سبق أن قال جلالة السلطان قابوس- حفظه الله - لتريم عمران في جريدة الخليج في الثمانينيات من القرن الماضي والحرب على أشدها بين العراق وإيران ( إن الفرس موجودون هنا من آلاف السنين وسيبقون ، وكذلك نحن موجودون هنا من آلاف السنين وسنبقى ) وهذا كلام بليغ يعني أن لا فائدة للعداء بين الطرفين بحكم الوجود التاريخي لنا وبحكم ضرورات التعايش السلمي بيننا مع ما يربط بيننا من عقيدة الدين والتاريخ والمصير المشترك .
فمن تصالح السلطنة ومن تعادي هذا شأن داخلي نابع من أهداف ومصالح واستراتيجيات السلطنة لا ما تمليه المشاعر والعواطف .
فهذا شأن داخلي ليس من حق حتى الأشقاء التدخل فيه ، فإيران جارة قديمة بقدم دولة الفرس وقد ارتبطت بعمان وكانت بين شد ورخاء ولكن لم تنقطع العلاقات أبداً .
وفي العصر الحديث حافظت السلطنة على علاقات جيدة مع إيران الإمبراطورية وإيران الجمهورية ، ففي الوقت الذي ساند فيه شاه إيران الراحل السلطنة ضد المتمردين في الجنوب أقامت السلطنة علاقات جيدة جدا مع الثورة الإيرانية ، وكان معالي يوسف بن علوي بن عبد الله ثاني مسؤول عربي يقابل الإمام الخميني بعد الرئيس ياسر عرفات في البدايات الأولى للثورة الإيرانية مما أثار تساؤلات كثيرة خاصة في دول الجوار ، كيف استطاعت عمان أن تصل بهذه السرعة إلى قادة الثورة الإيرانية وإلى الإمام الخميني بالذات ؟
ولقد حافظت عمان في الوقت نفسه على علاقات جيدة مع إيران والعراق رغم الحرب بينهما في وقت كانت كل دول الخليج تقاطع طهران مما أغضب دول الخليج والعراق لأن مصلحة البلد فوق أي اعتبار ولأن السياسة العمانية تنبع من الداخل .
فالأحرى أن نقاطع إسرائيل ونوقف معها الموقف المتشدد إذا كان بسبب سعي إيران إمتلاك السلاح النووي ، فلدى إسرائيل ترسانة من الأسلحة النووية ولم توقع على اتفاقية حظر الأسئلة النووية وهي العدو الأول للعرب وللمسلمين .
شكراً لك أخي العزيز comander على هذا الموضوع ..
 |
|