03-08-2008
|
#13
|
غرباء
|
|
من مواضيعي |
|
|
================================================== ===
أحسن النية .. لوجه الله ..
جعلت أتأمل أساليب تعامل بعض الأشخاص .. و عشت معهم سنين .. لا أذكر أني رأيت منهم ابتسامة .. بل و لا حتى مجاملة بضحك على طرفة .. أو تفاعل مع متحدث .. كنت أظن أنهم نشأوا هكذا و لا يستطيون غيره .
ثم تفاجأت برؤيتهم في مواطن معينة .. و مع بعض الناس – من الأغنياء و أصحاب النفوذ تحديدا ً – يحسنون الضحك و التلطف .. فأدركت أنهم ما يفعلون ذلك إلّا لمصلحة .. فيفوتهم بذلك أجر عظيم ..
إذ أن المؤمن يتعبّد لله تعالى بأخلاقه و مهارات تعامله .. مع جميع الناس .. لا لأجل منصب أو مال .. و لا لأجل أن يمدحه الناس .. و لا لأجل أن يزوج أو يسلف مالا ً .. و إنما ليحبه الله و يحببه إلى خلقه .. نعم .. من اعتبر حسن الخلق عبادة .. صار يتعامل بأحسن المهارات مع الغني و الفقير .. و المدير و الفرّاش ..
لو مررت يوما ً بعامل مسكين يكنس الشارع .. و مد يده إليك مصافحا ً ؟ و دخلت يوما ً آخر على مسؤول كبير فمد يده .. هل هما متساويان ؟ في احتفائك بهما .. و تبسمك و بشاشتك ؟ لا أدري !!
أمّا رسول الله - صلى الله عليه و سلم – فكانا متساويان عنده في الإحتفاء و النصح و الشفقة .. و ما يدريك لعل من تزدريه و تتكبر عليه يكون عند الله خيرا ً من ملء الأرض من مثل الذي تكرمه و تقبل عليه ..
قال - صلى الله عليه و سلم – : ( إن من أحبكم إلي و أقربكم مني مجلسا ً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا ً ) ..
<< رواه الترمذي ( صحيح ) >>
و قال للأشح بن عبد قيس : ( إن لفيك خصلتين يحبهما الله و رسوله ) .. فما هما الخصلتان : قيام الليل ! صيام النهار ؟ ..
استبشر الأشح – رضي الله عنه – و قال : ما هما يا رسول الله ؟
فقال عليه الصلاة و السلام : ( الحلم .. و الأناة ) ..
<< رواه أحمد و مسلم >>
و سئل صلى الله عليه و سلم عن البر ؟.. فقال : ( البر حسن الخلق ) ..
<< رواه مسلم >>
و سئل عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال : ( تقوى الله و حسن الخلق ) ..
<< رواه الترمذي ( صحيح ) >>
و قال صلى الله عليه و سلم : ( أكمل المؤمنين إيمانا ً أحاسنهم أخلاقا ً الموطؤون أكنافا ً الذين يألفون و يؤلفون و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف ) ..
<< رواه الترمذي ( صحيح ) >>
و قال صلى الله عليه و سلم : ( إن الرجل ليبلغ بحسن خلقه درجة قائم الليل و صائم النهار ) ..
<< رواه الترمذي ( صحيح ) >>
و من حَسُنَ خلقه ربح في الدارين ..
..
ذُكر للنبي حال امرأة .. و ذُكر له أنها تصوم و تتصدق و تفعل .. لكنها تؤذي جيرانها بلسانها ( يعني سيئة الخلق ) .. فقال صلى الله عليه و سلم : ( هي في النار ) ..
*****
وقد كان النبي - صلى الله عليه و سلم – الأسوة الحسنة .. في كل خلق حميد .. كان أكرمَ الناس .. و أشجعَهم .. و أحلمَهم .. كان أشدّ حياءً من العذراء في خدرها .. كان أمينا ً صادقا ً .. يشهد له الكفار بهذا قبل المؤمنين .. و الفُساق قبل الصالحين ..
حتى قالت خديجة رضي الله عنها أول ما نزل عليه الوحي .. لمل رأت تغير حاله .. و الله لا يخزيك الله أبدا ً ..
( لماذا ؟؟ )
إنك لتصل الرحم .. و تحمل الكل .. و تكسب المعدوم .. و تقري الضيف .. و تعين على نوائب الحق .. وتصدق الحديث .. و تؤدي الأمانة ..
بل أثنى الله عليه ثناء نتلوه إلى يوم القيامة .. فقال : ( و إنك لعلى خلق عظيم ) ..
و كان صلى الله عليه و سلم خلقَه القرآن .. نعم خلقه القرآن .. فإذا قرأ ( و أحسنوا إن الله يحب المحسنين ) .. أحسن .. نعم أحسن كما أحسن إلى الكبير و الصغير .. و الغني و الفقير .. إلى شرفاء الناس و وضائعهم .. و كبارهم و صغارهم .. و إذا سمع قول الله : ( فَاعْفوا وَ اصْفَحُوا ) .. عفا و صفح .. و إذا تلا : ( وقولوا للناس حسناً ) .. تكلم بأحسن الكلام ..
فما دام صلى الله عليه و سلم قدوتنا و منهجه منهجُنا ..
تأمل حياته صلى الله عليه و سلم .. كيف كان يتعامل مع الناس .. كيف كان يعالج أخطاءهم .. و يتحمل أذاهم .. كيف كان يتعب لراحتهم .. و ينصب لدعوتهم ..
فيوما ً تراه يسعى في حاجة مسكين .. و يوما ً يفصل خصومة بين المؤمنين ..و يوما ً يدعوا الكافرين ..
و إذا كانت النفوس كبارا ً * * * تعبت في مرادها الأجسام
بل بلغ من حرصه – صلى الله عليه و سلم – على الخلق الحسن .. أنه كان يدعوا الله فيقول : ( اللهم كما أحسنت خَلقي أحسن خُلقي ) ..
<< رواه أحمد ( صحيح ) >>
و كان يقول : ( اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت , و اصرف عني سيئها لا يصرف عني سيئها إلا أنت )
<< رواه مسلم >>
فنحن نحتاج إلى أن نقتدي به صلى الله عليه و سلم في أخلاقه .. مع المسلمين لكسبهم و دعوتهم .. و مع الكافرين ليعرفوا حقيقة الإسلام ..
أحسن النية .. لتكون مهارات تعاملك مع الآخرين عبادة تتقرب بها إلى الله ..
|
|
|