منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - الصفيلح العماني بمحافظة ظفار .. سباق للحفاظ على ذهب البحر

الموضوع: الصفيلح العماني بمحافظة ظفار .. سباق للحفاظ على ذهب البحر

عرض مشاركة واحدة

الصفيلح العماني بمحافظة ظفار .. سباق للحفاظ على ذهب البحر

21-06-2009

صـــــــلالـــــــة

مؤهلاتك بالحصن

عدد نقاط تميزك بالحصن : 43455

المستوى :

عدد زياراتك للحصن:

عدد المرفقات :

الحالة :

!.. رسائلي ..!

إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا

من مواضيعي

0 -هل أنت من مؤيدي سكن الزوجه مع أهل الزوج ؟؟ -
0 عمان - السعودية ضربات ترجيحية خليجي19 .. تعليق : يوسف سيف
0 تحديث نلقائي لحركة السحب على اجواء محافظة ظفار عبر خرائط الأقمار الصناعية
0 مادة الميثان+التلوث البحري بالنفط ..بحوث
0 "أمطار الخير" تتسبب بوفاة 10 أشخاص واختفاء 32 في سلطنة عمان

الاوسمة

مجموع الاوسمة: 5

الصفيلح العماني بمحافظة ظفار .. سباق للحفاظ على ذهب البحر

الصفيلح العماني" .. سباق للحفاظ على ذهب البحر

* أحد أهم الثروات البحرية الطبيعية التي تزخر بها محافظة ظفار
* تنفرد به السلطنة من حيث جودته وقيمته الاقتصادية العالية
* الصيد الجائر يهدد بانقراضه وإكثار الطبيعي يأخذ وقتا طويلا
* الثروة السمكية تحظر الصيد 3 سنوات لتعزيز مخزونه
* مركز الاستزراع السمكي يطور تقنيات لانتاجه بكميات تجارية

