والله عجز لساني أخي البريء على التعبير عن جمال هذه المساحة
فلك مني كل الشكر والتقدير
لقطات من الحياة ...
مررنا في هذا الزمان بالكثييييييييييييييير من اللقطات ...
وماذا عسايا اكتب ؟
اللقطات الجميلة التي أتمنى أن تعود أو اللقطات الحزينة الذي أخشى أن أتذكرها
سأدع أناملي توجهني أينما شاءت ...
تمر ثلاث سنوات على خروجي من بيت اهلي وكأنها المرة الأولى في حياتي التي أغادر فيها بيتنا ..
كانت لحظات جد صعبة عليا
بكبت وبكيت وبكيت
أوصلني والديا إلى الإقامة الجامعية وغادرا
وأحسست أنني وحيدة ولن أراهما ثانية ..رغم أنه بمجرد وصول نهاية الأسبوع أكون
امام البيت واقفة
مشتاقة جدا لهم ...
مرت الأيام وتعرفت على بنات من مختلف المناطق ...
وبدأت اتأقلم مع الوضع شيئا فشيئا ...
وكنت جدا أخاف من كلمة الجامعة ...
كنت بمجرد أن أنهي الساعات المقررة عليا أعود مسرعة إلى الغرفة
كنت أحس أن الأمان موجود فقط في
قاعة الدراسة أو في غرفتي لاغير ...
وفي منتصف العام الأول زالت عني رهبة الجامعة نوعا ما وبدأت أبقى مع صديقتي نتبادل أطراف الحديث أو نتناول غداءنا مع بعض في أوقات الفراغ يعني مابين الحصة والحصة
أجل إنه الوقت نفسه الذي كان يمثل لي خوفا شديدا منه كنت أسرع إلى غرفتي
فقط خوفا من أن أبقى هناك ولا أعلم لما ؟
المهم مرت الأيام والأيام والأيام ...
حتى جاء ذلك اليوم الذي لايمكنني ان أنساه مادمت حية
كان يوم جد ممطر وأنا لديا دراسة حتى الساعة الخامسة مساءا
كنت أنا وصديقتي خرجتان من الحصة على الساعة الثانية زوالا ولدينا فراغ حتى الساعة الثاثة والنصف ...
المهم كنا خارجتان من الحصة وإذا بشاب يصدم بي مباشرة ويعنذر وأنا أتقبل إعتذاره وأكمل طريقي
فأجده يسألني بكل أدب من الذين يدرسون بهذه القاعة هو كان قصده القاعة الذي رأني أخرج منها
وأنا لأنني كنت في عجلة من أمري ظننت أنه يسألني عن القاعة المجاورة فقلت لاأعلم وأكملت طريقي
وبعدما أنهيت مشواري أنا وصديقتي عدنا لننتظر الحصة الثانية وبقينا مع باقي زميلاتنا نتبادل أطراف الحديث
وإذا بي ألمح الشاب ثانية يدقق نظره إتجاهي فقلت لصديقتي أنظري إنه الشاب الأعمى الذي صدمني قبل قليل قالت أكيد تذركي لهذا ينظر بإتجاهنا
المهم بقينا على هذه الحالة مدة زمنية وبعدها كل البنات إتجهن في طريق كما إتجهت وصديقتي إلى مكان بالقرب من قاعة الدراسة وجلسنا نتحدث
وفجأة يأتي شاب ملتحي ويرتدي قميصا ويحدثنا فقط باللغة الفرنسية
المهم طلب الإذن بالجلوس وأنا إستغربت الأمر لأن المكان عام وللكل الحق في الجلوس به دون إستئذان
إستأذن ليجلس لكن للأسف لم يستأذن ليتحدث وبدأ يتحدث عن نفسه بأنه لايعرف اللغة العربية إلا القليل منها ووو
وأنا أتحدث مع صديقتي حتى أجده يقاطعني ليوجه لي سؤالا وكانت الأسئلة عامة لم أفهم إلى ماذا يود الوصول
فقد سألني هل أنت في السنةالأولى ؟ قلت نعم وأكملت حديثي مع صديقتي
وبعد مدة قالي لي تخصص علم النفس ؟ أوقفت حديثي كذلك وقلت نعم
وبعد مدة قال هل تدرسون الأن
قلت في نفسي أوووووووووووووف ثم أجبته نعم بعد قليل
وأكملت حديثي ليوقفني مرة أخرى متى تنهي دراستك اليوم
فتوترت كثيرا للأمر وقلت لما كل هذه الأسئلة
فأشار بيده وقال لهذا الشاب
رفعت رأسي فإذا بذلك الشاب الذي صدمني منذ ساعة تقريبا واقفا أمامي وأنا لم أشاهده أصلا وكان يسمع كل الحوار
فأحسست أنه إستغباني جدااااااااااااااااااا
أخذت المعلومات التي تهمه دون علمي لأنه لو أتى مباشرة وطلبها مني ماكنت لأعطيها إياها
المهم في تلك اللحظة قمت من المكان مباشرة وقلت لصديقتي
انا لا أصدق أنني غبية لهذا الحد كيف يقف أمامي ليأخذ المعلومات ولم أره ؟؟؟؟؟؟؟؟
ولما لم يأتي هو مباشرة وبعث لي صديقه ولما لما لما ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
العديد من الأسئلة دارت في ذهني لم أجد لها جوابا وهو في هذا الوقت لازال يمشي بجانبي في صمت ...
