13-06-2008
|
#1
|
|
|
من مواضيعي |
|
|
أثبتت كرواتيا أن إطاحتها بإنكلترا ليست وليد الصدفة وأسقطت قطباً عالمياً كروياً جديداً هو المنتخب الألماني بالأداء والنتيجة متفوقة عليه 2-1 في اللقاء الذي جرى ضمن الجولة الثانية لمباريات المجموعة الثانية من بطولة أوروبا الثالثة عشرة لكرة القدم التي تجري في النمسا وسويسرا.
ورفعت كرواتيا رصيدها إلى ست نقاط وباتت قريبة جداً من ربع النهائي, في حين تجمد رصيد المانيا عند ثلاث نقاط, وبات عليها الانتظار حتى المرحلة الثالثة حين تلاعب النمسا في المرحلة الأخيرة. وستتاهل كرواتيا رسمياً في حال انتهى ثاني لقاءات المجموعة بالتعادل بين بولندا والنمسا.
افتتحت كرواتيا التسجيل في الدقيقة 24 عبر نيكو كرانيكار, وأضاف أوليتش الهدف الثاني في الدقيقة 62 ثم قلصت ألمانيا النتيجة في الدقيقة 79 عبر لوكاس بودولسكي الذي رفع رصيده إلى 3 أهداف وتساوى في صدارة ترتيب الهدافين مع الإسباني دافيد فيا. وشهد اللقاء في الدقيقة طرد الألماني شفانزتايغر, لتسجل أول حالة طرد في البطولة.
الشوط الأول
بدأت المباراة بحذر شديد من الفريقين طال وقته فكلي المدربين خائف من منافسه ويعرف جيداً مخاطر الخوض في مغامرات هجومية وأداء سريع ومفتوح قد يكلف غالياً مع تواجد من يجيد المرتدات الصاعقة في الكتيبتين وخصوصاً عبر الأجنحة السريعة مثل فيليب لام أو لوكاس بودولسكي ألمانياً أو برانيتش وأوليتش وسرنا كرواتياً.
في ظل هذا الحذر قررّ الكروات, ذلك الفريق الذي لا آمان لهدوئه, المبادرة بإشعال الأجنحة والتقدم بجرأة فكانت عرضياتهم المتعددة من الميمنة والميسرة, قابلها الألمان بالمثل لكن بجرأة واستحياء, واستطاعت كرواتيا بحنكة مدربها الشاب سلافن بيليتش فرض سيطرتها وأسلوبها كما شاءت ولو قدر لها التوفيق لكانت خرجت على الأقل بهدفين نظيفين.
في المقابل ظهر الألمان قليلي الحيلة وضعيفي التغطية عاجزين أمام عمالقة البلقان فلا دفاعهم أحسن المراقبة بل على العكس صال المهاجمان الكرواتيان أوليتش وكرانيكار كما حلا لهما مع مواكبة مميزة من الأطراف, وما اشتهر به الألمان من صلابتهم التكتيكية ووحدتهم ككتلة قوية سقط في الشوط الأول الذي بدا فيه مهاجماها ميروسلاف كلوزه وماريو غوميز بالإضافة للوكاس بودولسكي خيالات لا نفع لها.
أولى الفرص الحقيقية تزامنت مع أولى الأهداف, ففي الدقيقة 24 جمل كرواتية من التمريرات الأرضية القصيرة أفضت إلى عرضية من الظهير الأيسر المتقدم برانيتش لاقاها الخطير كرانيكار بعدما تخلص من رقيبه الألماني يانسن بزحلقة ولمسة أولى أسفرتا عن هدف تقدم للكروات ممتاز ببنائه التكتيكي.
