مضت فترة طويلة وأنا رميت قلمي خلف ظهري ، وقد عزمت على اعتزال أحرف الحزن ، ودست على معاني الأسى وبعثرتها في دروبي بلا إلتفاتة إليها .
وبينما أطل على أبراج حصن عمان شدني عنوان خاطرتك ( موت كـ أنا ) فاقتران الموت بالذات يعني الاستسلام قبل البوح وكأن الأمر صار مسلم به دون أن ندرك بوجود رحمة لله التي وسعت كل شيء .
الحياة تمضي في اتجاه واحد تبدأ بميلادنا وتنتهي بموتنا ولكن بالنسبة لغيرنا فهي مستمرة ، نعم سنكون ( نكرة ) سنكون لا شيء في شريط الحياة ( إن لم نصنع مجدنا ) ، إن لم يكن لنا تاريخاً نصنعه بأنفسنا .
الألم موجود وينهش الجسد بتلذذ وكأنه مجموعة من الوحوش استلثت بضحيتها ولكن الضحية ستختلف إن قاومت وقتلت وتحدت وانتصرت ، لا نستسلم للألم ونسعى للتغلب عليه وبداخل أنفسنا نوقن برحمة لله .
ربما خرجت في تعقيبي على خاطرتك عن المألوف ولكن نزفها جعل مني أبادر بما أكتبه لك ، فكوني الأقوى من أي ألم والموت قدر ولابد له من سبب فنحن لا نعلم أسباب موتنا فالموت لا يكون كـ ( نحن ) أبداً .
دمت بسعادة وصحة ..
|