تكون الدبال في التربة:
يتكون الدبال نتيجة تحول البقايا النباتية تحت تأثير الفعاليات الحيوية للأحياء الدقيقة وتشارك هذه الأحياء في جميع مراحل تكون الدبال ويساعد في ذلك العدد الهائل من الأحياء الدقيقة Microflora التي توجد في التربة وتعتبر البقايا النباتية الكلوروفيلية الخضراء المادة الأساسية من حيث الكمية في تكون الدبال وتجري عملية تحول هذه المواد تحت تأثير الفعالية الحيوية للأحياء الدقيقة في عدة طرق:
أ- التمعدن الكامل Mineralization وتكون المركبات البسيطة مثل الأمونيا والماء وثاني أكسيد الكربون والأملاح البسيطة الأخرى والتي تشارك فيما بعد مرة أخرى في عمليات تغذية الأحياء ذاتية التغذية (الاوتوتروفية Autotrophic).
ب-تكون المواد العضوية الجديدة لأجسام الأحياء الميكروبية (التمثيل الميكروبي Microbial synthesis) وبعد الموت والانحلال الذاتي للأحياء الدقيقة تتعرض هذه المواد مرة أخرى للتحولات اللاحقة.
ت-تكون المادة الدبال الخاصة وبالدرجة الأساسية من النواتج الوسيطية لعمليات التفسخ وتكون الدبال.
تتكون المواد النباتية المختلفة من عدد من المركبات والتي تختلف فيما بينها في التركيب الكيماوي الكربوهيدرات (كالسكريات الأحادية والثنائية المجمعة) والبروتينات واللجنين والمواد الدباغية والدهون والشموع والأصماغ وغيرها من المركبات الأخرى. وتختلف نسبة المجاميع الأساسية لهذه المركبات في الأحياء الدقيقة اختلافاً كبيراً. فالبكتيريا تتميز باحتوائها على كمية كبيرة من البروتينات كما أن النباتات البقولية والتي هي من ضمن النباتات الراقية تعتبر غنية بالبروتينات ، أما الأشجار فتحتوي على كمية قليلة جداً من البروتين. وتمثل الكربوهيدرات واللجنين الكتلة الأساسية للمادة الجافة في النباتات الشجرية والأعشاب أما الأشجار الصنوبرية فتتميز فتتميز باحتوائها على كمية كبيرة من المواد الدباغية.
وتختلف مجاميع المواد الكيميائية المختلفة عن بعضها البعض إلى درجة كبيرة في مقاومتها للفعل التفسخي والتحطمي (تحلل) من قبل الأحياء الدقيقة. فبالنسبة للكاربوهيدرات نجد أن سرعة تفسخها (تحللها) تقل كلما ازداد تعقيد تركيب جزيئاتها وتترتب حسب سرعة التفسخ (التحلل) بالشكل التالي: الجلوكوز – النشا – السليلوز- أما اللجنين فيتميز عن الكاربوهيدرات بكونه ذو مقاومة كبيرة للتفسخ والتحلل أما بروتينات البقايا النباتية فتتفسخ بسرعة، ولكن نواتج تفسخها تستعمل من قبل الأحياء الدقيقة والتي تقوم بتفسيخ الكربوهيدرات وتكوين بروتينات البلازما (Plasma) ويطلق على ذلك بالتكوين الجديد. وكنتيجة لذلك فإن نسبة اللجنين والبروتين ستزداد نسبياً في الجزء المتبقي بعد التحلل من المواد النباتية.
إن الارتفاع النسبي للجنين والبروتين للمواد المتحللة وكذلك وجود بعض التشابه في تركيبها الهيكلي مع المواد الدبالية. كانا أساساً لظهور المفهوم عن الدبال (هيومس) كمعقد لجنو – بروتيني Lingano – protein الذي تكون نتيجة تفاعل اللجنين والذي احتفظ بكيانه أثناء عملية التفسخ مع البروتين الجديد لبلازما الميكروبات.
وحسب المعطيات الحديثة عن طبيعة المواد الدبالية، إنها عبارة عن مركبات معقدة مجمعة Complex Polymers والمكونات الأساسية هي المركبات العضوية العطرية (الحلقية) والمركبات النتروجينية. ومن المخطط التالي نجد أن طرق تكون مكونات المواد الدبالية هي:
أ- نواتج الانحلال والتفسخ للأنسجة الميتة، كالمواد ذات الطبيعة العطرية مثل : المجمعة والكينونات المتكونة نتيجة تفسخ اللجنين والمواد الدباغية.
