أما الكتابات التي ذكر فيها "ذمر على ذرح" مع أبيه فيها، فهي الكتابة:REP.EPIG 4132 والكتابة REP.EPIG. 4771. والكتابة الأولى قصيرة أصيبت مواضع منها بتلف. ويلاحظ أن النص لم يذكر "ملك سبأ وذي ريدان" بعد اسم "كرب ايل وتر يهنعم" الذي سقط من الكتابة، ولم يبق منه إلا الحروف الأخيرة من نعته "يهنعم". وأما النص REP.EPIG. 4771، فقد أهمل فيه لقب "كرب ايل" الذي هو "وتر يهنعم"، واكتفى بذكر اسمه الأول وحده وهو "كرب ايل"، ثم دونت بعده جملة "ملك سبأ وذي ريدان وذمر على ذرح ملك سبأ وذي ريدان". وهو من النصوص التي عليها في مأرب.
ولدينا عدد من الكتابات دوّن فيها اسم الملك "ذمر على ذرح"، منها الكتابة CIH 143، والكتابة CIH 729، والكتاب CIH 791 والكتابة Jamme 644، والكتابة،Jamme 878 والكتابة Geukens 12 والكتابة REP.EPIG. 4391 وبعض هذه الكتابات ليست من أيامه ولكنها من أيام ابنه "يهقم"، وقد ذكر فيها لأنه أبوه، كما إن بعضها مثل الكتابة: REP.EPIG. 4391 مؤلف من سطر واحد: "ذمر على ذرح، ملك سبأ وذي ريدان".
ويحدثنا النص: Jamme 644، عن عصيان قام به رجل اسمه "لحيعثت بن سم همسمع" "لحيعثت بن سمهسمع"، ومعه قبيلته قبيلة "شددم" "شدادم" "شداد"، ورجل آخر اسمه "رب اوم بن شمس" "رب أوام بن شمس" ورجال آخرون انضموا إليهم وأيدوا حركتهم. وقد ثاروا على سيدهم "يهقم" وهو ابن "الشرح يحضب ملك سبأ وذي ريدان"، وهاجموا قصر "سلحن" "سلحين" "سلحان"، قصر الملوك ومقر الحكم في "سبأ وذي ريدان" ودخلوه، واعتصموا به. فهب رجل اسمه "أوس ال يضع" "أوس ايل يضع" "أوشيل يضع"، وهو من قبيلة "غيمان"، وكان قيلها أيضا، فهاجم الثوار وتغلب عليهم، وطردهم من القصر، ويظهر انه أخذهم غرة، فصان بذلك القصر من الأذى، وهربوا عن مأرب، وحمد "أوسئيل" ربه "المقه" اذ وفقه وساعده في انتصاره على الثوار، وقدم إليه تمثالاً من ذهب تعبيراً عن شكر،ه وحمده له.
ويحدثنا صاحب النص المذكور، وهو "أوس ايل يضع"، بأن العصاة هربوا من مأرب، وتحصنوا في مواضع أخرى، واستمروا في عصيانهم هذا، فأمر عندئذ "يهقم" بعض عشائر "غيمان" إن تهاجم ارض "شددم" "شداد" من مدينة "صنعاء" "صنعو" وتقضي على "لحيعثت بن سمهسمع"، فهاجم جنود "غيمان" العصاة في موضع "كومن" "كومنان"، وتغلبوا عليهم واستنقذوا منهم خيلاً وإبلاً ودواب أخرى، وأخذوا منهم غنائم وأسرى وحراس الأسرى الذين كانوا قد وضعوهم في "كومنن". وسرَّ قيلهم كثيراً إن أرضى بذلك قلب سيده "يهقم" وأخذ منهم بثأره.
وقامت جماعة أخرى من محارب قي يخمان بتعقب ثلاثة مقاتل من العصاة كانوا قد فروا من مأرب، وكانوا قد ساعدوا رئيس العصابة في هجومه على قصر "سلحن". وقد لحقت بهم وأعملت السيف فيهم، ثم عادت بعد إن أفنتهم. وقد غنم الغيمانيون من المعركتين ستمئة رأس من الماشية وأربعة أفراس.
