03-08-2008
|
#9
|
غرباء
|
|
من مواضيعي |
|
|
================================================== ===
7- استمتع بالمهارات

المهارات متعة حسية ، لا أعني بها الأجر الأخروي فقط‘ لا واٍنما هي متعة و فرح تشعر به حقيقة.... فاستمتع بها، ومارسها مع جميع الناس، كبيرهم وصغيرهم، غنيهم وفقيرهم، قريبهم وبعيدهم....كلهم .... مارس معهم هذه المهارات.... اٍما لاتقاء أذاهم... أو لكسب محبتهم...أو لاٍصلاحهم
نعم اٍصلاحهم....
كان علي بن الجهم شاعرا فصيحا... لكنه كان أعرابيا جلفا لا يعرف من الحياة اٍلا ما يراه في الصحراء... وكان المتوكل خليفة متمكنا... يغدى عليه ويراح بما يشتهي
دخل علي بن الجهم بغدادا يوما فقيل له:
ان من مدح الخليفة حظي عنده و لقي منه الاعطيات
فاستبشر علي و يمم جهة قصره الخلافة .. دخل على المتوكل
فرأى الشعراء يتشدون و يربحون و المتوكل هو المتوكل .. سطوة و هيبة و جبروت
فانطلق مادحا الخليفة بقصيدة مطلعها
يا ايها الخليفة
انت كالكلب في حفاظك للود – و كالتيس في قطاع الخطوب
انت كالدلو لا عدمتك دلوا – من كبار الدلا كثير الذنوب
و مضى يضرب للخليفة الامثلة بالتيس و العنز و البئر و التراب بعدما كان يشبه بالشمس و القمر و الجبال
فثار الخليفة و انتفض الحراس و استل السياف سيفه و فرش النطع و تجهز للقتل .. فأدرك الخليفة ان علي بن الجهم قد غلبت عليه طبيعته
فأراد ان يغيرها فأمر به فأسكنوه في قصر منيف تغدو عليه اجمل الجواريو تروح بما يلذ و يطيب
ذاق علي النعمة و اتأك على على الارائك و و جالس ارق الشعراء .. و اغزل الادباء .. و مكث على هذا الحال سبعة اشهر
ثم جلس الخليفة مجلس سمر ليلة ... فتذكر علي بن الجهم .. فسأل عنه .. فدعوه له ...
فلما مثل بين يديه .. قال انشدي يا علي بن الجهم ..
فانطلق منشدا قصيدة مطلعها:
عيون المها بين الرصافة و الجسسر – جلبن الهوى من حيث ادري ولا ادري
اعدن لي الشوق القديم و لم اكن - سلوت و لكن زدن جمرا على جمر
و مضى يحرك المشاعر بأرق الكلمات ... ثم شرع يصف الخليفة بالشمس و النجم و السيف
فانظر كيف استطاع الخليفة ان يغير طباع ابن الجهم ... و نحن كم ضايقتنا طباع لأولادنا او اصدقائنا فهل سعينا لتغييرها .. فغيرناها ..
و من باب اولى ان تقدر انت على تغيير طباعك .. فتقلب العبوس تبسما .. و الغضب حلما .. و البخل كرما ...
و هذا ليس صعبا ... لكنه يحتاج الى عزيمة و مراس .. فكن بطلا
و من نظر في سيرة محمد – صلى الله عليه و سلم – وجد انه كان يتعامل مع الناس بقدرات اخلاقية ملك بها قلوبهم , و لم يكن محمد – صلى الله عليه و سلم – يتصنع هذه الاخلاق امام الناس .. فاذا خلا بأهل بيته انقلب حلمه الى غضب و لينه غلظا
لا .. ما كان باسما مع الناس عبوسا مع اهل بيته
ولا كريما مع الخلق الا مع ولده و زوجه ..
لا .. بل كانت اخلاقه سجية .. يتعبد لله تعالى بها كما يتعبد بصلاة الضحى و قيام الليل .. يحتسب ابتسامته قربة .. و رفقه عبادة .. و عفوه و لينه حسنات
ان من اعتبر حسن الخلق عبادة .. تحلى بها في جميع احواله .. في سلمه و حربه و جوعه و شبعه .. و صحته و مرضه .. بل و فرحه و حزنه ..
نعم كم من الزوجات تسمع عن اخلاق زوجها .. و سعة صدره .. و ابتسامته و كرمه .. و لكنها لم تر من ذلك شيئا .. فهو في بيته سيء الخلق .. ضيق الصدر .. عابس الوجه .. صخاب لعان بخيل منان ..
اما محمد – صلى الله عليه و سلم – فهو الذي قال : "خيركم خيركم لأهله , و انا خيركم لأهلي"
رواه الترمذي و ابن ماجه (صحيح)
و انظر كيف كان يتعامل مع اهله ..
قال الاسود بن يزيد : سألت عائشة رضي الله عنها ما كان رسول الله – صلى الله عليه و سلم – يصنع في بيته ؟
فقالت : يكون في مهنة اهله .. فاذا حضرت الصلاة يتوضأ و يخرج للصلاة .. و قل مثل ذلك مع الوالدين ..
فكم هم اولئك الذين نسمع عن حسن اخلاقهم .. و كرمهم و تبسمهم .. و جميل معاشرتهم للأخرين ..
اما مع اقرب الناس اليهم .. و اعظم الناس حقا عليهم .. مع الوالدين و الزوجة و الاولاد فجفاء و هجر
نعم .. خيركم خيركم لأهله .. لوالديه .. لزوجه .. لخدمه .. بل و لاطفاله
رأي
بدل ان تسب الظلام .. حاول اصلاح المصباح
|
|
|