ويظهر من هذا النص إن "ربيعة "" "ربعت" كانت من القبائل المعروفة يومئذ، وكانت تابعة لحكم "ثور"، "مللك كندة وقحطن". وقد انتصر على جميع من حاربهم من أهل "قريتم" ومن اتباع الملك "ربيعة" ملك كندة وقحطان، واستولى على غنائم كثيرة، في جملتها خيول وأموال طائلة، كما أخذ عدداً من الأسرى.
وقد كاف الملك "شعر أوتر"، صاحب النص بعد المعارك المذكورة أن يتولى قيادة بعض "*********ان حضلم" "*********ان حضل"، وبعض أهل نجران وبعض الأعراب، لحرب المنشقين من بني "يونم" "يوان" ومن أهل "قريتم" وقد حاربهم "ابكرب احرس" "أبو كرب أحرس" عند حدود "يكنف ارض الأسد مجزت مونهن ذ ثمل" أرض "الأسد مجزت مونهان" الذي هو صاحب "ثمل" "ثمال". ثم عاد مع جيشة كله سالماً غير مصابين بأذن.
ويظن إن المراد من "بني يونم"، "بني يوان"، الياوانيين، اي من "يونم" "يوان" وهم قوم من اليونان، استوطنوا في جزيرة العرب، وقد ورد اسمهم في النص: Glaser 967. ويظهر انهم كانوا يحالفون "قريتم" في هذا العهد وقد جاؤوهم ليساعدوهم على الملك "شعر أوتر".
وإما "الأسد مجزت مونهن"، فإسم علم على شخص، يظهر انه كان إن يحكم أرض "ثمل" "ثمال". ويظهر انه لم يكن يلقب نفسه ب "ملك"، بدليل عدم ورود هذا اللقب بعد اسمه في النص. وقد كان كذلك من المخالفين ل "شعر أوتر" ومن المعارضين له.
ويظهر من تكليف الملك قائدة أبا كرب احرس "أبكرب أحرس" إن يتولى بنفسه قيادة هذه القوى، إن الملك قد وجد فيه حنكة عسكرية وجدارة جعلته يثق به، فكافأه بتسليمه قيادتها إليه.
ويظهر إن غنائم السبئيين من "قريتم" "قرية"، كانت كثيرة جَداً، اذ نجد إشارة إليها في نصين آخرين. ففي أحدهما شكر وحمد ل "المقه"، لأنه منَّ على عبده "شحرم" "شحر" من "بني حذوت" "حذوة" و "رجلم" "رجل"، وأعطاه غنائم كثيرة من غنائم تلك المدينة، جعلته سعيداً، وفي النص الثاني شكر لهذا الإلَه كذلك، دونه "قشن أشوع" وابنه "ابكرب" "أبوكرب" وهما من "صعقن" "صعقان"، لأنه منَّ عليهما فأغناهما بما غنموا من "قريتم" قرية، اذ كانا يساعدان سيدهما "شعر أوتر"، ولذلك قدما إليه نذراً: تمثالاً، تعبيراً عن حمدهما له، وليمنَّ عليهما وعلى سيديهما: "شعر أوتر" وأخيه "حيو عثتر يضع" "ملكي سبأ وذي ريدإن".
ولدينا نص وسم ب Jamme 640 يتحدث عن مساعدة "شعر أوتر" "العز" مللك حضرموت في القضاء على تمرد قبائل حضرموت وثورتهم عليه. ولم يذكر النص أسباب ذلك التمرد، والظاهر إنها تمردت على ملكها، لأنه تعاون مع "شعر أوتر" الذي فتح حضرموت واخذ جيشه منهو غنائم كثيرة، وانزل بالحضارمة خسائر فادحة، فغضوا عليه لتعاونه ه ملك سبأ.
وقد جاء في هذا النص اسم مدينة دعيت "هجرن اسورن"، اي مدينة أسورن "أسوران"، ويظن إنها مدينة "أوسرة" Ausra، التي ذكرها بعض الكتبة اليونان، وهي موضع "غيظت" "غيظة" التي تقع على مسافة "220" كيلومتراً جنوب غربي "ريسوت".