ولا نجد في هذا النص اشارةّ ما، لا إلى الملك "ذمر على"، ولا إلى موضع وجوده في ذلك العهد. ويظهر انه كان خارج "مأرب"، وإلا لما اغفل النص الإشارة إليه. أما ابنه، فقد كان في مأرب على ما يظهر منه. ويلاحظ أن النص قد ذكر لفظة "مراهموا" أي سيده قبل اسم "يهقم"، ويعود الضمير إلى صاحب الكتابه، أي "سيد صاحب الكتابة"، ولكنه لم يذكر بعد اسم "يهقم" جملة "ملك سبأ وذي ريدان"، دلالة على أنه لم يكن ملكاً اذ ذاك، وأن صاحب الكتابة كان يعترف بسيادته عليه.
وفي النص:Jamme 878، نبأ معارك جرت في أيام "يهقم" كذلك، غير إن النص أصيبت مواضع منه بالتلف، أفسد علينا المعنى، كما أن فيه غموض وإيجاز يصعب معه استخراج شيء مهم منه عن تلك المعارك التي خاضها أصحاب النص مع "يهقم" الذي كتب اسمه على هذه الصورة "يها..."، لوجود تلف في بقية الاسم وتلف آخر في أول السطر الجديد يليه اسم ".. مر على ذرح"، مما يدل على إن المراد "يهقم" المذكور، وانه هو الذي تولى قتال المخالفين.
ووضع "جامه" اسم "كرب ايل بين" "كربئيل بين" بعد اسم "ذمر على ذرح، وهو ابن "ذمر على ذرح"، وجعل حكمه فيما بين السنة الثمانين والسنه الخامسة والتسعين بعد الميلاد.
وتعود الكتابة: Jamme 642 إلى أيام هذا الملك، وقد دوّنها شخص اسمه "حربم ينهب" "حرب ينهب"، من عشيرة "هللم" "هلال" "هلل"، عند شفائه من مرض "بن مرض"، ألمّ به ولزمه حتى قدم مأرباً، فعوفي من مرضه هذا في شهر "ذى ال الت" "ذى الالت" "الئيلت" "الئيلوت". وقد حمد "حرب" ربه وشكره على أن من عليه بالشفاء، وقدم إليه نذراً:صنماً "صلمن" تعبيرا عن هذا الشكر، وليبارك فيه وفي سيده "مرأهم"، "كرب ايل بين ملك سبأ وذي ريدان، ابن ذمر على ذرح وليديم الإلَه نعمه عليه ويرزقه أولاداً ذكوراً". ويلاحظ أن النص لم يدون جملة "ملك سبأ وذي ريدان" بعد اسم "ذمر على ذرح" على حسب القاعدة المتبعة في تدوين أسماء الملوك.
والنصان: Jamme 643 و Jamme 643، يكمل أحدهما الآخر. فالنص الثاني هو تتمة وتكملة للنص الأول. وهما على جانب كبير من الأهمية عند المؤرخ، لورود أخبار تأريخية فيهما، لم ترد أية إشارة إليها في نصوص أخرى
وصاحباهما رجلان من عشيرة "جرت" "جرة"، وهي عشيرة معروفة مر بنا اسمها مراراً، وكان منها أقيال عشيرة "سمهرم" "سمهر"، وصاحبا النصين هما من أقيال "سمهرم"، اسم أحدهما "نشأكرب واسم الآخر "ثوبن" "ثوبان". وقد دوّنا في النصين أخبار معارك خاضاها، وكانا قائدين فيها من قواد جيش "كرب ايل بين" "ملك سبأ وفي ريدان"، وقد أمرهما الملك بقادة كتائب من جيشه، وكذلك فرسانه لمحاربة ملك حضرموت ومن عصى أمره فثار عليه، أو من انضم إلى ملك حضرموت من عشائر وحضر.
