وقد عثر الباحثون على كتابتين، ورد في إحداهما: "مسعودو: ملك لحيان" وورد في الأخرى: "ملك لحيان"، وقد سقط منها اسم الملك لتلف أصاب الكتابة. وقد ذهب "كاسكل" إلى إن الكتابتين من عهد استيلاء النبط على لحيان و ذهب أيضاً إلى إن الملك "مسعودو" أي "مسعود" لم يكن ملكاً بالمعنى الحقيقي، و إنما كان ملكاً اسماً، وان الملك الآخر الذي أزال العطب اسمه من الكتابة الثانية، هو الملك "مسعود" نفسه، ولم يذكر كيف جوز صاحب الكتابة لنفسه نعت مسعود، بنعت "ملك لجان" على حين كانت مملكة لحيان تابعة لمملكة النبط.
و يرى "كاسكل" إن في جملة من حكم اللحيانيين في هذا العهد، عهد تدهور حكم النبط وزوال سلطانهم عن لحيان، ملكاً اسمه "هناس بن تلمي" "هانؤاس بن تلمي". وقد ورد اسمه في كتابة دونت في السنة الخامسة من حكمه، دونها "عقرب بن مر"، صانع تماثيل "هصنع" لمناسبة تحته طرفي صخرة قبره، و صيرهما يمثلان الإلَه "أبي أيلاف" "أبا لف"، وذلك في السنة المذكورة من حكم هذا الملك.
وقد جعل "كاسكل" حكم الملك المتقدم "هناس بن تلمي" مبدأ لحكم أسرة جديدة، أو حكومة جديدة، تولت الحكم بعد زوال حرج هيمنة النبط عن اللحيانيين. وكان الملك "لوذن بن هنواس" "لوذان بن ه - نواس" آخر من حكم من الحكومة القديمة في لحيان، أي آخر من حكم قبل استيلاء النبط على لحيان كما يرى "كاسكل". وكان حكمه في حوالي السنة "30 ق. م." على تقدير "كروهمن".
وورد اسم الملك "تلمي بن هناس" "تلمي بن ها - نؤاس" في كتابة أرخت بالسنة الثانية من سني حكمه، لمناسبة شراء رجل اسمه "عبد خرج" أرضاً، بنى عليها ضريحا "هكفر" ليكون مقبرة "همثبرن" "ها- مثبرن"، يدفن فيها هو و أهله.
وأورد "كاسكل" اسم الملك "سموي بن تلمي بن هناس" بعد اسم الملك المتقدم. و هو ملك ورد اسمه في كتابة سجلها "وهب لاه" "وهبله" "وهب الله" وكان قيماً "قيمه" على "نعم" أنعام الإله "ذغبت" "ذو غابة" لمناسبة قيامه باتمام بناء معبد "ديدان" الذي كان الزلزال قد عبث به.
وورد اسم ملم أخر من ملوك لحيان، في كتابة دونت في السنة الخامسة من سني حكمه، دونها "أبو ايلاف حيو(، وكان "كبير هشعت" "ها - شعت" أي كبير الجماعة، وهو نعت يدل على إنه كان وجيه القوم ووجههم، و قد أشار فيها إلى مجلس القوم "هيجل"، وكان ذلك في السنة الخامسة من سني حكم "راى" "رأى" الملك "عبدن هناس" "عبدان بن ها - نؤاس". ويرى "كاسكل" إن حكمه كان في حوالي السنة "110 ب. م.".
ووضع "كاسكل" ملكاً اسمه "سلح" "سليح" "سالح" بعد اسم الملك "عبدان هانؤاس". وقد حكم - على رأيه - في حوالي السنة "125" بعد الميلاد. وقد ورد اسمه في كتابة دونت قبل ثلاثة أيام "تلا ايم: قبل راي سلح" من تولي "سليح" الحكم، وأرخ ذلك بسنة عشرين من ظهور عتمة، أي حدوث ظلام "سنت عشرين عتم". والظاهر إن كسوفاً وقع فأظلمت الدنيا وعتمت، وذلك قبل عشرين سنة من تولي هذا الملك الحكم، فأرخ الناس عندئذ بحدوثها، وفي جملتهم صاحب هذه الكتابة.
ملاك الشرق
&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&& |
|