ويرجع نسب عشيرة "رشم" إلى قبيلة "مقنعم" "مقنع" أو "يقنعم" كما جاء في بعض الكتابات، وهو اسم قبيلة لا نعرف من أمرها شيئاً في الزمن الحاضر، وكان يحكمها "أقيال" منهم: "هو فعثت" و "لحى عثت"، وهما من موضع "عليم"، أي "علب". وقد جاء في نص انهما قدّما وثناً "صلمن" إلى الآلهة "عثتر" و "هبس" "هوبس" و "المقه" و "ذت حمم" "ذات حميم". وقد يفهم من ذلك إن هذه القبيلة كانت قبيلة سبئية، نزحت إلى حضرموت، واستقرت فيها، أو إنها كانت من القبائل السبئية التي خضعت لحضرموت.
و "يهبأر" "يهبر" "يهبار" من القبائل المعروفة في العربية الجنوبية، ولا يستبعد إن تكون قبيلة Iobaritai التي ذكر اسمها "بطلميوس" ? وكانت منازلها على ما يظهر من جغرافيته على مقربة من الموضع الذي سماه Sachalitai أي "الساحل" أو "السواحل"، فهي من القبائل العربية الجنوبية التي لا تبعد منازلها عن الساحل كثيراً، وقد كان "يدع ايل بين بن رب شمس" من أبنائها الأحرار.
قبيلة "أسد" من القبائل العربية الشمالية المعروفة بعد الميلاد. أما في نصوص المسند، فليست فيها معروفة. ويظهر إن قسماً منها كان قد نزح من نبد إلى الجنوب حتى بلغ أرض حضرموت، فساعد "يدع ايل بين". ولعل نزوحها إلى الجنوب كان بسبب خلاف وقع بين عشائرها أو مع قبائل أخرى، فاضطر قسم منها إلى الهجرة إلى العربية الجنوبية.
و "يام" من القبائل المعروفة حتى اليوم، وتسكن عشائر منها حول نجران.
وأما "كلب" أو "كليب"، فإنها من القبائل التي يرجع النسابون نسبها إلى عدنان، أي إلى العرب الشماليين.
مدن ومواقع حضرمية
و "شبوة"، هي عاصمة حضرموت وهي Sabbaths=Sabotha=Sabota عند الكتبة الكلاسيكيين. وهي Sabtah المذكورة في التوراة في نظر بعض الباحثين. وزعم "هوكارت" Hogarth إنها Sawa. وذكر "الهمداني" موضع "شبوة" في جملة ما ذكره من حصون "حضرموت" ومحافدها.
وقد ظن "فون مالتزن" وآخرون غيره إنها مدينة "شبام". وزار "فلبي" "شبوة"، وعثر على آثار معابدها وقصورها القديمة، كما شاهد بقايا السدود التي كانت في وادي شبوة لحصر مياه الأمطار والاستفادة منها في إرواء تلك المناطق الواسعة الخصبة.
وتشاهد في "وادي أنصاص" وفي خرائب "شبوة" بقايا سدّ وأقنية للاستفادة من المياه وخزنها عند الحاجة إليها. وهناك سدود أخرى بنيت في مواضع متعددة من العربية الجنوبية للاستفادة من مياه الأمطار وللسيطرة على السيول، وتحويلها إلى مادة نافعة تخدم الإنسان.
وأما حصن "أنود" "أنودم"، الموضع الذي يحتفل فيه الملوك عند تتويجهم وإعلانهم اللقب الذي يتلقبون به بعد توليهم العرش، فإنه موضع "عقلة" في الزمن الحاضر. وهو خربة على شكل مربع. وقد زار هذا المكان جملة أشخاص من الغربيين ووصفوه، منهم "فلبي"، وقد وجد فيه خرائب عادية ووجد عدداً من الكتابات الحضرية، هي الكتابات التي وسمت باسمه. ويشرف هذا الموضع على واد شد، فيتصل بتلال "شبوة". و قد كان حصناً ومعسكراً يقيم فيه الجيش، لحًماية مزارع هذا الوادي، ولا بد إن يكون هنالك سبب جعل الملوك يختارون هذا المكان لإعلان اللقب الرسمي الذي يختاره الملوك لأنفسهم عند التتويج.
وقد تبين من بعض الكتابات المتعلقة بنصيب ملوك حضرموت في هذا المكان إنهم كانوا يتقربون في يوم إعلان تتويجهم في حصن "أنود" بنحر الذبائح للآلهة. و قد تبين من بعضها إن في جملة تلك الذبائح التي قدمت إلى الآلهة حيوانات وحشية مثل الفهود. وقد استمرت هذه الاحتفالات قائمة إلى القرن الثاني بعد الميلاد على رأي "البرايت"، وإلى حوالي السنة "200" بعد الميلاد على رأي "ركمنس".
ملاك الشرق
&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&& |
|