ويظهر من مقدمة هذا النص إن العلاقات لم تكن حسنة بين "ملك سبأ وذي ريدان" وملك حضرموت، وان مناوشات ومعارك كانت قد وقعت بين حكومة سبأ وحكومة حضرموت، مناوشات أتعبت الطرفين على ما يظهر حتى اضطرا في الأخر إلى عقد صلح بينهما، وأخذا الأيمان على أنفسهما بوجوب المحافظة على ما اتفقا عليه. وقد وافق ملك حضرموت وهو "يدع ايل" فضلاً عن ذلك على إن يكون في جانب ملك "مأرب"
وان يحافظ على حسن الجوار، وان يضع تحت تصرف الملك "يدع ايل بين" قوة من حرس "يعكرن" "يعكران" وهو ملك آخر من ملوك حضرموت يوجهها حيث يشاء تكون عنده في مأرب. غير إن هذا الاتفاق لم يدم طويلاً، فسرعان ما نكث ملك حضرموت بعهده كما يقول النص، وخالف وعده، بحجة إن "كرب ايل بن" أرسل قوة من محاربي "سمهرم" "سمهر"، وضعها تحت قيادة "نشأكرب إلى "حنن" "حنان"، وهي مدينة لا تبعد كثيراً عن "مأرب"، فخالف بذلك ما اتفق عليه، وأحل نفسه بذلك من تنفيذ ما اتفق عليه وزحف على بعض المواضع ليهدد باستيلائه عليها الملك.
وكان الملك "كرب ايل بين" قد أمر قائده "نشأكرب" بأن يذهب بثلاثمائة محارب من اهل "سمهرم" إلى مدينة "حنن" "حنان"، فلما وصل بهم إليها، اعترضه ملك حضرموت ومنعه من الد********* إليها، لكي يقوم فيها بتنفيذ أوامر ملكه التي كلفه تنفيذها، وهي تتعلق ببناء مواضع لتعزيز الأمن في هذه المدينة. وقد عرض "نشأكرب" على الملك "يدع ايل" ملك حضرموت الأمر الملكي الذي يأمره فيه بتنفيذ ما كلفوه اياه، فرفض قبوله، وطلب منه أن يعود برجاله إلى مأرب، فاستاء ملك سبأ، وهاج على ملك حضرموت.
ويظهر إن "يدع ايل" ملك حضرموت، كان يريد إبقاء منطقة "حنن" "حنان" بدون حراسة ولا قوات تحميها ليفرض سلطانه عليها. وقد استغل ضعف "سبأ وذي ريدان" في هذا الوقت فأراد التدخل في شؤونها، وحل نفسه مع جنوده في مدينة "حنن" "حنان" مع إنها مدينة سبئية تابعة لملك "سبأ وذي ريدان". وكان قد صمم أيضاً على إخضاع القسم الجنوبي الشرقي من سبأ لحكمه، فارتاع "ملك سبأ وذي ريدان"، وشعر بالخطر الذي سيتهدد مملكته لو تساهل في ذلك، وسمح لملك حضرموت بأن يتصرف في الأمور كيف يشاء فأمر قائده بالذهاب إلى تلل المدينة لتحصينها وابعاد الحضارمة منها، فلما وصل إليها، صادف وجود ملك حضرموت فيها، وأدرك ملك حضرموت سبب قدوم هذا القائد على رأس هذه القوة، فمنعه من تنفيذ ما كلف اياه، لئلا يتعزز حكم سبأ في هذه المدينة السبئية، وتصرف "يدع ايل" وكأنه ملك سبأ، لا ملك حضرموت ولا ملك آخر غيره هناك. فصرف "نشأكرب" ومن كان معه، ولم يعبأ بأمر ملك "سبأ وذي ريدان" الذي عرض عليه. ثم توجه إلى أرض معين ليهدد سبأ ويفاجئها بحرب.
إتجه نحو مدينة "يثل" أولاً، وهي من مدن معين المهمة القديمة. فلما وصل إلى أبوابها، فتحت له ولجنوده، واستقر بها مدة. ثم اتجه منها نحو مدينتي "نشقم" "نشق" و "نشن" "نشان"، وهما من مدن "معين" القديمة المهمة كذلك، فحاصرهما وأخذ يهاجم مواضع التحصين والدفاع فيهما. فقرر ملك "سبأ وذي ريدان" الإسراع بإرسال نجدات إليهما تمكنهما من مقاومة الحضارمة ومن الصمود أمامهم. امر بوضعها تحت قيادة "نشأكرب و "سمه يفع" "سمهو يفع" "سمهيفع" وهو من "بتع". وقد تألفت من كتائب محاربة ومن فرسان. ولما جاء خبر وصول المدد إلى المدينتين، أبلغه به "منذر" أي أحد الذين كانوا يسترقون الأنباء ويبعثون بها إلى الحكومات التي أرسلتهم للتجسس على خصومهم، أسرع فترك حصار المدينتين، وعاد إلى "يثل" ليتحصن بها.