كتب ـ نمر أديب:
إبحار جديد في أعماق المياه العمانية التي تمنح أنواعها من الكائنات البحرية تميزا واضحا وشهرة ملحوظة من حيث الجودة والقيمة الاقتصادية العالية والتي تتجاوز الحدود إلى الأبعاد العالمية ولا مبالغة فقراءتنا اليوم حول أحد هذه الأنواع وإذا شئنا التخصيص مع أحد أهم الثروات البحرية الطبيعية التي تزخر بها المياه الاقليمية العُمانية وتحديدا في محافظة ظفار التي ارتبط اسمها بهذا النوع في موسم صيده ، خلال شهري نوفمبر وديسمبر من كل عام ، موسم صيد الصفيلح أو" أذن البحر" كما يعرف عربيا أو " الابلوني" كما يسمي عالميا ، والذي يتصدر قائمة الأطعمة الشهية على الموائد المترفة (فلحمه ابيض اللون) ونسيجه صلب مكتنز ويصفه الذواقة على هذه الموائد بشريحة لحم البحر (steak of the sea)! والذي يصل سعر الطبق منه في مطاعم دول شرق اسيا الى حوالي 240 دولارا اميركيا كما يقول الباحث العماني المهندس / خلفان بن محمد الراشدي رئيس قسم المفرخات السمكية بمركز الاستزراع السمكي بوزارة الثروة السمكية ويصف هذا النوع من الرخويات بأن " أذن البحر الذي نعرفه بالصفيلح ثروة أنعم الله علينا بها فهو عند البعض غذاء وعند آخرين مورد من الموارد الاقتصادية، ويعدّ الصفيلح من أجود وأغلى الأطعمة البحرية على الإطلاق، وفي اليابان والصين كان الصفيلح قديما يعتبر وجبة الآلهة أو كان يستخدم كجزية أو عطاء للملوك والنبلاء، وتوجد لديهم طقوس دينية موسمية عند افتتاح موسم صيده وحتى الآن، كما يصنع من أصدافه اللؤلؤ والحلي البرّاقة كما هو الحال في نيوزيلندا وجنوب أفريقيا وأستراليا وتايلاند ، ويضيف بأن ثروة الصفيلح تعد الثروة الوحيدة المتواجدة في السلطنة على مستوى منطقة الشرق الأوسط أما من حيث النوع فهو الوحيد على مستوى العالم وأحد أغلى الانواع عالميا، وبالمقارنة مع الثروات البحرية المحلية الأخرى فهو الأعلى قيمة اقتصاديا من حيث الوزن. ويقتصر تواجده في السلطنة على محافظة ظفار فقط، فهو من أهم مصادر الرزق بالمنطقة وذو عائد اقتصادي عال للدولة.
ويشير خلفان الراشدي إلى أن وزارة الثروة السمكية ، ومن أجل الحفاظ على هذه الثروة الثمينة أولت جلّ اهتمامها لإدارة مصايدها من خلال حماية مواسم تكاثرها وحماية صغارها من ناحية ومن ناحية أخرى الاهتمام بالاستزراع لتعويض النقص في هذا المورد الطبيعي الثمين في السلطنة ولتلبية الطلب المتنامي عليه عالمياً. وفي هذا السياق قامت الوزارة بدراسة عن إدارة مصائد الصفيلح ، تم تمويلها من قبل صندوق التنمية الزراعية والسمكية ، وأثبتت نتائج الدراسة أن مخزون الصفيلح في تناقص مقارنة بالدراسات التي تمت في الأعوام السابقة ونبهت نتائج هذه الدراسة إلى الخطورة التي تتعرض لها هذه الثروة الطبيعية إذا ما استمرالصيد الجائر الذي يؤدي لاستنزافها ومن ثم اتخذت الوزارة عدة إجراءات منها قرار حظر صيد الصفيلح لمدة ثلاث سنوات وفي ذات الوقت تدعم الوزارة التوجه لتنمية قطاع استزراع الصفيلح ويجسد هذا التوجه مشروع الاستزراع القائم حاليا بمحافظة ظفار .
تصنيف الصفيلح العماني وتوزيعه الجغرافي
