ومن مدن الحضرميين مدينة "ميفعت" "ميشعة"، وكانت على ما يظن عاصمتهم القديمة. وقد ورد في بعض الكتابات ما بفيد أن "يدع ايل بن سمه علي" رمم أسوار هذه المدينة. وقد ذهب بعض الباحثين إلى إنها Mapharitis التي أشار إليها مؤلف كتاب "الطواف حول البحر الأريتيري"، ولدينا نص حضرمي يفيد إن "هبسل بن شجب" بنى سور المدينة و أبوابها، واستعمل الحجارة والأخشاب، وأنشأ فيها بيوتاً ومعابد، وأتم عمله بعده ابنه "صدق يد" فأعلى سور المدينة وأحكمه.
ولم تذكر الكتابة الجهة التي أنفقت على هذا العمل الذي يحتاج إلى نفقات عظيمة ولا شك، ولعل الدولة هي التي عهدت إليهما هذا العمل على انهما مهندسان أو من المقاولين المتخصصين بأعمال البناء.
وكانت "ميفعة" من المدن المهمة، و قد ذكرت في عدد من الكتابات، وهي Maipha Metropolis عند "بطلميوس"، ويقع عند "حصن السلامة" موضع عادي خرب، يقال له "ريدة الرشيد"، يظهر إنه كان محاطاً بسور حصين، كما يتبين ذلك من أحجاره الفخمة المبعثرة الباقية. وقد كان مدينة، يرى إنها Raidaعند "بطلميوس" وقد وضعها في جنوب شرقي Maipha Metropolis أي ميفعة.
وعثر على كتابات عديدة أخرى، تتحدث عن تحصين "ميفعت" "ميفعة"، وعن تسويرها بالحجارة وبالصخر المقدود وبالخشب، وعن الأبراج التي أقيمت فوق السور لصد المهاجمين عن الدنو إليه. وذكر اسمها في كتابة "لبنة" "لبنا" التي هي من أيام المكربين في حضرموت.
ويظهر إن الخراب حل ب "ميفعة" في القرن الرابع بعد الميلاد، وحلّ محلها موضع آخر عرف ب Sessania Adrumetorum، أي "عيزان" ف "عيزان" اذن، هو الوليد الجديد الذي أخذ مكان "ميفعة" منذ هذا الزمن.
ومن مدن حضرموت مدينة سماها بعض الكلاسيكيين Cane Emporium، وذكر إنها ميناؤها. وأما "أريانوس"، فقال إنها الميناء الرئيسي لمللك أرض اللبان، وقد سماه Eleazus وقال إنه يحكم في عاصمته Sabatha.
وقد ذكر هذا الميناء "بلينيوس" كذلك، فقال إن السفن التي تأتي من مصر في طريقها إلى الهند، أو السفن الآيبة من الهند إلى مصر، كانت ترسو إما في ميناء Cana=Qana، وإما في ميناء Occelis على ساحل البحر عند المضيق. وذكره مؤلف كتاب "الطواف حول البحر الأريتري" كذلك فقال: Cana=Qana ميناء حضرموت، وله تجارة واسعة مع "عمان" 'Omana ، على الخليج، وعلى سواحل الهند. ومع سواحل الصومال في إفريقية. وقال إن السواحل كانت مأهولة بالأعراب، وبقوم يسمون Ichthyophogi، أي "أكلة السمك".
وفي ميناء Cana "قنا" يجمع اللبان والبخور وغير ذلك، ويصدر إلى الخارج، إما بحراً حيث تنقلها وسائل النقل البحرية، وفي ضمنها بعض الوسائط التي تطفو على سطح البحر بالقُربَ المنفوخة بالهواء، و أما براً حيث تنقلها القوافل. ويقع هذا الميناء إلى شرق "عدن" وعلى مسافة منه جزيرتان، جزيرة Ornenon أو جزيرة الطيور، وجزيرة Trulla. ويقع إلى الشرق من Cana ميناء آخر، يقال له Mathath Villa. ويرى "فورستر" وأكثر الباحثين الآخرين إلى إن ميناء Cana هو المحل المعروف باسم "حصن غراب" في الزمن الحاضر.
و "حصن غراب"، قد بني على مرتفع من صخر أسود على لابة بركان قديم، يشرف على المدخل الجنوبي الغربي لخليج أقيم عليه الميناء، فيحميه من لصوص البحر ومن الطامعين فيه. وقد زاره بعض السياح، مثل "ولستيد" فوصفه. وزاره B.Don سنة "1957 م" وتحدث عنه.
وقد ورد اسم هذا الحصن في الكتابة الموسومة ب CIH 728، وقد سمي فيها "عرمريت" "عرماوية". وهو الاسم القديم لهذا الحصن الذي يعرف اليوم ب "حصن غراب" "حصن الغراب". وورد في الكتابة الطويلة المعروفة ب CIH 621 التي يعود تأريخها إلى سنة "531م". وتتحدث عن ترميم هذا الحصن و تجديد ما تهدم منه، وذلك بأمر "سميفع أشوع" "السميفع أشوع
ملاك الشرق
&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&& |
|