أعتقد يا لؤلؤة الجزائر، أن برج النقاش في حصن عمان قد تناول هذا الموضوع من قبل..
ولكن من زوايا مغايرة وكلها تصب في محتوى واحد وهو ضرورة التفريق بين المزح "السامط " وبين كما تسمينها أنتِ " قلة أدب " !!
ولا بأس ان نعيد طرح هذا الإشكال مرة اخرى كي نقف مجددا ونذكر بأن للمزح حدود وأوقات معينة ..
حتى لا تتميع الأمور وتتخلط "النية مع الهبال" ويقع الإلتباس وقد نصل إلى درجة تجريح الاخرين وربما المساس بمشاعرهم ونحن نعتقد اننا نرفـّه عنهم والعكس هو الحاصل !!
وكما قلتي من قبل يا لؤلؤة الجزائر أن المزح مطلوب في عملية التواصل حتى نعطي نكهة خاصة للحوار ونكسر الحواجز الجليدية بين المتواصلين..
طبعا هناك فرق شاسع بين المزح الهادف والذي لا يخرج عن حدود اللباقة وبين المزح الثقيل الذي قد يتجاوز الخطوط الحمراء ويذهب الهيبة والوقار من شخصية صاحبه من جهة، ومن جهة أخرى يخلق شروخا وربما احتقارا وقلة احترام لدى الطرف الآخر !!
وهناك قاعدة أرردها دائما وهي ضرورة أن "لا يتجاوز مقدار المزح في كلام الشخص مقدار الملح في الطعام " !!
أكيد كلنا نتفق على هذا.. لكن أحيانا يستعمل المتحدث أسلوب المزح مع طرف آخر وهو يقصد استعمال "المزح " في تواصله معه لأن هناك بعض الحقائق الجارحة والتي لو قالها له "دغري" و"خرجلو بيها طاي طاي"..
فقد يصدمه ويكون رجع الصدى في عملية التواصل سلبي للغاية !!
إذن هناك المزح الهادف والمقصود..
ومع هذا، فلا احد ينكر أن التركيبة السيكولوجية للبعض توحي بان لديهم حساسية زائدة اتجاه المزح،
فهم يعطونها تأويلاً سريعاً وفي الاتجاه المعاكس وبـ حساسية" لدرجة انهم يظنون بالطرف الآخر ظن السوء!!
ولذلك، علينا أن نتعلم أبجديات الحوار وأساليب ومهارات التواصل الناجح كي لا نجرح احدا ونوصل رسائلنا حتى ولو كان مشفرة للآخرين!!
صبـــر.. و إيمـــان.. إرادة.. و أمـــــــل.. |
|