حول ما يتصل بمواقع هذه الثروة وأهميتها وما تتعرض له من مخاطر تهدد استمرار عطائها والحلول المطروحة لاستعادتها قبل ان تستنزف إلى حد التلاشي ، تأتي الدراسة التي أعدها المهندس / خلفان الراشدي تحت عنوان " ثروة أذن البحر ( الصفيلح ) " إطلالة شاملة حول هذا الكائن البحري الذي توضح الدراسة أنه ينتمي إلى فئة الرخويات (Molusc) لأنّ أجسامها رخوة كالأصداف ويتبع فصيلة الحلزونيات(Gastropod) ذات الصمام الواحد ويندرج تحت مجموعة بطنيات الأقدام فهو يحتوى على صدفة واحدة تشبه الأذن ملتصقة باللحمة. يوجد على الجانب الأيسر من صدفتها ثقوب متعدّدة يستخدمها لأنشطة التنفس ولإطلاق خلايا التكاثر. جميع الأنواع المتواجدة في العالم تنتمي الى جنس واحد من حيث التصنيف وهو هاليوتس (Haliotis) وتعني باللاتينية أذن البحر. الاسم العلمي للنوع المتواجد في مياه السلطنة ببحر العرب هو هاليوتس مارييى (Haliotis mariae) ويعد الوحيد على مستوى العالم، ويتميّز بلحمه الذهبي المكتنز وقيمته الغذائية العالية، وهو بهذا التميز أصبح منافساً شديداً في الاسواق العالمية ويحقق أعلى الأسعار خاصة المجفف منه.
وتضيف الدراسة أن تواجد الصفيلح العماني يقتصر في بعض المواقع على امتداد سواحل ظفار الشرقية وتتركز مصائده في مياه ولايات مرباط وسدح وشليم ويرجع انتشار هذا الكائن في السلطنة الى تأثير ظاهرة انبثاق المياه العميقة (upwelling) على بحر العرب وهي عملية نقل واندفاع مياه العمق الرأسية الناتجة عن الرياح الموسمية الجنوبية الغربية الى السطح، وتحتوي هذه المياه العميقة على كميات هائلة من المواد الغذائية الدقيقة والتي تنتج عند ملاقاتها لأشعة الشمس هائمات نباتية (phytoplankton) تعد أُولى حلقات السلسلة الغذائية لكل الحياة البحرية، ويمكن وصف المناطق البحرية لهذه الولايات بأنها مناطق ذات الخصوبة العالية، وينتج عن هذه الظاهرة انخفاضاً في درجات حرارة البحر والتي قد تصل في شهر أغسطس الى 18 درجة مئوية، تنمو خلالها الأعشاب البحرية والمعروفة بالطحالب (algae) التي تعتبر غذاءً أساسيا لنمو وتكاثر الصفيلح. يصل طول صدفة الصفيلح الى 15 سم ووزنه إلى أكثر من 200 غرام، وتتواجد الصغار منه في المياه الضحلة وعلى الصخور الشاطئية أما الكبار فيتواجد في أعماق تصل الى 20متراً.
دورة حياة الصفيلح ومعيشته
تصف الدراسة حياة الصفيلح العماني بأنه يعيش على الشواطئ الصخرية ملتصقا تحت الصخور وعلى الشقوق الجبلية والصخرية في مناطق تنمو حولها الأعشاب البحرية، حيث يفضّل الأماكن التي تكثر فيها حركة التيارات المائية والأمواج لدرجة العكارة، كما يصعب رؤيته بوضوح تحت الماء وذلك لتشابه لون صدفته مع الصخور والبيئة المحيطة به. ويعد الصفيلح حيواناً ليلي النشاط، بمعنى أن جميع أنشطته اليومية والموسمية كالغذاء والحركة والتكاثر تبدأ مع حلول الظلام بينما يكون مختبئاً أثناء النهار. وتوصف الحركة لديه بالبطيئة ويبقى ملتصقا معظم الوقت، ويتحرك الصفيلح بالزحف عن طريق حركتي الانقباض والانبساط لعضلات بطنه المرن (اللحمة) التي تعمل بمثابة الأقدام زحفاً على الصخور وبذلك ينتمي الصفيلح الى مجموعة بطنيات الأقدام. وللدفاع عن نفسه يثبت الصفيلح جسمه بشدة في الصخور نتيجة إفرازه لمادة لاصقة على الطبقة الخارجية من اللحم، وبالتالي يكون متغطّيا تحت صدفته.
وتفسر الدراسة دورة حياة الصفيلح بإن عوامل ارتفاع درجات حرارة ماء البحر وتوافر الأغذية (الأعشاب البحرية) بعد موسم الخريف مباشرة من العوامل الرئيسية لتكاثر الصفيلح العماني. يقوم الصفيلح بالهجرة بعد موسم الخريف من الأعماق الى المياه الضحلة من أجل الغذاء والتكاثر. وتكتمل عملية الإخصاب بوجود أعداد كافية من الذكور والإناث وعلى شكل مجموعات. تستطيع أنثى الصفيلح أن تضع عدة ملايين من البيض خلال موسم التكاثر. ولإتمام عملية الاخصاب يطلق ذكر الصفيلح أولا خلاياه الذكرية (الحيوانات المنوية) عبر فتحات الصدفة نحو محيط الماء والتي تعمل غالبا على تحفيز الأنثى لاطلاق خلاياها الأنثوية (البيض) كذلك نحو محيط الماء لإتمام الإخصاب الخارجي، تبدأ بعدها البويضة المخصبة بالتطور والانقسام حتى تفقس لتصبح يرقة. تطفو اليرقة على سطح الماء مع حركة التيارات لمدة أسبوع أو أقل لتستقر بعدها وبشكل أبدي في القاع على الصخور المرجانية.