امرأة ترى أنها أصيبت بالسحر كله إلا الجنون وهي تجافي أهلها وزوجها منذ ثلاث عشرة سنة إلى الآن وهي تقول أنها اضطرت إلى الذهاب للكهنة فما هي نصائحكم لها وتوجيهاتكم الشرعية؟
**نصيحتي لها أولاً أن تؤمن بالله تعالى إيماناً قاطعاً بأن كل ما يصيبها إنما هو قبل الله سبحانه، إذ الله تعالى وحده هو الذي يصرّف الوجود، لا يصيب الإنسان شيء ولو كان بسببٍ من أحد إلا والله تبارك وتعالى هو مقدره، فالله تعالى يقول (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (الأنعام:17)، ويقول سبحانه
(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) (يونس:107)، ويقول تعالى (قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (التوبة:51)، فالإنسان عليه أن يؤمن بأن كل ما أصيب به إنما هو ابتلاء من الله سبحانه وتعالى، ثم بجانب هذا عليه أن يقاوم الأوهام بقدر مستطاعه، فعلى الإنسان أن لا يستأسر لهذه الأوهام، لأن الأوهام إذا تغلغلت في أعماق النفس سيطرت عليه، وحوّلت الخيال إلى حقيقة، وحولت الوهم إلى حقيقة، حتى يرى ما ليس بالواقع واقعاً.
ثم مع هذا إنني أنصحها أن تجافي أولئك الذين يدعون علم الغيب، فإن كل من ادّعى علم الغيب من كاهن أو عرّاف فهو كاذب، إذ الله تعالى يقول (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ ) (النمل:65)، بل عليها أن تستغفر الله تعالى، وأن تتوب إليه، وأن تؤمن بأنهم لا يعلمون من علم الغيب شيئا.
ومع هذا كله أدعوها إلى الإكثار من ذكر الله، فإن الله تعالى يقول (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد: من الآية28)، فأنا أنصحها أن تكثر من قراءة كتاب الله سبحانه لا سيما سورة البقرة، لأن سورة البقرة فائدتها كبيرة في علاج السحر وفي علاج ما يتصوره الإنسان من نحو هذه الأمور التي ربما منشؤها الوهم.
فعلى الإنسان أن يحرص دائماً على قراءة كتاب الله مع تأمله وتدبره، فسورة البقرة ينبغي أن تقرأها باستمرار مع قراءة غير القرآن حتى لا تتخذ غيره مهجورا، ولكن عليها أن تكثر من قراءة سورة البقرة، وعندما تأتي إلى النوم وعندما تستيقظ ينبغي لها أن تقرأ الآتي أن تقرأ سورة الفاتحة سبع مرات، وآية الكرسي سبع مرات، وسورة الانشراح سبع مرات، وسورة الإخلاص سبع مرات، وسورة الفلق سبع مرات، وسورة الناس سبع مرات، بعد كل مرة تنفث في يديها، ثم بعد فراغها من جميع القراءة تمسح بيديها على جميع جسدها هي تقول عندما تمسح أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، أعوذ بالواحد الصمد من شر كل ذي حسد، أعوذ بكلمات التامات من شر ما خلق، أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما أجد وأحاذر، أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعذابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون.
وأن تسأل الله تعالى العافية من كل بلاء، والشفاء من كل داء، والحفظ من كل سوء، والحماية من كل مكروه. ثم مع هذا أيضاً ينبغي أن تقرأ في كل يوم عشر آيات من سورة البقرة أربع منها من أول السورة إلى قوله تعالى المفلحون وهي (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُولَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (البقرة:1-5) ، وثلاث آيات هي آية الكرسي والآيتان بعدها إلى قوله تعالى (خالدون) وهي قوله سبحانه (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ * لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (البقرة:255-257)، وثلاث آيات هي آخر السورة تبدأ من قول الله تعالى (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ) إلى تمام السورة وهي قوله (لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ) (البقرة:284-286)، ينبغي أن تقرأ ذلك في الصباح والمساء ثم تسأل الله تعالى العافية، والله تعالى يمن عليها بالعافية ويرفع عنها هذا البلاء.
*صلاة الضحى كم ركعة؟
**لو اقتصرت على ركعتين لأجزأها ذلك ولو صلت أربع ركعات فذلك خير، وإن زادت إلى ثماني ركعات فذلك أفضل وأفضل.
*امرأة توفيت والدتها وهي لم توص فكيف تتصدق عنها؟
**لا مانع من الصدقة عنها. أولاً قبل كل شيء إن كان عليها دين فلا بد من قضاء ذلك الدين، هذا في دين الخلق بالإجماع، وفي دين الحق خلاف بين أهل العلم، منهم من قال أن الميت تقضى عنه ديون الحق كأن تكون عليه كفارات أو يكون عليه حج أن تكون عليه زكاة أو شيء من ذلك يقضى ذلك كله من ماله، وقيل لا يجب ذلك في دين الحق، والصحيح الوجوب لقول النبي صلى الله عليه وسلّم (فاقضوا فدين الله أحق بالقضاء).
يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة
من الصفحة الدينية لجريدة الوطن
الإثنين 18 رجب 1429 هـ
صَبَاحُنَا مَضَى وَقَد بَلَّل أياديْنا بِلُؤْلُؤَات ٍ مِن الْنــــــــدَى
حِيْنَمَا نَادَى الْمُؤَذِّنُ " الْلَّه أَكْبَر " وَمطرُ نَدِي ُ يُغَطِّيْنَا
صَلاةُ وَمَطَرُ صيف ... وَسُكُوْن ُ الْفَجْر ِ مَلأ جَوَارِحُنــــا
اسم العميل: البراء
رقم العميل: 004
الحزب: 04
المهمة: اجتياح حصن عمان |
|