الســبت 14 من ذي الحجة 1429 هـ
الموافق 13 من ديسمبر 2008م
ركض العرضة للخيل والهجن ورمي الأهداف بالبنادق
أهالي إبراء يستقبلون العيد بالأهازيج والفنون التقليدية
استقبلت ولاية إبراء أول أيام عيد الأضحى المبارك بالأهازيج والفنون التقليدية والرقصات المختلفة بمشاركة الصغار والكبار فالكل يعبر عن هذه الفرحة بأسلوبه وطريقته الخاصة كما يعبّر الرماة وأصحاب البنادق بالولاية عن فرحتهم الخاصة برمي الأهداف وإسقاط الأقراص والصفائح المعدنية وغيرها أما الأطفال فينالون نصيبهم من العيدية التي انتظروها منذ وقت طويل.
وقد شهد ميدان سباق الفروسية والهجن بمنطقة اليحمدي بولاية إبراء عصر أمس فعاليات (غية الشوى) التي تعتبر تقليدا يقام ابتهاجا بمناسبة عيدي الفطر والأضحى بعد تناول وجبة الشوى التي تعد إحدى الوجبات الرئيسية في ثالث أيام العيد بالولاية واشتملت الفعاليات على همبل الخيل وفن التحوريب ومسيرة للخيل وركض العرضة بمشاركة أكثر من 20 فرسا من فرسان الولاية كما قدمت الهجن عددا من الاستعراضات كان أبرزها ركض العرضة وهمبل البوش بمشاركة »90« من الهجن العربية الأصيلة من مختلف ولايات المنطقة الشرقية كما اشتملت هذه الاحتفالية على إقامة مجموعة من الفنون التقليدية المغناة التي تشتهر بها ولاية إبراء كفن الرزحة والعازي وغيرها حيث تعتبر الفنون التقليدية والمغناة ورياضات الخيل والهجن التقليدية وجهين لعملة واحدة وقد شهدت هذه الاحتفالية حضورا متميزا من مشايخ وأعيان وأهالي إبراء والمقيمين والسياح وهواة التصوير، كما نظم أهالي منطقة العلاية بولاية إبراء عصر أمس مسيرة للفنون التقليدية لمسافة كيلومترين انطلقت من السوق القديم وحتى ميدان الاحتفالات بالولاية مرورا بشوارع ومعالم الولاية المختلفة وقد شهدت هذه المسيرة مشاركة مجموعة كبيرة من أبناء الولاية الذين عبروا عن فرحتهم بهذه المناسبة السعيدة بعد ذلك قدم عدد من الفرسان ركضا للخيول العربية الأصيلة.
وأكد سلطان بن سيف المسكري رئيس لجنة الهجن بولاية إبراء ومحمد بن هلال المسكري عضو لجنة رياضات الخيل التقليدية بالاتحاد العماني للفروسية أن ولاية إبراء اعتادت على إقامة مثل هذه الفعاليات في مختلف المناسبات السعيدة كالأفراح والأعياد الدينية والأعياد الوطنية وغيرها كما تعد هذه المناسبات فرصة جيدة لممارسة رياضات الخيل والهجن وإحياؤها كموروث تقليدي توارثته الأجيال أبا عن جد حيث شارك في هذه الفعالية أكثر من 20 خيلا من ولاية إبراء بالإضافة إلى 90 من الهجن العربية الأصيلة من مختلف ولايات المنطقة الشرقية للمشاركة في هذه الاحتفالية الكبيرة حيث شكلت هذه المشاركة سيمفونية رائعة عبرت عن فرحتهم العظيمة بهذه المناسبة وكان الحضور متميزا وراضيا كل الرضا على هذا الاحتفال الذي لم يأت من فراغ وإنما جاء من خلال تكاتف جهود الجميع.