وتتغذى اليرقة الهائمة على سطح الماء على ما تبقى من المح لديها ويعرف هذا النوع من التغذية بالتغذية الذاتية. وبعد مرحلة الاستقرار تبدأ اليرقة المتقدّمة بالتغذية على العوالق النباتية الدقيقة والمعروفة بالداياتومات (Diatoms) ومع تطور الفم لديها تبدأ الصغار بالتغذية على الطحالب.
طرق صيده ومواسمه
أما عن كيفية اصطياد الصفيلح فتوضح الدراسة بأن هناك أسلوبا تقليدياً عن طريق الغوص (الحر) يستخدم الغواص خلاله الطرق التقليدية المكوّنة من ملابس الغوص في بعض الأحيان وقناع وقفازات وأداة حديدية طويلة غير حادة لاستخراج الصفيلح من الصخور وسلة مصنوعة من خيوط الشباك مربوطة حول الخصر لوضع ما يعثر عليه من الصفيلح.كما تنظم وزارة الثروة السمكية مصائد الصفيلح سنوياً وقد أُصدرت التشريعات الإدارية في قانون الصيد البحري تدعم هذه التوجهات. وحددت الوزارة حديثا موسما لصيد الصفيلح بدءا من شهر نوفمبر ويستمر حتى اليوم الأخير منه مع حظر صيد الصفيلح الذي يقل حجمه عن 9سم وذلك من أجل حماية موارده المهمة.
أسعار الصفيلح ومنتجاته
ويؤكد الراشدي في دراسته أهمية الصفيلح اقتصاديا حيث يعتبر الصفيلح العماني من المستوى الأول فيصل سعر الكيلوجرام الرطب الى 70 ريالاً وبمتوسط 50 ريالاً. أما الوزن الجاف من لحم الصفيلح فيصل إلى 210 ريالات وبمتوسط 165 ريالاً للكيلوجرام، وقد تصل تكلفة وجبة الصفيلح في مطاعم اليابان وهونج كونج الى 240 دولاراً. ويستغل لحم الصفيلح عالميا وبطرق مختلفة فقد يكون معلباً أو مجففاً أو يصدّر طازجاً بحسب الطلب. كما تستغل أحشاؤه كغذاء في الصين واليابان ويصل الكيلوجرام الواحد الى 50 دولارا. ويستغل الصفيلح من ناحيتين إما باستزراع اللؤلؤ فيه أو باستخراج صدفته وتلميعها لدرجة البريق واللمعان ثم تصنع منها الحلي وهذا يصل سعره الى 50 دولارا أما في السلطنة، فغالباً ما يستغل لحم الصفيلح بعد تجفيفه كغذاء، متصدّراً بذلك أحد أجود الأنواع وأغلاها في العالم، ويصدّر بالكامل إلى الأسواق المركزية بجنوب شرق آسيا كهونج كونج والصين. وأكثر الطرق شيوعا لإعداد الصفيلح العماني تشمل مجموعة من المراحل كما يلي: يتم التخلص من الصدفة والأحشاء – يغلى اللحم بماء البحر – ثم يجفف بالهواء الطبيعي وعلى أماكن نظيفة.
وتقدر الدراسة متوسط الإنتاج السنوي للصفيلح بـ50 طنا عام 2006 ويحقّق هذا الإنتاج ما يزيد على 3 ملايين ريال عماني، متصدرا أعلى قيمة خلال العشر السنوات الأخيرة. ويستطيع الصياد الماهر في الوقت الحالي جمع ما لا يزيد عن 20 حبة خلال فترة الغوص اليومي والتي قد تتراوح عادة بين 4 الى 5 ساعات تقريبا، وبالمقارنة مع كمية الصيد خلال السنوات الماضية فإن كمية الإنزال اليومية في تناقص مستمر رغم ارتفاع الإنتاج مما يعني ارتفاع في جهد الصيد وزيادة عدد الصيادين.
القيمة الغذائية والطبية للصفيلح
