أما الغاز الطبيعي فيحتل المرتبة الثالثة في مصادر بعد زيت البترول والفحم، بفضل قيمته الحرارية المرتفعة، سواء استخدم في صورته النقية أو بعد خلطه بغاز الفحم، وقد بلغ حجم استهلاك الغاز الطبيعي على المستوى العالمي 2800 مليار متر مكعب عام 2001م. ويصاحب الغاز الطبيعي زيت البترول في أغلب الأحوال، ومع ذلك اكتشفت حديثاً مكامن منفصلة للغاز الطبيعي في الطبقات المسامية في باطن الأرض، سواء في الصحارى، أو تحت مياه البحر أو تحت الثلوج في المناطق القطبية.
ويختلف تركيب الغاز الطبيعي من مكان لآخر. وعندما يكون الغاز الطبيعي مصاحباً للبترول في مكامنه، فإنه يكون محملاً بأبخرة بعض مكونات البترول كالجازولين، الذي تفصل أبخرته من الغاز الطبيعي بضغطه وتبريده، كما تفصل بعض الغازات الأخرى كثاني أكسيد الكربون، أو كبريتيد الهيدروجين قبل استعمال الغاز الطبيعي في الوقود.
وهناك نظرية أخرى تبنى على وجود الغاز الطبيعي، الذي يتكون أغلبه من غاز الميثان، على هيئة هيدرات Hydrate في أعماق الأرض في المناطق الباردة، وتحت قيعان البحار والمحيطات. وتهتم بهذه النظرية الولايات المتحدة وروسيا واليابان والنرويج وألمانيا، ويقدر مخزون الغاز الطبيعي في باطن الأرض على هيئة هذه الهيدرات الصلبة بنحو ألف تريليون متر مكعب، أي 10 متر مكعب ما يغطي تماماً كل نقص متوقع لموارد الطاقة في الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، إذا أمكن استغلال هذا المخزون بطرق عملية واقتصادية.
وبوجه عام فإن أغنى مناطق العالم بالغاز الطبيعي هي شرق سيبيريا، ومنطقة الشرق الأوسط، خاصة إيران والسعودية وقطر ومصر والجزائر، ثم تركمنستان التي تملك ثالث احتياطي للغاز الطبيعي في العالم، وبعدها بعض مناطق أمريكا الشمالية، وتحوى جميعها 75% من المخزون العالمي المكتشف من الغاز الطبيعي.
تستعمل في نقل الغاز الطبيعي خطوط صنعت من أنابيب الصلب، وجهزت بمحطات تقوية لزيادة ضغط الغاز، وسرعة جريانه في الأنابيب، وينقل الغاز الطبيعي بين القارات في صورة غاز مسال، كما هو الحال من الجزائر إلى فرنسا، عبر البحر المتوسط، أو من السواحل الجزائرية إلى السواحل الشرقية للولايات المتحدة عبر المحيط الأطلسي، بواسطة ناقلات خاصة. وتتجه قطر ومصر إلى إنشاء مصانع لإسالة الغاز الطبيعي أسوة بالجزائر.
وهناك مصادر أخرى للطاقة يمكن استغلالها مستقبلاً، إلى جانب الزيت والغاز الطبيعي، مثل الطفل الزيتي أو البتيوميني Oil Shale، أو الرمال القارية Tar Sands. وتستخدم طريقة التقطير الإتلافي للحصول على الزيت من هذا الطفل في اسكتلندا واستراليا. وهناك رواسب ضخمة من الطفل الزيتي في الولايات المتحدة والبرازيل، لكن تكلفة معالجتها لا تزال غير اقتصادية، كما أن الزيت الناتج عن تقطير الطفل البتيوميني يحتوي على نسبة أعلى من الكبريت، ومن المركبات النيتروجينية، مقارنة بالبترول، وقدراً أكبر من المركبات الأوليفينية غير المشبعة التي يجب التخلص منها بالهدرجة. ومن ناحية أخرى فإن التخلص من بقايا الطفل، بعد تقطيره، مكلف اقتصاديا، وينبغي نقلها إلى مناطق غير آهلة بالسكان، مثلما يفعل الأمريكيون في كولورادو Colorado أو البرازيليون في بارانا Parana.
وتوجد الرمال القارية في مناطق مثل شرق فنزويلا، وفي ولاية ألبرتاAlberta الكندية، وتحتوي علــى سوائل كثيفة تشبه الغاز، وقدر أقل من الهيدروكربونات المشبعة بالمقارنة بالبترول، كما تحتوي على بعض المواد الراتنجية والأروماتية، والمواد الأسفلتية المحتوية على الكبريت. وقد بدأت دول عدة استخراج الزيت من هذه الرمال بكفاءة ، دون توسع في استخدامها بسبب احتواء الزيت الناتج منها على قدر كبير من المواد الأسفلتية ذات الكثافة العالية، ما يتطلب تعديلات في نظام معامل تكرير البترول الخام وتصميمها، أو إقامة معامل تكرير خاصة للزيت الناتج من الرمال القارية كما فعلت فرنسا.
ويعد استخدام الهيدروجين، من الخيارات الجديدة للطاقة، البديل والعملي الوحيد للطاقة المتواصلة، وللبترول بعد فصله من جزيئات الماء عن طريق الطاقة الشمسية، وهناك دول عديدة تسمح ظروفها المناخية وقدراتها الاقتصادية بالعمل في هذا الاتجاه، ونذكر منها في الأمريكتين المكسيك والأرجنتين وشيلي وولاية كاليفورنيا الأمريكية، وفي أفريقيا دول ساحل شمال أفريقيا، وجنوب أفريقيا، وفي أوروبا جنوب شبه جزيرة أيبريا، وفي الخليج العربي دول شبه الجزيرة العربية وإيران، ثم أستراليا. وهكذا ينبغي التفكير في الطاقة الجديدة والمتجددة وبدائل الطاقة المستحدثة، إذ إن احتياطيات الأوبك المؤكدة، حتى الآن، قد تنضب في حدود عام 2080م، بينما تنضب احتياطيات الدول الأخرى المنتجة للبترول، من غير أعضاء أوبك، تباعا، بين عامي 2020م، 2030م.
ملاك الشرق
&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&& |
|