منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - &المفصل في & تاريخ العرب قبل الإسلام &&
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 20-04-2010   #2
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

الفصل الثاني و العشرون
مملكتا ديدان و لحيان


قلت في نهاية كلامي على حكومة مجن إن جالية من المعينيين كانت تقيم في "العلا" أي "ددن" "ديدان"، وان "ديدان" كانت مستوطنة معينية في الأصل، وقد استقلت بشؤونها بعد ضعف حكومة معين، إذ انقطعت صلتها بأمها في اليمن، وحكمها ملوك منهم نسميهم ملوكاً ديدانيين.
وأول من لفت الأنظار إلى "ديدان"، هو السائح "جارلس مونتاكو دوتي" فقد رحلى سنة 1876 م إلى أرض مدين، ولم يبال في أثناء رحلته براحته ولا بما قد تتعرض له حياته، من أخطار، ثم زار مواضع عديدة آثارية مثل "مدائن صالح" و "الحجر" و "العلا"، وكتب رحلته هذه كتابة لا تزال تعد من خيرة ما كتب في هذا الموضوع في الأدب الانكليزي، وبذلك لفت الأنظار إلى هذه البقعة الآثارية التي حكمتها مختلف الشعوب وتكدست في أرضها آثارها متداخلة بعضها ببعض.
ثم جاء بعد "دوتي" رحالون آخرون، فزاروا هذه المواضع منهم: "يوليوس أويتنك"، و "جارلس هوبر"، و "جوسن" " و "سافينة"، و "فلبي"، وغيرهم، وصوروا بعض الكتابات، و قرأوا ما استطاعوا قراءته من كتابات الأحجار ودونوه، أو أخذوا بعضه، وبذلك تجمعت للباحثين مادة عن تأريخ "العلا"، والمواضع التي تقع في أعالى العربية الغربية، في المملكة الأردنية الهاشمية وفي المملكة العربية السعودية.





وتقع خرائب "ديدان" هذا اليوم في "وادي العلا"، وتوجد على حافتيه كتابات، كما توجد فيه وفي "وادي المعتدل" والأودية الأخرى آثار حضارات ماضية متعددة، مثل حضارة المعينيين واللحيانيين والديدانيين وغرهم.
وتعد "الخريبة" مركز الديدانيين، و قد انتزع الأهلون أحجار الآثار، فاستعملوها في مبانيهم فقضوا على كثير من الكتابات، وتشاهد جدر بعض البيوت وقد بنيت بتلك الأحجار، وبعضها لا يزال مكتوباً يحدث الإنسان باعتداء أهل المنطقة عليها وتطاولهم على التاريخ بعمد وبجهل.
وللكتابات التي عليها في هذه الأرضين والتي سيعثر عليها شأن خاص عند من يريد دراسة تأريخ الخط وكيفية تطوره وظهوره. فإن هذه المنطقة هي عقدة من عقد المواصلات المهمة التي تربط جزيرة العرب ببلاد العراق وببلاد الشام ومصر، وفيها التقت ثقافات و حضارات هذه الأماكن، ولهذا نجد في كتاباتها مزايا الخط الشمالي والخط الجنوبي كما نجد للغتها، مركزاً خاصاً للهجات. ولذلك كان لدراستها شأن خاص عند من يريد الوقوف على اللهجات العربية وكيفية تطورها إلى ظهور الإسلام.





أضف إلى ذلك إنها تقع على الطريق البرية المهمة الموازية للبحر الأحمر، حيث كان أهل العربية الجنوبية ينقلون منها تجارتهم وتجارة إفريقية والهند وبقية آسية إلى بلاد الشام، ثم إنها لا تبعد أكثر من مسيرة خمسة أيام عن البحر الأحمر، حيث كان التجار يذهبون إلى موانئه لبيع ما عندهم لتجار مصر. لذلك كانت ديدان وبقية مدن هذه الأرضين ملتقى العرب: عرب الجنوب وعرب الشمال، وملتقى تجار أجانب، فلا عجب إذا ما رأينا هذا الاتصال يظهر في الكتابة وفي اللغة وفي الثقافة والحضارة والفن.
ولا نعرف اليوم من أمر مملكة "ديدان" شيئاً يذكر. ويعود سبب جهلنا بتأريخ هذه المملكة إلى قلة ما وصل إلينا من كتابات عنها. ولعل الزمان يكشف لنا عن كتابات ديدانية تجلي من عيوننا هذه الغشاوة التي حالت بيننا وبين وقوفنا على شيء من أمر ملوك ديدان.
وقد ذهب "كاسكل" إلى إن ظهور ملكة "ديدان" وابتداء حكمها كان في حوالي السنة "160" قبل الميلاد، غير إنه يرى إن هذه المملكة لم تتمكن من العيش طويلاً، إذ سرعان ما سقطت في أيدي اللحيانين، وكان ذلك - على رأي " - في حوالي السنة "115 ق. م.".
وقد وقفنا على اسم ملك من ملوك "ديدان" في الكتابة الموسومة ب "js 138"، وهي كتابة ابتدأت بجملة: "كهف كبرال بن متعال ملك ددن"، ومعناها "قبر كبرابل بن متع ايل ملك ديدان". ويعير عن القبر والمثوى بلفظة "كهف" في اللهجة الديدانية. فهذه الكتابة إذن، هى شاهد قبر ذلك الملك الذي لا نعرف من أمره شيئاً.




ولا يستبعد "كاسل" إن يكون "كبرايل"، أول ملك اسس مملكة "ديدان"، وآخر ملك حكمها أيضاً، أي إن سقوطها على أيدي اللحيانيين كان في عهده، أو بعد وفاته، وبذلك انتهت على رأيه حياة تلك المملكة.
وقد ذهب "البرايت" إلى إن الملك "كرب ايل بن متع ايل" الذي عثر على اسمه في كتابة "ديدانية"، كان قد حكم في حوالي السنة "500 ق. م.".
وما زلنا في جهل تام لكيفية حصول الديدانيين على استقلالهم، وعلاقاتهم بالمعينيين الذين كانوا فبلهم في هذه الأرضين. ولا بد لنا من الانتظار طويلاً للظفر بمزيد من المعارف عن هذه الأمور. فلعل الزمان سيجود على الباحثين بكتابات يخرجها إليهم من باطن الأرض، يكون فيها شرح واف لما نسأل عنه الآن.
وأما "لحيان" فمعارفنا عنهم مع ضآلتها و قلتها خير من معارفنا عن ديدان. و يعود الفضل في ذلك إلى ما ورد عنهم في مؤلفات بعض الكتبة اليونان و اللاتين وإلى الكتابات اللحيانية التي عثر عليها الرحالون، فإنها أكثر عدداً من الكتابات الديدانية، و أكثر منها كلاماً، فإننا حين نجد الكتابات الديدانية قد لاذت بالصمت أكثر فلم تذكر من ملوكها إلا ملكاً واحداً، نجد الكتابات اللحيانية قد نطقت بأسم أكثر من ملك واحد، و إن لم تأت من هذه المادة كثير.

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل