الجزء الرابع ....
أمل: جدتي لما البكاء ؟!!!
استحلفك بالله ان تقولي لي الحقيقة كاملة
الجدة : الذنب ليس ذتبك يا حبيبتي
أمل : الذتب ؟!! أي ذنب هذا ؟!!
عما تتحدثين جدتي ؟؟
الجدة : اهدئي وسأروي لكِ القصة كاملة
أمل : حسنا ...
الجدة : كانت امكِ منذ سنين مضت قد حملت بتؤامين
واخبرها الاطباء بأنها سترزق بابنتين
وارتقب الاهل جميعا هاتين البنتين
لكونهما اول تؤامين في العائلة
وقد تعبت امكِ كثيرا في حملها ذاك
حتى لازمت الفراش في اشهرها الاخيرة
وعند الولادة انصدم الاطباء لما وجدوا احدى الطفلتين قد فارقت الحياة
منذ اشهر معدودة وارجعوا سبب تعب امكِ لهذا السبب
وقال احد الاطباء بان الطفلة الاخرى هي من قتلت اختها
من خلال حركة خاطئة ادت الى التفاف الحبل السري حول عنق الاخرى
مما ادى الى وفاتها
امل : اتقصدين بأن التؤام الاخرى هي انا اليس كذلك؟؟
ان من قتلت اختها ؟؟!!
الجدة : لم تقتلي احدا فهذه مشيئة الخالق سبحانه
وما ادراك انتِ حينها بالقتل وكنتِ لا تزالين صغيرة
أمل : ولكنني قتلتها .. أجل قتلتها .
كنت اتساءل عن سبب كرههم لي ومعاملتهم القاسية
والان اتضح لي جليا سبب ذلك كله ..
لما لم يقتلني أبي حينها لما
ام انه اراد لي ان اذوق طعم الالم الذي اذقته لاختي الراحلة
قتلت اختي وقتلت فرحة اهلي بقدومها ..
جدتي هل كانت تشبهني ؟؟!!
الجدة : لم اجد سوى فرقا واحدا بينكما
انكِ كنتِ تشعين جمالا عنها
والله رغم الخبر الذي سمعته ولكني عندما نظرت اليكِ فرحت كثيرا
فجمالكِ لم اجد مثله بين فتيات عائلتكِ جميعا
حتى انني ارى غيرة اخواتكِ منكِ لانكِ تفوقيهن جمالا
امل: وما نفع الجمال يا جدتي مع وجود ذنب لا يغتفر
الجدة : ما هذا الذي اسمعه يا ابنتي !!
اكررها لكِ مرارا ليس لكِ ذنب فيما حدث فهي مشيئة الخالق سبحانه
وان اردت الاستغفار فهنالك باب التوبة مفتوح لا يصد
فالله وحده الغفار
اسمعيني يا امل اعلمي ان هنالك من يكن لكِ الحب الجم ليس لجمالكِ فحسب
وانما جمال اخلاقكِ ايضا فالجمال جمال الروح يا ابنتي.
أمل : وهل هذا السبب نفسه الذي بسببه امي لا تحدثني
لكم اشتاق لصوتها وحديثها معي
اتعلمين جدتي ادعو ان يدور حديث بيني وبينها قبل ان ارحل عن الوجود
الجدة وهي تمسح دموعها : يا ابنتي لعلها الصدمة التي اجبرتها على ذلك
سيدور بينكم احاديث جمة صدقيني
امل : الصدمة ؟؟؟!! مضت الان سبع سنين وانا لم اسمع حديث دار بيننا
وعندما اخاطبها تلوح بوجهها عني ..
الجدة : لربما عندما تسمعكِ او تراكِ تنفك تذكر اختكِ
أمل : جدتي هل لي بسؤال اخير ؟؟!
الجدة : وماذا تريدين ان تعلمي ايضا؟؟!
امل : هل حضيت بحنان امي ورعايتها
هل سهرت علي مثل اخوتي
هل ضمتني اليها مثلما ضمتهم وهم صغار
الجدة ومازالت دموعها تجري على وجهها الكهل: سأجيبكِ على هذا السؤال عندما تبلغين عشرين سنة .
أمل : ولما ليس الآن ؟؟
الجدة: لغاية في نفسي يا ابنتي .