دخلت أنا وصديقتي القاعة وكان مازال حوالي نصف ساعة لبدا الحصة فوقف ذلك الشاب أمام الباب
وظل يتحرك ذهابا وإيابا وصديقه الملتحي ينظر من النافذة
فكاد قلبي يخرج من مكانه وقلت أكييييييييييييييد اليوم لن أعود إلى غرفتي التي كانت تحميني من الخوف الذي كان ينتابني من البقاء في الجامعة
ويزيد خوفي اكثر عندما تقول لي صديقتي لقد لمحة ذلك الشاب على الساعة الثانية عشر يعني منذ ذلك الوقت حتى الأن الساعة الثاثة زوالا هو لايزال واقفا هناك
نصف ساعة وهما ينظران إليا وأنا سيغمى عليا من الخوف
وصل وقت الحصة وسمعنا أن الأستاذ لم يأتي ففرحت كثيرا لانني لن أبقى إلى الساعة الخامسة
المهم ذهبت مع مجموعة كبيرة من زميلاتي حتى أضمن أنه لن يحدث لي مكروه
وعدت إلى غرفتي وحمدت الله على أنني رجعت سالمة غانمة
وتأكدت أن المخاوف التي كانت تأتيني لم تكن خاطئة
وعدت إلى سابق عهدي بعد هذه الحادثة مدة سنتين
وفي العام الثالث تعرفت على فتاة من المنطقة التي ادرس بها يعني ليست ساكنة بالإقامة فاصبح من الضروري أن أبقى معها في أوقات الفراغ ولا أعود لغرفتي
المهم مر وقت طويل ولم يحدث شيء
إلى أن جاء ذلك اليوم
كان لدينا فراغ فطلبت صديقتي أن نذهب إلى الحديقة ونجلس
فقلت لها ان جد تعبانة ولن اتحرك من هنا
لكن بعدما ألحت على تغيير المكان قلت لها رح نصعد للطابق الأعلى فقط ولن أنزل إلى الحديقة
فوافقت وصعدنا إلى الطابق العلوي الذي كان أكثر إنشراحا من الطابق الذي ندرس به
بقينا هناك نتحدث وبعدها إتصلت بي أمي توجهت لمكان أخر لمكالمتها وتركت صديقتي بالقرب وإذا بها تلمح شخصا في الجهة المقابلة ينظر إتجاهنا
وبعدما أكملت المكالمة وعدت جاء الشاب وبدأ يتحدث وأنا في صمت طوال الوقت وصديقتي تجيب على كلامه ظنا منها أنه موجه لها
فسألني لما أنا صامتة فالأسئلة موجهة لك ووو...
المهم أنا كثييييييييييير إنزعجت وغادرت المكان مباشرة إلى الحديقة وبعد مدة عدت إلى مكان دراستي وإذا بي ألمح نفس الشخص الذي أراد التعرف عليا وبكل وقاحة يحدث إثنان من زميلاتي
فكرت قليلا ثم قلت لصديقتي
سأذهب وأمر بجانبه حتى يراني
وأنظر إليه حتى يخجل من نفسه وكنت متوقعة أن نفس الكلام الذي قاله لي يعيده للبنتان اللتان للصدفة كان يدرسان معي
المهم قابلته واقفت وهو وبكل وقاحة يحدثهما وينظر إليا وأنا في قمة التوتر ...
وفجأة يأتي ويقول اريد الحديث معك
فقلت لما ألم تحصل على ماشئت من الفتاتان ؟
قلتها بكل إستهزاء
في ظرف نصف ساعة تقول الكلام ذاته لالف فتاة ؟
فقال وياليته ماقال
قال أن كنت أسأل البنات عنك لأني احببتك من أول نظرت وأريد خطبتك وأنا أستاذ بالجامعة ولست أمضي الوقت كما قلتي
فكاد يغمى عليا من الفاجعة وخجلت كثيرا من نفسي وغادرت المكان بسرعة بعدما إعتذرت له
وفجأة تخرج واحدة منهما وتأتيني فسألتها ماذا كان يقول لكما فقالت أنه كان يسالنا عن فتاة وبمجرد أن ظهرتي قال هاهي ...
فقد كان يبحث عني وهو لايعرف عني سوى ماكنت أرتديه من ملابس والتخصص الذي أدرسه وأنني سأدرس الأن المعلومات التي كانت أعطته إياها صديقتي
فقالت زميلتي أنه قال لهما انه يبحث عن فتاة ترتدي ملابس كذا وكذا وصفها لهم ولديها حصة دراسة بعد قليل
فكان يبحث بين كل الذين يدرسون في تلك الحصة ..
وأنا ظلمته بكلامي فلم أنتظر حتى الحصة لدراستها وغادرت لغرفتي جد منهارة ومصدومة
ومرت أيام وإلتقيت به يبحث عني وجاء ليحدثني
فرفضت
وقلت مهما فعلت لك فلن أعطيك حقك ولن أنسى مافعلته ...
لهذا لا تنتظر مني شيئا وربي يرزقك من هي أفضل مني
هذه هي الحياة
في كل موقف من مواقفها تعلمنا شيئا
علمتني هذه القصة أن لا نحكم على الأخرين من الظاهر
الي مايعرفك يجهلك
مشاعري سماء يطال للوصول إليها ...لا أرضا يداس عليها
جزائرية حرة |
|