تصنّف الدراسة لحم الصفيلح بأنه من الأغذية النادرة ذات القيمة الصحية العالية للإنسان في القرن الحادي والعشرين، فهو غذاء مفيد لجميع الأعمار وله تأثيرات إيجابية على الجمال والصحة والعمر الطويل، و يتميّز لحم الصفيلح بوفرة البروتينات ومزيج فريد من الفيتامينات والمعادن ويندر به الكولسترول. فهو غني بالمعدن السيلينيوم، والماغنيسيوم بجانب المعادن الضرورية لبناء الجسم كالكالسيوم والحديد والبوتاسيوم والزنك. أما الفيتامينات الغنية في الصفيلح فهي فيتامين (B12) وفيتامين (E).وتعمل هذه المواد الغذائية الغنية على تنشيط الانزيمات المضادة للتأكسد والتي تعمل على حماية الجسم من أمراض السرطان إضافة الى تجديد الخلايا، وبالتالي هي مفيدة لكبار السن في تنشيط الوظائف المناعية. كما تعمل هذه المواد على توزيع الدم الى أنحاء الجسم والى خفض ضغط الدم وتنشيط خلايا الدم البيضاء وخفض نسبة الجفاف لخلايا الدم الحمراء لدى مرضى نقص الدم. كما تدخل بعض هذه المواد في علاج العقم عند الرجال وعلاج مشاكل إضطرابات المثانة الشائعة عند النساء. وتكمن أهمية الصفيلح كذلك في علاج أمراض العيون كعمى الألوان والعمى الليلي وأمراض حصى الكلى والحروق والكآبة وأمراض الإعياء المزمنة .
المخاطر التي تواجه موارد الصفيلح العماني
حددت الدراسة ما يواجه الصفيلح محليا وعالميا من مخاطر عديدة وقسمتها الى قسمين مخاطر بيئية ومخاطر الصيد الجائر. وفي كلا الحالتين فإن الصفيلح العماني مهدد بالانقراض. ومن المخاطر البيئية التي يواجهها الصفيلح هو عدم تمكنه من إتمام عمليات التكاثر مرة في السنة وذلك إما بسبب تغيّر في العوامل البيئية التي لها دور مباشر في تحفيز التكاثر أو عدم وجود أعداد كافية من الذكور والإناث أثناء التجمع لإتمام عملية الإخصاب خلال موسم تكاثره نتيجة للصيد الجائر، وهذه المشكلة عالمية يواجهها معظم أنواع الصفيلح. وبالتالي قد يحصل التكاثر أحيانا كل 4 سنوات، مما يعني عدم وجود أجيال جديدة سنويا من الصفيلح لإمداد المخزون الطبيعي وتقويته. كما يتميّز الصفيلح ببطء النمو في الطبيعة وقد يصل الى الحجم التجاري بعد مرور 5 الى 6 سنوات أو أكثر وذلك بسبب طبيعة الكائن نفسه اضافة الى عدم وجود الغذاء (الطحالب) طوال العام، حيث تنمو الطحالب بوجود درجات حرارية منخفضة لفترة ستة أشهر فقط بدءا من شهر سبتمبر وحتى فبراير ومن ثم تبدأ بالتحلل والزوال بسبب ارتفاع درجات الحرارة مما يبطئ نمو الصفيلح، كما أن لتفشّي ظاهرة التصحر البحري في بيئة الصفيلح تعد عاملاً آخر يهدد حياته وتأتي هذه الظاهرة نتيجة تغذية قنافذ البحر (المنافس الاول للصفيلح من حيث مكان المعيشة والغذاء) على براعم الطحالب قبل أن تنمو مما يؤدي الى زوالها وعدم نموها مرة أخرى. وقد تساهم وفرة قنافذ البحر الى حجز الصفيلح بين الشقوق مما يعني حرمانه من الوصول الى أماكن التغذية أو التكاثر. إضافة الى ما سبق، فإن كثرة مفترسي الصفيلح كالإخطبوط والشارخة ونجوم البحر وأسماك القرش وأسماك العنقليس أو الغول (المزف) وغيرها من المفترسات هي من العوامل التي تهدد حياة الصفيلح الطبيعية في بيئته.
والعامل البيئي الأخير الذي يهدد حياة الصفيلح هو تقليب الصيادين للصخور التي يعيش غالبا عليها الصغار، مما يجعلها عرضة لافتراس الأعداء وانخفاض أعدادها ودمار بيئتها. أما المخاطر التي تعترض حياة الصفيلح من خلال المصائد فأولها صيد الصغار منها. فبالرغم من حظر صيد الصفيلح الأقل من 9سم إلا أنه مازال العديد من الغواصين يمارسون عمداً صيد الصغار وتشير البيانات الإحصائية الحديثة إلى أن إنتاج الصفيلح الأقل من الحجم القانوني للصيد قد تعدّت نسبتها الـ69% في العام 2004 بينما كانت 2.1% في العام 1984. كما أن انخراط كبار السن والنساء في هذه المصائد أدّى الى تزايد صيد الصغار التي لم تتجاوز العامين وبكميات كبيرة. وأخيرا تم ملاحظة ندرة وجود الأحجام الكبيرة مما يعتبر مؤشرا خطرا لانقراض الأمهات وبالتالي عدم القدرة على التوالد، ويعد تناقص كمية الصيد اليومي وزيادة أعداد الغواصين المستمرة إضافة إلى تجاوزات الصيد خارج الموسم من العوامل الدالة على الصيد الجائر والمهددة بانقراض هذه الثروة.
