لا نستغرب يا "زهر البنفسج" حينما يقول لنا إنسان معين "البحر صديقي"،
أو "أنا البحر"،
أو "بيني وبين البحر حكاية عشق" مدفون سرها في أعماقه !"
ولا غرابة أن تجد الصيادين الذي قضوا جزءا كبيرا من حياتهم في البحر أو على شطآنه لا يقدرون على فراقه ولن يرضوا عنه بديلا !
ولا غرابة أن ترى عاشقا ولهانا يترك كل الإنس ويتوجه إلى البحر يحكي له ضره ويفرغ فيه آهاته، يخاطبه ويناجيه ويقول للناس "إنه البحر وحده من يفهمني !"..
ولا غرابة أن تجد كاتبا أو فنانا يخط رواية أو يرسم لوحة متأملا البحر، لا يأتيهما الإلهام إلاّ إذا كانا أمام سحره !
أنا أيضا أشبه نفسي بالبحر، هادئ جدا لا تعكر صفوي "غيوم الصيف" ولكن حينما تثور أمواجي، تعصف بكل شيء أمامها !
أتحول من ذلك الحمل الوديع إلى بحر لجّي مخيف (غير الهربة تسلّك) (يجب الإبتعاد عن الطريق) !
حينما أقف أمام البحر، أشعر بسكينة وأتأمل زرقته ونوارسه وأستمتع بنسماته، أضغط على زر "play back " مستعرضا فيه شريط حياتي !
أنظر إلى الأفق اللا متناهي متخيلا الضفة الأخرى !
متسائلا: أهي بعيدة ؟ أم قريبة ؟ أم قريبة بعيدة ؟
ورغم أنه بحر إلاّ أنه عجز عن الإجابة !!!
صبـــر.. و إيمـــان.. إرادة.. و أمـــــــل.. |
|