وذلك بعد الحرب التي وقعت بينهم فانتشرت في كل البلاد والأرضين، بين هؤلاء الملوك المذكورين وشعوبهم وأتباعهم. وقد كان من منن الإلَه "تألب رْيام" على "برم أيمن" إن رفع مكانته في عين ملك سبأ، فاتخذه وسيطاً في عقد صلح بينه وبين سائر الملوك، فنجح في مهمته هذه، وعقد الصلح وذلك في سنة "ثوبن بن سعدم بن يهسم".
وقد اختّم النص بدعاء الإله "تألب ريام" أن يوفق "يرم أيمن" ويديم له سعادته، ويرفع منزلته ومكانته دائماً في عين سيده "امراهمو مللك سبأ" مللك سبأ، ويبارك له، ويزيد في تقدمه، وينزل غضبه وثبوره "ثبر" وضرره وتشتيته على أعداء "برم أيمن" وحساده وكل من يتربص الدوائر بي "تألب ريام".
ويتبين من هذا النص الموجز-الذي كتب لإظهار شكر "يرم أيمن" لإلهه "تألب ريام" على توفيقه له، وعلى ما منّ عليه به من الإيحاء إلى ملك سبأ بأن يختاره وسيطاً- أن حرباً كاسحة شاملة كانت قد نشا في العربية الجنوبية في أيام الملك "كرب ايل وتر يهنعم"،
وأن الملك كلفه إن يتوسط بين المتنازعين، وهم حكومات سبأ وذي ريدان وحضرموت وقتبان، ويعقد صلحاً بينهم، وأنه قد أفلح في وساطته، وسر كثراً بنجاحه هذا وباختياره لهذا المركز الخطير، الذي اكسبه منزلة كبيرة، وهيبة عند الحكومات، فشكر إلهه الذي وفقه لذلك، وقد كان يومئذ هؤلاء من الأقيال. وقد ساعدته هذه الوساطة كثيراً، ولا شك، فمهدت له السبيل لأن ينازع "ملك سبأ" التاج.
وقد اتخذ "كلاسر" من سكوت النص عن ذكر اسم "معين" دليلاٌ على انقراض "مملكة معين"، وفقدان شعب معين استقلاله، وهو رأي عارضة بعض الباحثين.
وقد وصل إلينا نص قصير لقب فيه "يرم ايمن" بلقب "ملك سبأ"، وقد سجله ابناه، ولقب ابناه بهذا اللقب كذلك. وهو نص ناقص أعرب فيه ابنا "يرم أيمن" عن شكرهما للإلَه "تألب ريام" لأنه منّ وبارك عليهما. فهذا النص آذن من النصوص المتأخرة بالنسبة إلى أيام "يرم أيمن".
وانتهى إلينا نص مهم، هو النص المعروف ب Wien 669، وقد دوّنه أحد أقيال "أقول" قبيلة "سمعي"، وقد سقط اسمه من الكتابات، وبقي اسم ابنه، وهو "رفش" "رفشان" من آل "سخيم".
آما قبيلة "سمعي" المذكورة في هذا النص، فهي "سمعي" ثلث "ذ حجرم" "ذو حجر". وقد قدم هذا القيل مع ابنه "رفشان" إلى الإله "تألب ريام" "بعل رحبان" "بعل رحبن" نذراً، وذلك لعافيتهما ولسلامة حصنهما، حصن "ريمن" "ريمان"، ولخير وعافية قيلهما وقبيلته "يرسم" التي تكوّن ثلث "ذي حجر"، وليبارك في مزروعاتهما وفي غلات أرضهما، ولينزل بركته ورحمته " على "يرم أيمن" و "كرب ايل وتر" ملكي سبأ. وقد ختم النص بتضرع "تالب ريام" أن يهلك أعداءهما وحسادهما وجميع الشانئين لهما ومن يريد بهما سوءاً.
وقد جعل "فون وزمن"، "يرم أيمن" معاصراً ل "أنمار يهأمن" الذي ذكره بعد "وهب ايل يحز"، ثم ل "كرب ايل يهنعم"، وهما في رأيه من المعاصرين ل "شمر يهرعش الأول" من ملوك "حمير" أصحاب "ظفار". وجعل "كرب ايل وتر يهنعم" معاصراً للملك "كرب ايل بين" ملك سبأ الشرعي من الأسرة الحاكمة في "مأرب".
وجعل "يرم أيمن" من المعاصرين ل "مرثد يهقبض"، وهو من "جرت" "كرت" "كرأت" ول "مرثدم" "مرثد" الذي ذكر بعد "نبط يهنعم" آخر ملوك قتبان، كما جعله من المعاصرين للملك "يدع ايل بين" من ملوك حضرموت. وجعل حكم "يرم أيمن" فيما ببن السنة "130" والسنة "140" بعد الميلاد.