استزراع الصفيلح
تفرد الدراسة جانبا هاما عن ما تعانيه ثروة الصفيلح عالميا من المخاطر سواءً من المصائد أو البيئة من ناحية، موضحة من ناحية أخرى أن عملية استرجاع وتعزيز هذه الثروة من خلال التكاثر الطبيعي تأخذ زمنا طويلا قد تصل عشرات السنين وذلك بسبب التوالد الضعيف لديه، إضافة الى محدودية تواجده وتوزيعه، فإنه لا يوجد حل آخر للحفاظ على هذه الثروة الا من خلال الاستزراع. وحقيقة القول، بأن جميع الدول المنتجة له أصبحت متقدمة في هذا المجال، فمعظمها تعمل الآن على تعزيز مخزونه الطبيعي من خلال الاستزراع وأصبح إنتاج الصفيلح من المزارع في بعض الدول يفوق الإنتاج الطبيعي، كما هو الحال في الصين واليابان وجنوب أفريقيا. بذلك ارتأت وزارة الثروة السمكية ممثلة بمركز الاستزراع السمكي بالبدء بتجارب إنتاج صغار الصفيلح من خلال التكاثر الاصطناعي وذلك لهدفين أساسيين الأول تعزيز المخزون الطبيعي المهدّد بالانقراض وتقوية الإنتاج الطبيعي المنخفض، والثاني تحقيق الزيادة في الإنتاج من خلال طرح الصفيلح المستزرع بالسوق. وبالفعل بدأت تجارب الاستزراع منذ 1994 وما زالت مستمرة حتى الآن بهدف دراسة جدوى إنتاج الصغار كجزء من برنامج تعزيز المخزون وجدوى استزراع الصفيلح تجاريا. وقد أثبتت التجارب إمكانية استزراع الصفيلح العماني دون وجود أية عوائق فنية وتم اكتساب تقنيات استزراعه والتي تجلت في التأكد من إمكانية تفريخه اصطناعيا وإدارة يرقاته وإنتاج الصغار بحجم وصل الى أكثر من 5 سم في العام. بل ان ما يميز الصفيلح العماني مقارنة بالأنواع الأخرى في العالم بأنه الأسرع نمواً على الإطلاق وهذا بحد ذاته إنجاز عظيم حول إمكانية تطوير استزراعه تجارياً. ويمكن التنبؤ بوجود مستقبل واعد حول استزراع الصفيلح تجاريا في السلطنة.
وتستعرض الدراسة تقنيات استزراع الصفيلح بصفة عامة من خلال عدة عمليات وهي كالتالي:
جمع الأمهات: يتم جمع الأمهات ذات النضج المتكامل من بيئته الطبيعية خلال موسم تكاثره، ويؤخذ في الاعتبار حجم الأمهات وكميتها، حيث تتناسب كمية البيض مع حجم الأمهات طرديا وبالتالي فإن حجم الإنتاج يعتمد على حجم وكمية الأمهات المجمّعة.
التكييف (الإنضاج) الاصطناعي: تهدف هذه العملية الى إنضاج الأمهات اصطناعيا وذلك في حالة صعوبة الحصول على أمهات ذات نضج متكامل في الطبيعة، وتتم من خلال التحكم الاصطناعي لمحفزات النضج الطبيعية كدرجات الحرارة والتغذية والإضاءة.
التلقيح الاصطناعي: تهدف هذه العملية على إجبار أمهات الصفيلح اصطناعيا على إطلاق خلاياه التكاثرية (البيض والحيوانات المنوية) من خلال تقنيات اصطناعية كالمياه المعالجة بالأشعة فوق البنفسجية، أو من خلال الصدمة الحرارية (رفع أو خفض درجة حرارة ماء البحر) أو جمعهما معا.
الإخصاب الاصطناعي: تتم هذه العملية من خلال خلط الحيوانات المنوية مع البيض لتصبح البويضة مخصبة، ويتم عمل ذلك بمعاملة حسابية بين كمية الحيوانات المنوية اللازمة لتخصيب البويضة مع عدد البيض، وبالتالي يكتمل الاخصاب الاصطناعي وتتم متابعة تطور وانقسام البويضة حتى مرحلة الفقس وخروج اليرقات، ويؤخذ في الاعتبار خلال هذه المرحلة جودة المياه وخلوها من الميكروبات بالاضافة الى الحفاظ على درجات حرارة الماء .
