست" والذي تقابله "الشفافية"، وتستخدم عادة في الإنتخابات فيقال (انتخابات نزيهة و"شفافة" !)..
ما هي الشفافية ؟
هي أن ترى من خلال الأشياء والستائر،
هي أن تكون الأمور جلية، بينة، لا غموض فيها ولا إبهام ولا أقنعة،
هي وضوح الرؤية حتى في الظلام الدامس،
هي فن التعامل على المكشوف،
هي الصراحة، النزاهة، الصدق،
هي (ما في القلب على اللسان).
أهميتها في الحياة ؟
هناك حكمة رائعة تقول "امشي بالصفا.. إذا ما ربحت تسلك على خير" أي (تعامل في حياتك بكل مستوياتها بالصفاء والنقاء والصدق، فإذا لم تربح (الأشياء المادية).. تكون النهاية عافية !).
إلى أي مدى يمكن أن نمارسها في حياتنا ؟
أثناء أدائنا لواجباتنا المهنية (نظامية أو حرة)، يجب أن تكون الشفافية كاملة عدا تلك التي تتطلب "واجب التحفظ" حسب القوانين المعمول بها وحسب ما يتطلبه الموقف.
أما في علاقاتنا العامة، فيجب أن تكون الشفافية (وهنا أقصد "الحقيقة") نسبية، أي رغم أننا نتعامل بعفوية وصراحة وصدق ونقاء السريرة إلاّ أننا نقول "الحقيقية النسبية"، بمعنى أننا لا نقول للطرف الآخر الحقيقة كاملة ونعطيه فقط جزء منها، ونكون بذلك لم نكشف كل حقائق أنفسنا ونمنحه ما نريد نحن، وفي الوقت نفسه "لم نكذب عليه" !
ما هي سلبيات وفوائد الشفافية ؟
عموما التعامل بشفافية يجعلك في اغلب الأحيان في"موقع قوة" خاصة مع أصحاب النوايا المغرضة وكما يقال (النية دايما تربح)، لأنك تتعامل بحقائق الأمور ولأن "الحقيقة كالزيت، تطفو فوق كل شيء" ولأن الأساليب الملتوية والاحتيال والخداع تتضمن في طياتها ثغرات وبذور انهيارها وانكشافها ولو بعد حين!!!
أما سلبياتها فهي تجعل الإنسان الذي يتعامل بشفافية "غير مرغوب فيه" ومحل "حبك دسائس ومؤامرات" لإزاحته من الطريق لأنه يعرقل "المصالح" ويقف في طريق السير العادي والإيجابي للأمور حسب ما يتطلبه (الواقع) !
من جهة أخرى يجعل أصحاب القلوب والنفوس المريضة يحاولون استغلال شفافية قلبك لتصفية حسابات وخلافات شخصية ضيقة وتحقيق مآرب نابعة من عقد ذاتية من خلال استدراجك وإدخالك في متاهات تكون فيها كـ "الأطرش في الزفة" أو من خلال استغلال "مواطن الضعف فيك" (التي تكون قد انكشفت نتيجة شفافيتك وطيبتك وتلقائيتك) واللعب على الأوتار الحساسة ومحاولة "المسك من اليد التي توجعك"، فتضطر إما إلى تغيير أسلوب التعامل وإما إلى "الهروب" لتتجنب "الأشواك" ليس جبنا ولا انزعاجا من الألم ولكن لتتجنب "الفتنة" وتستطيع مواصلة مسيرة حياتك بكل "شفافية" مطبقا الحكمة القائلة "لست بالخب ولا الخب يخدعني !!!".
دامت الشفافية حتى ولو كانت نسبية !
|
صبـــر.. و إيمـــان.. إرادة.. و أمـــــــل.. |
|