أختي العزيزة ملاك الشرق ..
جزيل الشكر لك لتسليطك الضوء على هذه القضية الإجتماعية قدم زمن التطور الإنسان ومنذ أن تعلم كيفية الزراعة وزادت حاجته للأيدي العاملة .
قرأت موضوعك ومر بخاطري المصطلحات ( الحروب - الزراعة - الرق - ثورة الزنوج - ثورة العبيد - التجارة المثلثية - المماليك - الإسلام - المساواة - التقوى - الحرية ) هذه المصطلحات كونت نسيج من المفاهيم التي كانت مفاتيح حضارية قامت حضارات على أكتاف المستضعفين عبر السنين .
مما جعلني أبحث في مجال موضوعك وعثرت على بعض المقتطفات التاريخية المقالية التي أرفقتها في ردي على هذا الموضوع لمزيد من الفائدة .
كل مجتمع يسود فيه قلة الوعي والإنحلال الأخلاقي والبعد على الوعي الديني بأسس الحضارة والإستفادة من القيم الإسلامية التي نقت الفكر من المفاهيم الإستعبادبة التي نشأت في عهد الرأسمالية ونظرت الإنسان للبشر على إنه منتج يؤكل لحمه كما ظهر في بعض الحضارات الأفريقية ويضحى به كما في حضارة المايا والإنكا والأزتك أو يستخدم في الحروب كما في الحضارة الرومانية أو يستخدم في المنازل كما في الهند وغيرها .
جاء الإسلام وحدد فضل الإنسان على أخيه الإنسان وهي التقوى كمقياس لا نقاش فيه ونفى كل ما يخالف ذلك ، وفي وقتنا الحالي ومنذ ميثاق عصبة الأمم ويليها هيئة الأمم المتحدة تم وضع قوانين وبنود تحمي الإنسان من رق العبودية واستغلاله وإن كانت كما ثبت مخالفات كثيرة في هذا .
وفي مجتمعنا العربي بقيت رواسب نتيجة التأثر بالأفكار العبودية المتفشية والتي دخلت مجتمعنا وبدأت المصطلحات التي ذكرتيها في موضوعك لذلك من واجبنا أن نغير هذه الفكرة بين إخواننا وأصدقائنا ومعارفنا وفي نفوس أبنائنا ونضع لهم المقياس الثابت في ذهنهم بأن لا فرق بين أبيض وأسود إلا بالتقوى .
التقوى هي مقياس الأفضلية وليس اللون والعرق وغيرها ..
شاكر لك أختي الفاضلة على طرحك لهذا الموضوع الرائع ، وقد أحسنت في تقديمه ووضع محاوره ونأمل الجميع المشاركة في هذا الموضوع بحكم إننا جزء من مجتمع ومن حضارة عريقة كانت من أولويات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المساواة وتحرير العبيد فظهروا أبطال كان لهم الفضل في رفع راية الإسلام وتأسيس الحضارة الإسلامية كبلال بن رباح رضي الله عنه - مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم وآل ياسر الذي قال فيهم : " صبراً يا آل ياسر فإن مودعكم الجنة " أي شرف أعظم من هذا الشرف ؟
دمتم بكل الخير والسعادة ..
|