منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - يَبـدُو هـكذَآ ،
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 17-07-2008   #21
 
الصورة الرمزية نبــض








مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 5424
  المستوى : نبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلة
نبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلةنبــض عقلك المتطور يخولك للمهمات المستحيلة
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :نبــض غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

[3]
معادلة
< من أين لي سيكل 12 قبل أن أفكر في سيارة ؟! >


رأسه على قبضة يده ، منهار القوى على الطاولة ، التفكير يحاصره بالقرب من كل جدار ، محشو في زنزانة من الهواجس طولها متر وعرضها أقل من المتر ! ، متقلّب المزاج دائماً ، وبالأخص مع البيت ، إنه لا يستطيع فهم نفسه ، فكيف يفهم الآخرين ، تارةً يراها تلبس لامة ( حمزة ) ، وأخرى خوذة ( وحشي ) ! .. أيداً .. فهو بعيدٌ كل البعد عن الفرسان والمقاتلين ، إن نفسه رقيقة لا تقوى على رؤية سيفٍ ، ناهيك عن حمله ! ، لا يدري من هو .. وكيف هو .. كلّ ما يعرفه أنه متيّمٌ (بحسام) ، وهذا سر أحلام يقظته بالفروسية ، وهناك سرّ آخر نابع من اسمه : (أسامة) ! ..

- متى تصبح سيف أسامةَ يا حُسام ؟! .. أو لا أقل فلتكن خنجره !!

لقد خطف ناظريه ، أشل مذاكرته ، أعاده لأيام الابتدائية ، حيث (المقبول) و ( الضعيف) يملآن مستواه . محتار ، حتى أنه لا يدري فيم يفكر ، أبسارق اللب ؟ ، أم باختبار الكيمياء الذي موعده غداً ؟ ، الكيمياء وجعُ الرأس ، وتحطيم الأصداغ ، المعادلات التي تتكاثر لا جنسياً بغير معنى ! ، إنه يمقت الكيمياء بشكل لا يُصوّر ، ولا يدري من ضرب والده على رأسه وأجبره على الالتحاق بقسم الكيمياء ، أمّا هو فلم يدخل المسار العلمي إلا كي يدرس مادته الفضلة : الأحياء ، وللانصراف فلكي يرافق زميل دراسته حسام ! قبشةٌ من جمال يوسف ، تتقطع أصابع أسامة كلما نظر له : ( حاش لله ما هذا بشر !! ) . ولكن لم تتسن له الفرصة كي يجعل من صديق العمر ، الذي يخطو معه في كلّ موطئ قدم !

رفم رأسه ، نظر مشمئزاً للكتاب الملقي أماه .. ويح الكيمياء ، وويح (ابن حيان) ، لا يفصلُ معدته عن التقيؤ سوى صفحات يسيرة يقرؤها ، فأطنان الحفظ من معادلات وطرق تحضير وأغراض استخدام كفيلة أن تصيبه بالغثيان !

أوراق المسودّة بكماء ، لم يخطّ فيها حرفاً ، فكيف ينبس قلمه بشَفة والتفكير العميق في حسام يشرخ دواته بشفرته القاطعة ، كيف ينبس بشفةٍ وحسام يشرّده لبحرٍ لا يُؤويه لمرسى ؟!

- حسام ، كل يومٍ تكبر في عيني .. آه وتكبر المسافات بيننا !

شرع في كتابه حرفه (o) ثم ابعد عنه حرف الحبيب (h) ؛ لأن هذه الحقيقة ولو كانت مُرّة !

- .. ولكن ما فائدة اليأس ؟ ماذا أحصد إذا وضعت يدي على خذي ومل أحرّك ساكناً ؟ .. لابدّ من طريقةٍ أجعله يتعلق بي ، وحينها أصل إليه حيث راحة القلب ..
أخذ يفكر ويفكر ، وتيقّن بأنه لن يتأتى له هذا الحلم إلا إن بدأ هو بالتخطيط والعمل ..

- .. وإلا فلا أظنّ أن حساماً يأمل في مصاحبة شابٍ أسود ، وجهه غارق في الغيوم .. إذاً لابد أن أبدأ أنا –أسامة- بالسعي .
أخذ يخطّ سهما من حرفه ويصله لدوحة المعشوق .. تماما كما علّمته (ثقافة الجدران) في حيّهم !

- .. ولكن ، ما هذا السهم ؟ ، أيّ القرابين هو ؟! إنّ حسام يحب ركوب السيّارات الفخمة ، لاحظته عند مغادرة المدرسة يحتوشه أولاد (الهوامير) ، كلّ يأمل وصاله .. لكن (يا حسرة) من أين للفقير المسكين (سيكل 12) قبل أن يفكّر في سيّارة .. لا .. وفخمة !!

