سورة مريم
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله عز وجل {وَما نَتَنَزَّلُ إِلّا بِأَمرِ رَبِّكَ} الآية ( 64 ) .
حدثنا المغيرة قال: حدثنا عمر بن ذر عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا جبريل ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا قال: فنزلت {وَما نَتَنَزَّلُ إِلّا بِأَمرِ رَبِّكَ} الآية كلها.
قال: كان هذا الجواب لمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه البخاري عن أبي نعيم عن ذر.
وقال مجاهد: أبطأ الملك على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أتاه فقال لعلي: أبطأت قال: قد فعلت قال: ولم لا أفعل وأنتم لا تتسوكون ولا تقصون أظفاركم ولا تنقون براجمكم قال: وما نتنزل إلا بأمر ربك قال مجاهد: فنزلت هذه الآية.
وقال عكرمة والضحاك وقتادة ومقاتل والكلبي: احتبس جبريل عليه السلام حين سأله قومه عن قصة أصحاب الكهف وذي القرنين والروح فلم يدر ما يجيبهم ورجا أن يأتيه جبريل عليه السلام بجواب فسألوه فأبطأ عليه فشق على رسول الله صلى الله عليه وسلم مشقة شديدة فلما نزل جبريل عليه السلام قال له أبطأت علي حتى ساء ظني واشتقت إليك فقال جبريل عليه السلام: إني كنت إليك أشوق ولكني عبد مأمور إذا بعثت نزلت وإذا حبست احتبست فأنزل قوله تعالى {وَيَقولُ الِإنسانُ أَئِذا ما مِتُّ لَسَوفَ أُخرَجُ حَيّاً} الآية ( 66 ) .
قال الكلبي: نزلت في أبي بن خلف حين أخذ عظاماً بالية يفتها بيده ويقول: زعم لكم محمد أنا نبعث بعد ما نموت.
قوله تعالى {أَفَرَأَيتَ الَّذي كَفَرَ بِآَياتِنا} الآية ( 77 ) .
حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن خباب بن الأرت قال: كان لي دين على العاص بن وائل فأتيته أتقاضاه فقال: لا والله حتى تكفر بمحمد قلت: لا والله لا أكفر بمحمد حتى تموت ثم تبعث قال: إني إذا مت ثم بعثت جئتني وسيكون لي ثم مال وولد فأعطيك فأنزل الله تعالى هذه الآية.
حدثنا الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن خباب قال: كنت رجلاً قيناً وكان لي على العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه فقال: لا أقضيك حتى تكفر بمحمد عليه الصلاة والسلام فقلت: لا أكفر حتى تموت وتبعث فقال: وإني لمبعوث بعد الموت فسوف أقضيك إذا رجعت إلى مالي قال: فنزلت فيه {أَفَرَأَيتَ الَّذي كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً} رواه البخاري عن الحميدي عن سفيان ورواه وقال الكلبي ومقاتل: كان خباب بن الأرث قيناً وكان يعمل للعاص بن وائل السهمي وكان العاص يؤخر حقه فأتاه يتقاضاه فقال العاص: ما عندي اليوم ما أقضيك فقال: لست بمفارقك حتى تقضيني فقال العاص: يا خباب مالك ما كنت هكذا وإن كنت لتحسن الطلب فقال خباب: ذاك أني كنت على دينك فأما اليوم فأنا على الإسلام مفارق لدينك قال: أولستم تزعمون أن في الجنة ذهباً وفضة وحريراً قال خباب: بلى قال: فأخرني حتى أقضيك في الجنة استهزاء فوالله لئن كان ما تقول حقاً إني لأفضل فيها نصيباً منك فأنزل الله تعالى {أَفَرَأَيتَ الَّذي كَفَرَ بِآياتِنا} يعني العاص الآيات.
وإلى لقاء آخر مع سورة أخرى
ملاك الشرق
&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&& |
|