وقد نشر "جامه" نصاً وسمه ب Jamme 565 جاء فيه: إن جماعة من "بني جدنم" "جدن" قدموا إلى الإلَه "المقه بعل أوّام" نذراً تمثالاّ "صلمن" لأنه منّ عليهم بالعافية ووفقهم في الغارة التي أسهموا في ما بأمر سيديهما ملكي سبأ: برم أيمن وأخيه كرب ايل وتر، ولأنه بارك لهما ومنحهما السعادة بإرضاء مليكهما. وقصد بلفظة "واخيهو" حليفه، لأنهما متآخيان بتحالفهما. ويلاحظ أن هذا النص قد قدم اسم "برم أيمن" على اسم الملك "كرب ايل وتر" مع أن هذا هو ملك سباً الأصيل، ولقب "يرم ايمن" بلقب ملك، أي أنه أشركه مع الملك "كرب ايل" في الحكم، وفي هذا دلالة على إن "يرم أيمن" كان قد أعلن نفسه ملكاً على سبأ، ولقب نفسه بالقلب الملوك وان الملك الأصلي اعترف به،
طوعاً واختياراً أو كرهاً واضطراراً، فصرنا نجد اسمي ملكين يحملان هذا اللقب: لقب "ملك سبأ" في وقت واحد.
وقد ورد اسم "يرم أيمن" في النص الموسوم ب Cih 328 وقد لقب فيه بلقب "ملك سبأ"، الا إن النص لم يذكر اسم ملك سباً الأصيل الذي كان يحكم اذ ذاك. وقد ذكر في هذا النص اسم الإله "تألب ريام"، وهو إلَه همدان. ولم يذكر معه اسم أي إله آخر. ولما كان صاحب النص همدانياً، وقد كان "يرم أيمن" ملك همدان ولمجدها، لم يذكر اسم ملك سبأ ولم يشر إليه، واكتفى بذكر ملكه فقط.
هذا وليس في استطاعتنا تثبت الزمن الذي لقب فيه "يرم أيمن" نفسه بلقب "ملك سباً". فقد رأيناه قيلاً في أيام الملك "وهب ايل يحز" ورأينا صلاته به لم تكن على ما يرام في بادئ الأمر، وانه كان يتمنى لو إن الإلهَ "المقه" أسعده بالتوفيق بين ملكه وبينه. ثم لا ندري ما الذي حدث بينهما بعد ذلك. ولكن الظاهر إن طموح "يرم أيمن" دفعه إلى العمل في توسيع رقعة سلطانه وفي تقوية مركزه، حتى نجح في مسعاه، ولا سيما في عهد "كرب ايل وتر يهنعم"، فلقب نفسه بلقب "ملك"، وأخذ ينقش لقبه هذا في الكتابات، وصار يحمل اللقب الرسمي الذي يحمله ملوك سباً الشرعيون حتى وفاته.
بلقب "ملك"، وأخذ ينقش لقبه هذا في الكتابات، وصار يحمل اللقب الرسمي الذي يحمله ملوك سباً الشرعيون حتى وفاته.
"علهان نهفان"، و "برج يهرجب" "برج يهرحب" "بارج يهرحب". "برج يهاًمن". أما "علهان نهفان"، فهو الذي تولى الملك بعد أبيه. وقد لقب ب "ملك سبا"، وعاصر "كوب ايل وتر يهنعم" وابنه "فرعم ينهب"، وقد ذكر "نشوان بن سعيد الحميري" إن "علهان اسم ملك من ملوك حمير، وهو علهان بن ذي بتع بن يحضب بن الصوّار، وهو الكاتب هو وأخوه نهفان لأهل اليمن إلى يوسف بن يعقوب، علمها السلام، بمصر في الميرة لما انقطع الطعام عن أهل اليمن". ففرق "نشوان" بين "علهان" و "نهفان"، وظن انهما اسمان لشقيقين. وقد دوّن "الهمداني" صور نصوص ذكر انه نقلها من المسند، وفرّق فيها أيضاً بين "علهان" و "نهفان"، فذكر مثلاّ انه وجد "في مسند بصنعاء على حجارة نقلت من قصور حمير وهمدان: علهان ونهفان، ابنا بتع بن همدان"، و "علهن ونهفن ابنا بتع همدان صحح حصن وقصر حدقان..". فعدّ "علهان" اسماً، و "نهفان" اسم شقيقه. وقد ذكر الاسم صحيحاً في موضع، ولكنه عاد فعلق عليه بقوله: "وإنما قالوا علهان نهفان، فجعلوه اسماً واحداً لما سمعوه في فيهما من قول تبع بن أسعد: وشمر يرعش خير الملوك وعلهان نهفان قد أذكـر
وانما اراد إن يعرف واحداً بالثاني، فلما لم يمكنه أن يقول العلهانان.. قال علهان نهفان".
ملاك الشرق
&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&& |
|