وعليكم السلام ورحمة الله
بداية أقول الجمال أمر نسبي ، وماقد قد يعجبني قد لا يعجب غيري والعكس صحيح
هذا الكلام ينطبق على اختيار شريك الحياة ، من هنا تتبين الحكمة
من الرؤية الشرعية أثناء الخطوبة
فالفتاة قد يعجبها الشاب وقد لايعجبها ، وأثناء الرؤية
قد لا تستطيع الفتاة الحكم إلا على شكل الخاطب ،
ولا تلام قط إن لم يعجبها فكلٌ له مواصفات مرغوبة ولهذه المواصفات حد أدنى ،
ولا يحق لنا أبداً أن ننعتها بمن تهتم بالمظاهر، لأن في الأخير هذه عشرة عمر.
ومن منا لايتمنى أن يكون شريك حياته على قدر معقول من الجمال
بالإضافة إلى المقومات الأساسية المطلوبة في كل رجل.
ولكني أقول وأركز على أن الجمال وحده ليس كافياً لكفاءة الزوج ،
فكم من زوج جميل لم يستطع أن يسعد زوجته ، وكم من زيجه
كان فيها الزوج وسيماً آلت بها المطاف إلى الطلاق ،
إذن فهنالك أولويات ، ولا مانع من التنازل عن إحدى المطالب
في حين توافر المطلب الأهم. وفي النهاية الرجولة لا تقاس بالجمال
بقدر ماتقاس بالمواقف والشهامة والاخلاق السامية.
على سبيل المثال: إذا تقدم 2 ، أحدهما وسيم جدا ولكنه فارغ الدين ، والآخر ليس
بوسامة ذلك الشخص ولكنه يتمتع بقدر عال من الدين والاخلاق،
فمن تهتم بالجمال ستختار الاول رغم افتقاره لمقومات أسمى،
ومن تهتم بالدين ستختار الثاني لأنها تعي وتدرك ان من يعرف ربها لايمكن أن
يسيء معاملتها أو يظلمها في يوم، على عكس ذاك الذي هو أبعد مايكون عن ربه،
فالفتاة تكون مهدده ليس شرط في الأيام الأولى ولكن مع مرور الوقت.
والبعض وللأسف ورغم كونه متزوجا، يغتر بجماله، فلا يكتفي بزوجته
(لست أتحدث عن التعدد)، بل يسع خارج البيت
من أجل إيقاع الأخريات في شباك جماله.
طبعا من أسباب الطلاق، ما ذكرته اختي
يمكن لأن البنت صارت تختار شريك حياتها على أساس كيف شكله وشو يملك
وشو عنده سياره وشو منصبه.. وتغاضت عن النواحي الثانية المهمة
مثل الدين والخلق والصلاح والعقل .
بالفعل اختي، من يغض الطرف عن الدين هو من يندم في الأخير.
ليس يمكن ولكن أكيد. لأن المسألة لا تقتصر على الزوجين
فحسب، فهناك الذرية التي تحتاج لحسن التربية.
وكل ماعدا الدين والاخلاق يفنى ، فما من جمال يبقى أبد الدهر .
----
 |
|