وعثر على كتابة أخرى في موضع "المساجد"، بمأرب، تبين منها إن هذا المكرب تقرب إلى إله سبأ الإلَه "المقه" ببناء معبد له.
وتعود الكتابات Af. 17 , Af. 23 , Af. 24 , Af. 38 إلى هذا المكرب كذلك، وهي من الكتابات التي عليها أحمد فخري المصري الذي أمَّ اليمن عام "1917 م". وتعود الكتابة Cih 633 إلى أيامه أيضاً.
وتدل هذه الكتابات على إن "المكرب" المذكور قد اهتم كثيراً ببناء معبد "أوّام" في مأرب، المعبد الذي يعرف بين أهل المنطقة باسم "محرم بلقيس" و بإضافة زيادات عليه وبترميمه أيضاً. وأغلب الظن إنه لم يكن هو الباني له، و إنما كان موجوداً ومبنية قبله، غير إن الباحثين لم يتمكنوا من العثور على اسم بانيه حتى الآن، لأن أعمال الحفر فيه لم تتم بصورة علمية واسعة فيه حتى الآن. والكتابة التي سجلها المكرب الذكور لم تشر إلى بناء المعبد كله، بل أشارت إلى أجزاء معين منه وهي لا تزال تحمل اسمه، وهناك كتابات أخرى تحمل اسمم حكام سبأ من مكربين و ملوك ووجهاء من أضافوا أبنية جديدة إلى هذا المعبد، أو قاموا بإصلاح ما حدث فيه من خلل بمرور السنين.
وقد ذهب "فلبي" إلى إن هذا المكرب كان قد حكم في حوالي سنة "800 ق. م.". و ذهب "فون وزمن" إلى إن حكمه كان في حوالي القرن الثامن قبل الميلاد. أما "البرايت"، فيرى إن حكمه كان في أواسط النصف الثاني من القرن السابع قبل الميلاد، أو في أوائله، وثبت آخرون حكمه بحوالي السنة "750 ق. م.".
وكان ل "يدع آل فرح" ولد اسمه "سمه علي ينف"، ورد اسمه في الكتابة CIH 636، وهي كتابة ناقصة سقط أعَثر ما دوّن فيها. ولم يذكر "هومل" اسمه في القائمة التي صنعها لمكربي "سبأ". ولم يذكره "فلبي" كذلك في كتاب 9"سناد الإسلام". غير إنه ذكر اسمه في القائمة التي نشرها في مجلة، Le Museon، وجعله المكرب الثالث، أي إنه وضعه بعد "يدع آل ذرح" والده مباشرة، وجعله مكرباً. ولم ترد في النص المذكور كلمة "مكرب" بعد اسم "سمه علي ينف" و إنما ذكرت بعد اسم "يدع أل ذرح"، وهذا يعني إن هذه الكلمة، وهي "مكرب"، ليست ل "سمه على"، و إنما تخص الأقرب إليها، وهو "يدع آل ذرح".
قد ورد اسم "سمهه علي" بعد اسم "يدع آل" و قبل اسم "يثع أمر" في الكتابة المعروفة
ب Glaser 694. ولم ترد فيها نعوتهم، و لا كلمة "مكرب" التي هي الدلالة الرسمية المنبئة بتبوئهم الحكم.
وقد وضع "فلبي" الكتابتين المرقمتين CIH 368 و CIH 371 في جملة الكتابات من أيام المكرب "سمه علي ينف"4 أما الكتابة الأولى، فصاحبها "عم أمر بن أب أمر ذيبرن"، أي من عشيرة "يبرن" "يبران"، ولعله كان سيداً من ساداتها. وكان من المقربين ل "سمه علي" ولشقيقه "يثع أمر" ولعله كان من ندمائها، بدليل ورود جملة "مودد سمه علي ويثع أمر" في النص، أي أنه كان من المتوددين اليهما، وتعبر لفظة "مودد" عن منزلة رفيعة عند السبئيين تضاهي منزلة "نديم" عند العرب الشماليين.
وقد دوّن "عم أمر" تلك الكتابة عند بنائه بيته "مردعم" "مردع" في مدينة "منيتم" "منيت" "منية". وأما الكتابة الثانية فصاحبها "عم أمر بن أب أمر"، وهو من عشرة أخرى اسمها "ذ لخدم" "لخد"، ويظهر انه كان من أشرافها، فهو شخص آخر يختلف عن الشخص الأول، وان اشتركا في الاسم. ولم يرد في هذه الكتابة الثانية اسم أي مكرب من المكربين. لذلك لا أستطيع أن أضيف هذه الكتابة الثانية إلى أيام "سمه على". والذي حمل "فلبي -" على إضافتها إلى أيام هذا المكرب هو كون اسم صاحب الكتابتين واحداً، فطن انهما رجل واحد، وان صاحب الكتابتين واحد أيضاً، ولورود اسم "سمه على" و "يثع أمر" في النص الأول، أضاف النص الثاني إلى stop النصوص من ايام المكربين. ولو انتبه إلى إن كل واحد منهما هو من قبيلة تختلف عن القبيلة الأخرى، لما أضاف الكتابة الثانية إلى أيام المكربين المذكورين.
وأشار "فلبي" إلى اسم ولد من أولاد "سمه على ينف" سماه "يدع آل وتر" ولم يشر إلى انه كان مكرباً، وذكر انه حصل على اسمه من النصوص Af. 86, 91 92.
ونب "فلبي" زمن تدوين النصوص: Cih495, Cih 493, Cih 492, Cih490 إلى عهد "يثع أمر وتر"2 أما النص Cih490 فقد وضع ناشره و محققه لفظة "ملك" بعد اسم "يثع أمر"، وذلك بإكمال الحرفين الباقيين من الكلمة المطموس آخرها، الواردة بعد "وتر"، وهما "الميم" و "اللام". فإذا كانت القراءة صحيحة، انصرف الذهن عن "يثع أمر وتر" هذا إلى "يثع أمر" آخر يجب أن يكون ملكاً على سبأ. وان كانت القراءة مغلوطة، كان يكون أصلها المطموس لفظة "مكرب"، جاز حينئذ أن يكون "يثع أمر" هو "يثع أمر وتر" المذكور الذي قصده "فلبي". وتتضمن هذه الكتابة خبراً يفيد إن "يثع أمر وتر بن يدع ايل ذرح" جدد بناء معبد الإلهَ "هبس" "هوبس". وقد عثر عليها في الموضع المسمى ب "الدبر" "دبر" في الزمن الحاضر. و يرى "هومل" إن "دبر" "دابر"، هو اسم قبيلة، و قد بنت معبداً بأسمها، و قد جدد بناءه هذا المكرب:يثع أمر وتر".
ملاك الشرق
&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&& |
|