عاود التخطيط مرّة أخرى في طريقة أفضل ، فقد لمح في أحد المواقع وهو يتصفحه ، ما كُتِب على رأس الصفحة :
(( إن أهم شروط الخطة الناجحة أن تكون طموحة وواقعية )) !
- .. وفكرة السيّارة طموحة ، ولكن لا صلة لها بالواقعية ! ..

يا سلام عليك يا اسّوم ، صرت فيلسوف .. أُه .. حسام دائماً ما يتفلسف في الفصل ، ودائما ما يذكر أناساً لأول مرة أسمع بهم وبالكاد أنطقهم ، كـ .. ديكارت .. و .. رواندا ، نعم ، هذا ما حفظته جيّداً لأنه كان يلمز أحد الشباب به قائلاً : أنت تشبه رواندا ! .. كم أورد أن أرى هذه الفتاة !!.. وأذكر أيضاً .. بوب مارلي ، مايكل جوردن ، يمكن ابن عمّ مايكل جاكسون ، و .. أ .. أ .. هناك آخر اسمه يشبه صوت انفجار الألعاب النارية .. أو الدنس ! .. ربما : هِنْ .. تِن .. تُن !! وهناك شخص آخر .. لا أذكره جيداً ، ولكنه قريب من الـ (وطواط) ! .. بلى .. بلى .. صقراط ! .. كأني سمعت هذا الاسم من قبل .. أين ؟ .. أين ..؟ .. آهه .. سمعته من (اسألوا لبيبه) !

ماذا لو أصبحت فيلسوفاً ؟ لماذا لا أستعير بعض الكتب من أختي (حوراء) ؟ ، لابد أن توجد كثل هذه الأسماء في كتبها ، وإلا لما لبست نظارة ! .. ولكن كالعادة لن تقتنع ، وستقول : أنت (ثاني طبيعي) ، لا دخل لك في كتب التريخ والقصص ، ذاكر دروسك أفضل !

.. فكرة رائعة ! .. ماذا لو اختلقت أسماء من عندي ، وأخذت أستعرض عضلاتي بها ؟! .. فلأحاول ..:
" أنت يا حسام تذكرني بـ .. بـ .. (بانك بانتر) .. لا ! هذا اسم النمر الوردي ! .. حسناً ، أنت تشبه أ.. أ.. تشبه (جيمس بوند) .. جميل هذا الاسم .. آه .. كم أنا غبي !، إنه اسم البطل في الفيلم البارحة " !!

يبدو أنها طريقة فاشلة ، ماذا لو شاهد أحدهم الفيلم البارحة ، وعلم حسام بالأمر ، سيعتقد أني (ولد شوارع) بدل فيلسوف !
حسناً، ماذا لو قلت له أنّ الـ ..
.. وفُتِح الباب فجأة !، إنه أبوه ، نظر مذعوراً للمسودة قبل أن يصل والده .. ماذا؟! (o...h) ، وبينهما السهم الذي غرز في عقله ..

" ماذا أفعل ؟! .. سيلقي عليّ الآن محاضرة ! " وكما البرق خطّ بقلمه بعد أن خامرته فكرة بسرعة بديهة ، خط قبل حرفه (ch4) ، وبعد السهم ، وحرف حسام أضاف (+co2) .. و وصل والده ، ألقى نظرة على الورقة ، أمسك نظارته محملقاً يفحص المكتوب ..

ch4+o =< h + co2

.. إنها معادلة كيميائية ، فلابد أن يبرز دوره هنا كأستاذ كيمياء !
- حسناً يا أسامة ، يجب أن تنتبه إلى أنّ الأوكسيجين لا يتفاعل أحادياً ، أي لا يتفاعل كـ (o) بل كـ (o2) ، وكذلك الهيدروجين أيضاً ، ثمّ أن هنا لا يتطاير غاز الهيدروجين ، بل يشكل بخار ماء ، أي (h2o) وليس (h) !.. وبعدها يا ولدي ، لابد أن تكتب المعادلة موزونة ، فلا يصح منك ذلك ، وأنت ابن أستاذ كيمياء !! .. وهناك قاعدة بسيطة لاحتراق (الألكانات) .. ولكن قبل أن أذكرها ، هيا زن لي المعادلة التي كتبتها !

حدّث أعماقه :
" لو وُزِنَت في الواقع بيني وبين حسام ، لوُزِنَت الآن ! .. أعطني قاعدتك ، ولنرَ إن كانت تنفع مع (أبو الحِسِم) "!!


محمد آل زآيـد

 

-
أجملُ الأشيآءِ، هي التِي لآ تكتمِلْ!
نبــض غير متصل   رد مع اقتباس