*ما هي النصائح التي تسدونها إلى الحجاج وهم يستعدون في هذه الأيام لأداء هذه الفريضة؟
**نصيحتي لهم أولاً أن يتقوا الله سبحانه وتعالى، وأن يدركوا أنهم مقبلون على ربهم، وأن يحرصوا على التخلص من كل التبعات وقضاء جميع الديون وأداء جميع الحقوق، ومن ذلك أن يصلوا أرحامهم، وأن يصلوا جيرانهم، وأن يستأصلوا ما بينهم وما بين غيرهم من إخوانهم ما عسى أن يكون من الشحناء والخلاف والسخائم وذلك بالتحالل وبالكلمة الطيبة وبالابتسامة والبشاشة في وجوه إخوانهم حتى يزيلوا ما في نفوسهم ما عساه أن يكون من الغيظ أو الحقد أو الكراهية .
وعليهم مع ذلك كله أيضاً أن يحرصوا على أن تكون أعمالهم التي يأتونها خالصة لوجه الله فإن الأعمال إنما هي بالنيات فالحج من جملة الأعمال فالنية يجب أن تكون لله تبارك وتعالى خالصة إذ لا يتقبل الله سبحانه وتعالى ما أشرك فيه غيره فالله أغنى الأغنياء عن الشرك .
ونصيحتي لهم بأن يحرصوا على التفقه في دين ربهم سبحانه وتعالى حتى لا يقدموا على شيء إلا ببينة من أمرهم وبصيرة من دينهم . وكثير من الناس الذين يفدون إلى البيت الحرام ويقومون بأداء المناسك يؤدون هذه المناسك على غير بصيرة، وهذا مما يزيد المشكلة تعقيداً. فالزحام الذي يكون هنالك كثير ما تكون نتيجته جهل الناس فنجد من الجهلة من يأتي إلى ذلك المكان مع الازدحام الذي فيه ويحرص كل الحرص على أن يؤذي غيره بالمزاحمة على الحجر الأسود مثلاً، مع أن الحجر الأسود في أيام الحج في هذه السنين من أصعب الصعب أن يصل إليه أحد، فما الداعي إلى الازدحام هنالك؟ إنما ينبغي لكل أحد أن يحرص على الإشارة للحجر فحسب من غير أن يزاحم الناس حتى يصل إليه فيلمسه أو يقبله فمن ذا الذي يستطيع تقبيله في وسط ذلك الزحام فإن أراد أن يجد الفرصة لتقبيله فليكن ذلك بعد موسم الحج .
كذلك ما نجد كثيراً من الناس يفعلونه من تكاتفهم مجموعات مجموعات وهم يزاحمون الآخرين لا يبالون بوطء الضعفاء ودفعهم وإيذاءهم هذا مما يتنافى مع ما أمر الله سبحانه وتعالى فإن الحج ليس مضايقة للآخرين إنما هو عبادة لله تعالى .
بل نجد أيضاً أن كثيراً من الناس من يعتقدون أن الصلاة في صحن المسجد الحرام في ذلك الوقت تجاه الكعبة في صحن الكعبة المشرفة أمر مطلوب فيحرصون على الصلاة هنالك مع جموع الطائفين بالبيت وهذا يؤدي بهم إلى عرقلة الطواف وهو أمر لا يجوز شرعا ، فإن ذلك إيذاء للغير وبدلاً من أن يفوز الإنسان بالأجر إنما ينقلب بالوزر والعياذ بالله .
كل ذلك مما يجب إدراكه. كذلك المزاحمة في رمي الجمرات أيضاً مما يجب على الناس أن يتفادوه وهكذا. هذا كله إنما يتيسر للناس بالتفقه في دين الله، فأنا أوصي جميع إخواني الحجاج أن لا يقدموا على شيء إلا بعد أن يدركوا حكم الله تعالى فيه وأن يرجعوا إلى فقهاءهم، والله تبارك وتعالى ولي التوفيق .
*هل يعفى الإنسان من الهرولة حينما يكون المسعى مزدحما بالناس؟
**ولو كان مزدحما يتحرك، يحرك نفسه كأنما يسرع ولو لم يجد فرصة للإسراع .
*بالنسبة للرمل في الأشواط الثلاثة في الطواف، ما هو حكمه؟
**الأرجح أن يرمل الإنسان في طواف القدوم .
*امرأة تلبس أسورة ولا يمكنها أن تنزعهما عند الإحرام إلا عن طريق القص فهل يبقى مكانه عندما تريد أن تحرم أم تقصه؟
**حقيقة الأمر أنا أعجب مما رأيته عن فقهائنا رحمهم الله من أن المرأة تؤمر بأن تنزع ما عليها من حلي عندما تحرم، هذا بطبيعة الحال وجدنا عليه فقهاء المذهب، وهذا من باب الاحتياط، ولأجل إبعاد المرأة عما يغري الرجل بها كما تبتعد ويبتعد الرجل عن الطيب، والإحرام يتنافى مع التطيب، جعلوا الزينة كذلك الزينة مغرية، ولكن نحن وجدنا في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها الذي روي عنها موقوفاً عليها ومرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلّم أنه لا بأس بحلي المرأة. هذا بطبيعة الحال مع سترها لهذا الحلي، ومع وجود رواية بهذا لا نستطيع أن نأخذ بالقياس، فالقياس إنما يصار إليه مع عدم الدليل الشرعي أي مع عدم النص، ولكن مع وجود النص لا يعدل عنه إلى القياس، أنا لا أمنع من أن تتجرد المرأة من زينتها عندما تذهب إلى هنالك بل أقول بأن الخروج من عهدة الخلاف فيه خير وفيه احتياط وكما يقول بعض العلماء ينبغي للمسلم أن يخرج من عهدة الخلاف مهما أمكن، ولكن مع هذا كله لا أشدد عليها وأقول بأن ذلك لازم عليها مع وجود هذا الدليل، والله تعالى أعلم .
سماحة الشيخ العلامة أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة
صَبَاحُنَا مَضَى وَقَد بَلَّل أياديْنا بِلُؤْلُؤَات ٍ مِن الْنــــــــدَى
حِيْنَمَا نَادَى الْمُؤَذِّنُ " الْلَّه أَكْبَر " وَمطرُ نَدِي ُ يُغَطِّيْنَا
صَلاةُ وَمَطَرُ صيف ... وَسُكُوْن ُ الْفَجْر ِ مَلأ جَوَارِحُنــــا
اسم العميل: البراء
رقم العميل: 004
الحزب: 04
المهمة: اجتياح حصن عمان |
|