ب-نواتج التبادل والتمثيل الحيوي وإعادة التكوين من قبل الأحياء الدقيقة التي تستعمل الكربوهيدرات والبروتينات مصدراً للطاقة والبناء ومثل هذه النواتج الحوامض الأمينية والبروتينات والسكريات الأمينية والمركبات العطرية.
أنواع الدبال:
يقسم الدبال حسب الأساس الذي يعتمد في التقسيم إلى أنواع متعدد كالتالي:
أولاً: حسب تأثير المذيب القلوي (كما هو مفصل فيما بعد بالأحماض الدبالية). عند معاملة المادة العضوية الموجودة في التربة بقلوي مركز ساخن مثل ماءات الصوديوم ( أو أي مذيب آخر) فيلاحظ أن قسماً منها يذوب، بينما يبقى جزء آخر بدون ذوبان. ويطلق على الجزء الذائب والذي يمكن فصله بالترشيح اسم دبال متدبل وتبلغ نسبته عادة 75% من الدبال وهو قابل للأكسدة وفعال كيماوياً.
أما الجزء غير الذائب ويشكل حوالي 25% من الدبال فيسمى دبال غير متبدل Humin وهو غير فعال كيماوياً.
ثانياً:حسب درجة تشبع الدبال بالقواعد وهو عدة أقسام:
1- دبال مشبع: يتكون من المناخ الجاف ونصف الجاف وهو متعادل أو قلوي التأثير جيد التهوية فإذا كان الكالسيوم هو الكاتيون السائد سمي بالمول الجيري Calcium Mull .
2- دبال غير مشبع: وهو يتكون من المناخ الرطب، ومن صفاته أن تحلله ضعيف، حامضي التأثير وهو يقسم إلى قسمين:
أ- إذا تكون تحت غابات ذات أوراق عريضة فيسمى بالمول الحامضي Acid Mull وتكون نسبة الكربون إلى النتروجين بين 15-20.
ب-إذا تكون تحت غابات صنوبرية فيسمى بالمور Mor ونسبة الكربون إلى النتروجين تتراوح بين 20-40.
وهناك نوعاً آخر من الدبال ينشأ على الأتربة العشبية البودزولية ويسمى Moder وهو عبارة عن نوع انتقالي بين المول والمور. أي دبال متوسط التحلل.
ثالثاً: حسب نوع الأرض ويقسم إلى :
1- دبال أراضي الغابات: ونسبة اللجنوبروتين فيه مرتفعة بينما تكون نسبة الكربوهيدرات منخفضة.
2- دبال أراضي البراري: ونسبة اللجنوبروتين فيه منخفضة بينما يرتفع فيه نسبة الكربوهيدرات.
أحماض المواد الدبالية (تركيب الدبال):
تلعب الأحماض الدبالية دوراً هاماً في تحديد خواص المادة العضوية وتأثيراتها الطبيعية والكيميائية في الأراضي. وقد أوضحت الدراسات العديدة الخاصة بطبيعة ومصدر وتكوين الأحماض الدبالية إن تلك الأحماض مكونة من هيكل أساسي عبارة عن مجاميع فينولية متكاثفة ومؤكسدة Oxidatively Polymerized- Phenolic units وأن الأحماض الأمينية، والببتيدات وبعض المواد العضوية الأخرى مرتبطة بهذه الوحدات الفينولية.
ولأن اللجنينات تتكون من وحدات فينولية وتشكل جزءً كبيراً من تركيب النبات ومقاومة للتحلل ولذلك فإنها عموماًَ تعتبر المصدر الرئيسي للوحدات الفينولية والتي منها يتم تخليق الأحماض الدبالية والتي رغم وجود تلك الوحدات في تركيبها كما في اللجنين إلا أنهما يختلفان كثيراً وفي أوجه عديدة وأهم تلك الفروق هي:
1- زيادة نسبة النتروجين في الأحماض الدبالية عنها في اللجنين.
2- نقص في كمية الوحدات الفينولية الناتجة عن تحلل الأحماض الدبالية عن اللجنين ويجدر القول أيضاً أن كثيراً من الوحدات الفينولية الداخلة في تركيب الأحماض الدبالية لاتشابه تلك الموجودة في اللجنين ومن ثم فقد اتجه الرأي إلى أنها وحدات تم تخليقها بواسطة الأحياء الدقيقة الأرضية.
ملاك الشرق
&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&& |
|