وقد صار في إمكان السفن الرومانية بعد الاستيلاء على عدن الاستراحة فيها والإقلاع منها إلى الهند وإلى السواحل الإفريقية والعودة إليها. وقد وضع الرومان فيها حامية رومانية لضمان سلامة الرومان في هذه المنطقة، كما وضعوا سفناً تحمل رماة من الرومان لمقاومة لصوص البحر من التحرش بالسفن، وقد كان أولئك اللصوص يملأون البحار.
وفي عون عند ال Crater "الكريتر" صهريج كبير لخزن الماء، من عهد ما قبل الميلاد على رأي بعض الباحثين، يتسع لزهاء عشرين مليون "غالون" من الماء، تأتي إليه من الأمطار، يظهر إنه استعمل في ذلك العهد لتموين هذا الميناء المهم بماء الشرب، لعدم وجود موارد كافية من الماء، تسد حاجة أهله به.
وقد حصل ميناء "عدن" على شهرة بعيدة منذ هذا الزمن، وظل محافظاً عليها وعلى أهميته حتى اليوم. ولا ندري متى اضطر الرومان إلى ترك هذا الميناء، على وجه صحيح مضبوط. ولكن الذي نعرفه إن الرومان، ثم الروم من بعدهم، بقوا يقيمون وزناً له، ويهتمون بشأنه، لأته كان أسهل طريق لهم توصلهم إلى سواحل إفريقية والهند والعربية الجنوبية، ولذلك كانت فيه دائماً جالية كبيرة من أصحاب السفن والتجار.
ولعلّ هذا الاهتمام هو الذي حمل القيصر "قسطنطين الثاني" على إرسال بعثة نصرانية تبشيرية إلى عدن، بلغتها سنة 356 للميلاد. ويفهم من كلام مؤلف "كتاب الطواف حول البحر الأريتري" إن ميناء عدن Eudaimon Arabia كان الموضع الذي تقصده السفن القادمة من مصر ومن الهند، ففيه تفرغ حمولات تلك السفن لتنقل منها إلى مصر أو إلى الهند، فميناء عدن كان ذا شأن خطير في التجارة العالمية إذ ذاك، وكان الموضع الذي تتبادل فيه السفن الحمولات.
و يعرف ميناء عدن ب Arabia Emporion عند "بطلميوس"، وكان "أورانيوس" Uranius أول من سماه بي "ادنه" Adana، أي "عدن"، وذلك كما جاء في كتاب "اصطيفانوس البيزنطي" الذي عاش في القرن الثالث بعد الميلاد. وذكر اسم Adane في أخبار تنصر الحمريين في أيام القيصر "قسطنطين الثاني" "337 - 361 م". وقد سمي ميناء عدن ب Athana عند "بلينيوس" و ب "Adana"، عند "فيلوستورجيوس" Philostorgius. وكان قد خرب وتعطل أيام حملة "أوليوس غالوس"، فجل ميناء Muza على البحر الأحمر محله، ولكنه مع ذلك لم يفقد منزلته، وعادت إليه مكانته بعد مدة قصيرة من هذه الكارثة.
وقد ذكر "بليني" بعد اسم "عدن" Athana=Athenae اسم قبائل جعل ارضها على مقربة من "عدن". فذكر اسم Chorranitae و Caunaravi و Cesani=Chani. وفيي هذه الأرضين، وجدت كما يفهم من أخبار "بليني" وغيره، مدن يونانية سكنها يونان، منها: Larisa و Arethusa و Chalcis. وهي مدن خربتها ودمرتها الحروب.
ملاك الشرق
&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&& |
|