لم يتراجع لاعبو المدرب سلافن بيليتش وكادوا في الدقيقة 29 مضاعفة الغلة حين تلقى المهاجم اوليتش إثر عرضية كرة برأسه لزميله كرانيكار المندفع من الخلف لكن الأخير ومن شبه انفراد وتحت مضايقة الألماني يانسن فشل في تطويع جسمه بما يتلاءم مع وضع الكرة فكانت تسديدة طائشة في الهواء.
استفاق الألمان من الصفعات الكرواتية المتتالية وجاء ردهم الأوّل في الدقيقة 32 مع ضربة حرة مباشرة صوبها بالاك من حوالي الـ25 متراً صدها بتميز الحارس بيليتيكوزا وأتبعتها دربكة خطرة جداً لم تثمر عن هز الشباك الزرقاء.
وقبل أن يلفظ الشوط الأول أنفاسه جملة من برازيليي أوروبا وهو لقب الكروات, أكدت علو كعبهم, حين توغل سرنا في الميمنة وعكس عرضية وصلت إلى أوليتش الذي حضر بمكر إلى كرانيكار والأخير روّض وخططّ وسددّ كما حلا له لكن لحسن حظ رجال يواكيم لوف, كان الحارس ينز ليمان واقف في المكان المناسب.
الشوط الثاني
بدأ الكروات الشوط الثاني بأداء الواثق والمتمكن فدوّروا الكرة في جميع المحاور وتعاملوا مع منافسهم بروية وإحكام في حين لهث الألمان خلف المستديرة وحاولوا جاهدين إيجاد شخصيتهم وأسلوبهم لكن دون جدوى فهذه الليلة ليلة الكروات بامتياز في حين أن الألمان بدوا لا حول ولا قوة, وربما بانت حقيقة مستواهم أمام قوة شكيمة منافسهم الرائع.
في ظل الاستحواذ الأزرق أي الكرواتي عكس راكيتيش عرضية ممتازة غيرت مسارها بعد أن اصطدمت بمدافع ألماني واصطدمت بالعارضة وخدعت ليمان الذي ارتمى على غير هوادة, ورجعت للقناص المتابع أوليتش الذي لم يجد صعوبة تذكر في إيداع الكرة المرمى مانحاً فريقه تقدم مستحق بثنائية.
حاول الألمان الرجوع وهم المشهورون بتفانيهم حتى اللحظة الأخيرة, لكن التفاني بحاجة لأسلحة مناسبة منتجة وغير عقيمة, فصنعوا بعض الفرص المتباعدة زمنياً والضعيفة بنائياً وبصعوبة بالغة ومجهودات فردية مثل تصويبة شفانزتايغر بديل غوميز منذ الدقيقة 66, في الدقيقة 72 إثر توغل في المنطقة حولها الحارس الكرواتي لركنية لم تثمر.
وفي ظل محاولات ألمانية خجولة عكس فيليب لام المتقدم عرضية غير خطرة في الدقيقة 79 لعبها بالاك برأسه ثم شتتها الدفاع بالخطأ للمتربص دوماً أبدا شأن مباراة بولندا لوكاس بودولسكي الذي أطلق على الطائر صاروخية اخترقت المرمى والشباك لتصبح النتيجة 2-1, وتعود الآمال الجرمانية تنتعش بتدخل من الحظ.
لجأ مدرب كروتيا بعد الهدف إلى تبديلين فسحب في الدقيقة 80 داريو سرنا وأدخل ليكو ثم قام في الدقيقة 84 بسحب كرانيكار وإدخال المدافع كنيزيفيتش وكان أوليتش خرج في الدقيقة 72, وهو بذلك سعى فيما تبقى من دقائق إلى المحافظة على فوزه, خصوصاً أن الألمان بدوا بلا حول وبحاجة لحظ جديد للتعديل شأن الهدف الأول, لكن الحظ أبى التدخل مرة جديدة وهو الذي لا يسعف مراراً إلا من يستحقه, وسقط الألمان أداء ونتيجة أمام تميز كرواتي ممتع.
المصدر: الجزيرة الرياضية
|
|
|