في هذا العالم الآن هناك أمور كثيرة نحتاج إلى الحديث عنها، جناية الإنسان على بني الإنسان أصبحت واضحة، هناك ظلم يقع على الشعوب، قتل للأطفال والنساء والأبرياء، حصار وتجويع، كل ذلك بحجج الدفاع عن النفس أو ما شابه ذلك من هذه الأمور، هناك أيضاً إهانة لشخص النبي صلى الله عليه وسلّم، وتعدٍ كذلك بعد ذلك على الذات الإلهية من قِبَل بعض من يدّعي العلم والثقافة، نحتاج للحديث عن هذه الأمور بالإضافة إلى هذا الموضوع الذي يجني فيه الإنسان على بني الإنسان من خلال الحوادث والضحايا.
* في البداية كلمة تتحدثون فيها عما يحدث في هذا العالم، ثم نعرج بعد ذلك إلى الأمور الأخرى.
**بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فخير فاتحة نفتتح بها كلامنا هذا قول الحق سبحانه: (قُتِلَ الإنسان مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أماتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ * كَلا لَمَّا يَقْضِ مَا أمرهُ * فَلْيَنْظُرِ الإنسان إلى طَعَامِهِ * أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً * ثُمَّ شَقَقْنَا الأرض شَقّاً * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً * وَعِنَباً وَقَضْباً * وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً *وَحَدَائِقَ غُلْباً * وَفَاكِهَةً وَأَبّاً * مَتَاعاً لَكُمْ وَلأَنْعَامِكُمْ) (عبس:17-32).
الله سبحانه وتعالى يُقيم علينا الحجة في كتابه من آياته المنبثة في هذا الوجود، وكل آية من هذه الآيات كما أنها شاهدة على أن الله سبحانه وتعالى هو مبدع الوجود ومصرفه هي كذلك شاهدة على نعمة الله التي أسبغها على هذا الإنسان، فما بال هذا الإنسان يكفر هذه النعمة ويتطاول على الله ويجني على عباده. إن الإنسان طبعه السوء إذا لم تصنه بصيرة من الله سبحانه
ودأبُ النفوسِ السوءُ من حيثُ طبعُها *** إذا لم يصُنها للبصائرِ نورُ
إن الإنسان بلغت به الجرأة والتطاول على الله مبلغاً عظيما، ونحن نسمع ما يردده الذين كفروا بالله واليوم الآخر ولم يبالوا بما أنعم الله سبحانه وتعالى عليهم من خير من كلام يدل على منتهى الوقاحة في حق الله سبحانه وتعالى.
كذلك هناك تطاول على مقام النبي الأعظم صلوات الله وسلامه عليه، الذي أرسله الله رحمة للعالمين، والذي شهد حتى أعداؤه بأنه صلى الله عليه وسلّم يفوق الخلق أجمعين في مزاياه وخصاله التي جعلها الله سبحانه وتعالى دليلاً على أنه برأه فأحسن خلقه، وأنه سبحانه وتعالى جعل فيه كمالات البشر التي تفرقت في غيره مجتمعة في شخصه صلوات الله وسلامه عليه.
وهناك هذه الجناية على الإنسان، كم من ضحايا في هذه الأرض، كم من نساء تثكل في أبنائها أو ترمل، وكم من أيتام يعانون ما يعانون، وكم من أناس أصيبوا في أنفسهم من جراء جناية الإنسان مع أن قيمة الإنسان أياً كان قيمة عالية، فالله سبحانه وتعالى يقول: (وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ ) (الأنعام: من الآية151) (الإسراء: من الآية33)، ويقول الله عزوجل: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأرض فَكَأنما قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأنما أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ) (المائدة: من الآية32).
ونجد هؤلاء الذين كتب الله عليهم هذا هم الذين يجرئون على سفك الدماء وإزهاق الأرواح وانتهاك حرم الإنسان، ما أعظمها من جريمة تقع على هذه الأرض والعالم غافل لاهٍ، لو وقعت واقعة على أولئك الذين ينتهكون هذه الحرم ويرتكبون هذه الجرائم لثار العالم بأسره، ولكن عندما يصدر منهم ما يصدر فالكل قرير العين مطمئن البال لا يحس بأي وخز في ضميره، ولا يحس بأي قيمة لأولئك الذين تنتهك حرمهم وتزهق أرواحهم وترتكب الجرائم في حقهم.
دع ما يكون في هذه الدنيا من طيش الإنسان وعدم مبالاته بقيمة هذه الحياة التي هو مسؤول عنها، فلا يبالي بقتل نفسه، ولا يبالي بقتل الآخرين من خلال السرعة الجنونية التي لا حدود لها ولا ضوابط، ومن خلال المباهاة بهذه السرعة، فكل من ذلك أمر يستوقف كل ذي لب، ويحجر كل عقل، نسأل الله سبحانه وتعالى السلامة.
*هذا الذي يحدث هل هو ضريبة التطور والتقدم كما يقول البعض بمعنى أن الإنسان قد حصل على كل هذه النعم فعليه أن يقدم من أجلها شيئا، أم هو سوء استخدام لهذه التقنيات والتطورات؟
**النعم تقتضينا ألا نبطر (وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلا قَلِيلاً وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ) (القصص:58).
النعم تستوجب الشكر، وشكر النعمة أن تُستخدم فيما خُلقت من أجله. لا ريب أن التطور نعمة من الله سبحانه وتعالى، ولكن لا يعني ذلك أن يندفع الإنسان اندفاعاً لا حدود له غير مبال بحياته وغير مبال بحياة الآخرين وغير مبال بحرمات هذه الحياة وغير مبال بحرمات الدين وغير مبال بأمر الله سبحانه وتعالى الذي له الخلق والأمر وله تصريف الوجود، ويجب على الكل أن يخضع لمنهجه، وأن ينقاد لأمره، وأن يذعن لطاعته، وأن يقف عند حدوده.
يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة
من الصفحة الدينية لجريدة الوطن الثلاثاء 5 من رجب 1429هـ
صَبَاحُنَا مَضَى وَقَد بَلَّل أياديْنا بِلُؤْلُؤَات ٍ مِن الْنــــــــدَى
حِيْنَمَا نَادَى الْمُؤَذِّنُ " الْلَّه أَكْبَر " وَمطرُ نَدِي ُ يُغَطِّيْنَا
صَلاةُ وَمَطَرُ صيف ... وَسُكُوْن ُ الْفَجْر ِ مَلأ جَوَارِحُنــــا
اسم العميل: البراء
رقم العميل: 004
الحزب: 04
المهمة: اجتياح حصن عمان |
|