تربية اليرقات: تسبح اليرقة في بداية حياتها على سطح الماء تحت سيطرة التيارات المائية وبذلك تكون اليرقة في بيئة الاستزراع على سطح ماء الحوض، يتم خلالها المحافظة على جودة ماء البحر وعلى درجات الحرارة. تتغذى اليرقة خلال هذه المرحلة على المح المتواجد لديها (تغذية ذاتية)، وبعد مرور ثلاثة أيام تبدأ اليرقة بالاستقرار على أسطح بلاستيكية مزودة بالطحالب الدقيقة داخل أحواض مائية، وبالتالي تتغذى اليرقات المستقرة على هذه الطحالب الدقيقة الى أن يصبح مستوى الفم لديها قادرا على تقبّل الطحالب الكبيرة.
تربية الصغار (الزريعة): تبدأ اليرقة المستقرة بالنمو على الاسطح البلاستيكية والمزودة بالطحالب الدقيقة حتى ظهور الصدفة لديها ليتم نقل الصغار بعد ذلك الى أحواض كبيرة للتربية والتغذية على الطحالب الكبيرة حتى تصل الى الحجم التجاري.
توعية صيادي الصفيلح في السلطنة
لم تغفل الدراسة اهمية توعية صيادي الصفيلح في السلطنة بأهمية التقيد بعليمات الوزارة المختصة وتوجيهاتها بشان الحفاظ على الصفيلح كثروة قومية متجددة وإدراكهم عن قناعة بدورهم الحيوي في تجديد واسترجاع هذه الثروة المهمة التي تعد من مصادر الدخل الوطني ما التزموا بقواعد الصيد وطرقه العلمية والتي لخصتها الدراسة في النقاط التالية:
1. ضرورة تقيد الغواصين بموسم الصيد وعدم صيد الأمهات المحملة بالبيض.
2. الالتزام بالحجم القانوني للصيد والذي حددته الوزارة وهو 9سم والتوقف عن صيد الصغار وعدم الاتجار به.
3. عدم استخدام الأنوار الكاشفة والإضاءة الاصطناعية بكل أنواعها أثناء الغوص.
4. عدم استخدام أداة استخراج الصفيلح (الجزرة أو المقطع) التي يزيد طولها على 50 سم
5. إعادة الصخور الى وضعها الطبيعي أثناء البحث عن الصفيلح.
6. الالتزام بلبس معدات الغوص الجيدة والمسموح بها لسلامتهم حيث تكثر في بيئة الصفيلح قنافذ البحر السامة وبعض الصخور الحادة مما يسبب لهم جروحا وشقوقا في باطن الأرجل والأيدي.
7. الالتزام بالقواعد السليمة للغوص وذلك لسلامتهم حيث يعاني بعض الغواصين من آلام في الأذن ونزيف في الأنف بسبب عدم تقيدهم بالطرق السليمة للغوص.
8. يحظر صيد الصفيلح وجمعه في المياه الضحلة والتي يقل عمقها عن 8 أمتار.
9. الالتزام بتسجيل كميات الصفيلح سواء من الأفراد أو الشركات أو المؤسسات بموجب تراخيص تصدرها السلطة المختصة لأصحاب الشأن.
10. حمل تراخيص صيد الصفيلح وإظهارها للسلطة المختصة إذا طلب منهم ذلك.
وتخلص الدراسة إلى أن توجه العلماء وبالأخص علماء الاستزراع السمكي لدراسة إمكانية استزراع الصفيلح وتنمية موارده وطرحه في الأسواق جعلت هذا الكائن العجيب محط أنظار التجار والمستثمرين بالعالم وبخاصة النوع العماني (هاليوتس مارييى) الذي تنفرد به السلطنة عن غيرها، ويعد أفضل الأنواع من حيث جودته العالية، إلا أن دورة حياته في مياه السلطنة يكتنفها الكثير من المعوقات وهو الان يواجه مخاطر تهدد مخازينه وهذا يستدعي تكاتف الجميع من أجل الحفاظ على موارده من الاندثار والسعي الحثيث لاستزراعه وزيادة أعداده في بيئته الأم مع السعي لتوفيره مستزرعاً في الأسواق العالمية خاصة وأن نتائج تجارب الاستزراع أثبتت هذه الإمكانية في السلطنة.
وتبذل السلطنة ممثلة في وزارة الثروة السمكية الجهود المتواصلة لحماية بيئة وموارد الصفيلح، وتضع خططاً للحماية بشكل دقيق ومدروس بدءاً بتحديد موسم الصيد بشهرين ومنح تراخيص خاصة للصيد بشكل سنوي ومنع صيد الصغار غير المكتملة النضج، وهي تهيب بالصيادين حماية موارد الصفيلح من الممارسات الخاطئة حيث يستعد الباحثون حاليا بمركز الاستزراع السمكي لتنفيذ مشروع رائد لتطوير تقنيات استزراعه بهدف تعزيز مخزونه وإمكانية استزراعه بكميات تجارية.
azzamn.