وقد ورد اسم "حيو عثتر يضع" في هذا النص، وهو شقيق الملك "شعر أوتر"، غير انه لم يضع بعده لقب "ملك سبأ وذي ريدان".
ولدينا نص آخر دوّنه رجل اسمه "ربيعت" "ربيعة"، ذكر فيه انه قدّم تمثالاً إلى الإلَه "المفه"، لأنه إعاده سالماً معافىً من كل المعارك التي اشترك فيها والحرب التي شنها، وقد سأل إلَهه إن يحفظه وان يمنَّ عليه وعلى سيديه "شعر أوتر" و "حيو عثتر يضع". ولم يذكر النص في شيئاً عن تلك المعارك وعن المواضع التي دارت فيها رحاها.
وبعد النص: Cih 398 من النصوص التي تتحدث عن تألريخ سبأ، اذ تحدث عن "شعر أوتر"، على انه "ملك سبأ وذي ريدان" ثم تحدث في الوقت نفسه عن "الشرح يحضب"، وعن اخيه "يأزل بين"، وقد لقبهما ب "ملكي سبأ وذي ريدان". ومعنى هذا ان الحكم سبأ وذي ريدان كان ل "شعر أوتر" وللأخوين: "الشرح يحضب" وشقيقه "يأزل بين" ،وهما من أسرة همدانية أخرى سأتحدث عنها في موضع آخر, وقد توسل صاحب النص إلى آلهته بأن تمنَّ عليهما بالصحة والعافية والنصر.
وقد أثار هذا النص جدلاً بين علماء ا العربيات الجنوبية في معاصرة "علهان نهفان" ل "فرعم ينهب"، وفي حكم "شعر أوتر" و "الشرح يحضب" وشقيقه، وتقلب كل واحد منهم بلقب "ملك سبأ وذي ريدان" فذهبوا في ذلك مذاهب، إذ ليس من المعقول إن يكون مقر حكم "شعر أوتر" و "الشرح يحضب" وأخيه في "مأرب"، ويكون حكمهم حكماً مشتركاً. فبين أسرة "شعر اوتر" وأسرة "الشرح" تنافس قديم، لا يمكن إن يسمح بحكم هؤلاء الثلاثة من مدينة مأرب، وبحملهم لقباً واحداً عن رضى واتفاق
وذهب بعضهم إلى إن هذا النص لا يشير إلى حكم الأخوين، في أيام حكم "شعر اوتر"، وإنما يشير إلى انهما حكما بعده، وإذن فلا غرابة في القضية، اذ لم يكن الحكم مشتركاً وفي زمن واحد. وذهب بعض آخر إلى إن حكم "الشرح" وشقيقه كان مستقلاً عن حكم "شعر اوتر"، وان الأخوين لم يكونوا مرتبطين ب "شعر اوتر" بأي رباط، وإنما كانا يعدّان أنفسهما المللكين الشرعيين، وان الحكم إنما انتقل إليهما من أبيهما "فرعم ينهب" وذهب آخرون إلى إن "فرعم ينهب" كان قد وضع أساس الحكم والملك في منطقة تقع غرب"مأرب" وان "الشرح يحضب" و "يأزل بين"، خلفاه على ملكه، واهتبلا الفرص للاستيلاء على عرش سبأ، حتى اذا سنحت لهما، لقبا أنفسهما بلقب "ملك سبأ وذي ريدان"، وذلك بعد اختفاء ذكر "شعر اوتر" وأخيه " "حيو عثتر يضع"، وصارا بذلك ملكي سبأ وذي ريدان، وإنما كان حكمهما على جزء من تلك المملكه.
وقد جاء اسم "شعر اوتر" مع لقبه "ملك سبأ وذي ريدان" في النص الموسوم ب Jamme 638، وقد سقطت الأسطر الأولى فيه فلم يعرف مدوّنه وصاحبه. وقد ذكر فيه اسم والد الملك، وهو "علهان"، وقد لقب فيه بلقب "ملك سبأ" فقط.
ملاك الشرق
&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&& |
|