يذكر انه بعد أداء صلاة عيد الأضحى المبارك يتوجه الأهالي إلى زيارة الأرحام من الأهل والجيران وتقوية أصول الترابط بينهم وكذلك زيارة المرضى من قعيدي الفراش ومشاركتهم فرحة العيد والتخفيف من آلامهم، كما تتميز قرية النصيب بولاية إبراء عن سائر قرى الولاية بل وجميع ولايات السلطنة بمظاهر العيود بحيث يقف الأطفال من الأولاد والبنات في صف طولي ويمر عليهم أهل القرية الذين يرغبون في أداء العيدية لهم ويأخذ الأطفال كل ذي حق حقه وبالتساوي من العيدية وهكذا ترتسم الابتسامة على وجوه الأطفال أبناء المستقبل.
أما ثاني أيام عيد الأضحى بولاية إبراء فيعتبر من ابرز الأيام حيث إن النشاط والعمل يبلغ ذروته فيجتمع الشباب في مكان عام أو مزرعة خاصة تتوفر بها مياه لتتم عملية ذبح الأبقار والجمال والماعز وغيرها والبعض منهم يفضل النحر في اليوم الأول بعد ذلك يتم تقطيع اللحوم إلى أشكال وأحجام مختلفة فجزء يذهب لإعداد وجبة المشاكيك وآخر لإعداد وجبة الشواء وبعد الانتهاء من إعداد وجبة المشاكيك واكلها للغداء يتوجه الرجال لإعداد تنور الشواء وتجهيزه من ناحية توفير الأخشاب ووضع الكمية المناسبة منها وغير ذلك من الأمور المتعلقة بهذا الجانب أما النساء فيسعين إلى إعداد لحم الشواء بتجهيزه بالبهارات الخاصة أو ما يسمى (خمرة الشواء) وهي عبارة عن تمر تم وضعه في الماء لفترة من الزمن يمزج ببعض البهارات الخاصة مع الفلفل الأحمر الناعم وبعد ذلك يوضع لحم الشواء في ورق الموز الأخضر أو الجاف ومن ثم يوضع في كيس خاص من سعف النخيل وهو ما يسمى (خصفه) لتتم بعد ذلك عملية رمي الشواء ودفنه في التنور في وقت العصر أو المغرب.
ويتجمع الشباب في آخر أيام العيد في ولاية إبراء لكي يحفروا التنور ويقوموا باستخراج الشواء بعد أن قضى الشواء أكثر من 15 ساعة وهو بداخل التنور وتلتف جميع الأسر و العوائل إلى بعضها البعض كي يتناولوا هذه الوجبة اللذيذة التي يحبها الجميع وبذلك يكون قد انتهى عيد الأضحى المبارك ويكون الناس بانتظار حجاج بيت الله الحرام ليعودوا سالمين بإذن الله تعالى.
وفي إطار الاهتمام المتواصل بإحياء الرياضات التقليدية والتراثية يقام بولاية إبراء طوال أيام عيد الأضحى المبارك سباق عرضة الخيل والإبل الأصيلة حيث تتم فعاليات السباق بوصول الخيالة تتبعها الهجانة بزيهم التقليدي حيث يقدمون عرضا مميزا أمام الحضور يشتمل على همبل الخيل وهمبل البوش وبعض الفنون الأخرى التي يتميز بها أصحاب الخيل والهجن بعد ذلك تنطلق فقرات عرضة الخيل ومن ثم الهجن الأصيلة التي تشتمل على سباق ثنائي سريع ينال رضا واستحسان الحضور حيث يظهر فرسان الخيل والهجن قدرات عالية في تدريب وإعداد الخيل والإبل والمشاركة في تقديم العروض الرياضية والتراثية المتميزة.
الجدير بالذكر أن أهالي ولاية إبراء يشتهرون بتربية الهجن منذ القدم وقد اهتموا بهذا الجانب أيما اهتمام وقد يكون لسباقات العرضة طعمها المميز وحضورها الكبير خصوصا عندما تقام أيام الأفراح والأعياد والهبطات والإجازات الرسمية واحتفالات العيد الوطني وغيرها من المناسبات السعيدة.
العمانية
|