وقرر الملك "كرب ايل بين"، مهاجمة خصمه بنفسه، فسار على رأس قوة من جيشه من عاصمته "مأرب"، واتجه نحو "يثل"، وأمر قائديه بالزحف مع قواتهم نحو "يثل" أيضاً. وهكذا هاجم "ملك سبأ وذي ريدان" مدينة "يثل" من ناحيتين، لتطويق "يدع ايل" فيها. وقد سار القائدان من مدينة "نشق"، فلما بلغا "يثل"، وكان ملكها قد وصل إليها كذلك، هاجمت قوات "سبأ وذي ريدان" قوات حضرموت فهزموها، واضطر ملك "حضرموت" إلى ترك "يثل" و الاتجاه منها نحو "حنن" "حنان". وكان هذا الملك قد حاول قبل ارتحاله نحو "يثل" نهب "المعبد" الحرام "محرمن
وأخذ ما فيه، غير أن قوات القائدين المذكورين الزاحفة من "نشق" أدركته، فخاف من الالتحام بها، وفرّ نحو "يثل"، وبذلك أنقذ المعبد الحرام من النهب. ويرى "جامه" أن ذلك المعبد هو المعبد المعروف ب "محرم بلقيس" بن الناس في هذا العهد.
ويكمل النص الثاني، وهو النص Jamme 643 Bis، آخر خبر ورد في النص الأول، فيقول: إن قوات إضافية وصلت من مأرب، إلى الملك وقائديه، وعندئذ اتخذت هذه القوات خطهّ المهاجمة، فهاجمت ملك حضرموت وجيش حضرموت، وأنزلت به خسائر فادحة، فتكت بألفي جندي من جنود حضرموت، واستولى السبئيون على كل ما كان عند الحضارمة من خيل وجمال وحمير ومن كل حيوان جارح "جرح" كان عند ملك حضرموت، وبذلك ختم هذا النص، بالنص على انتصار "سبأ وذي ريدان" على ملك حضرموت .
ونحن لا نعلم ماذا جرى بعد هذا النصر الذي أحرزه السبئيون على حضرموت إذ ليست لدينا نصوص تتحدث عن ذلك. ولكننا نستطيع أن نقول إننا تعودنا قراءة أخبار أمثال هذه الانتصارات ثم تعودنا أن نقرأ بعد ذلك أن المهزوم يعود فيحارب المنتصر الهازم، وان المعارك لم تكن تنتهي حتى تبدأ بعد ذلك معارك انتقامية جديدة أخذاً للثأر. لقد صارت العربية الجنوبية ويا للأسف وكأنها ساحة لعب، لا تخلو من اللعب إلا لفترات الراحة والاستجمام.
هذا، ونحن لا نعرف في شيئاً يذكر عن الملك "يعكرن" "يعكران" ملك حضرموت الثاني التي ورد اسمه في النصين المتقدمين، إذ لم يرد اسمه في نصوص أخرى، ولا أمل لنا إلا في المستقبل، فقد يعثر على كتابات جديدة يرد فيها اسم هذا الملك.
وقد قدر "جامه" حكم الملك "يهقم" والملك "كرب ايل بن" فيما بين السنة "80" والسنة "90" بعد الميلاد. وفي هذا الزمن كان أيضاً حكم ملكي حضرموت "يدع ايل" و "يعكرن" "يعكران".
وقد ترك "ريكمنس" فراغاً بعد اسمي "هلك أمر" و "ذمر على ذرح" إشارة إلى فجوة لا يدري من حكم فيها، ثم دون بعده اسم "وتر يهأمن"، ثم ترك فراغاً دوّن بعده اسم. "شمدر يهنعم"، ثم عاد فترك فراغاً ثالثاً دون بعده اسم "الشر يحمل"، ثم ترك فراغاً ذكر بعده "عمدان بين يهقبض"، ثم فراغاً خامساً دوّن بعده اسم "لعز نوفان يهصدق"، ختمه بفراغ سادس دوّن بعده اسم "ياسر يهصدق".
ووضع "فلبي" اسم "ياسر يهصدق" "يسر يهصدق"، بعد "وترم يهأمن". وجعل مبدأ حكمه حوالي سنة "60 ق. م."، وذكر إن من المحتمل أن يكون "وترم" "وتر" هو والده. وقد ورد اسمه في النص: Cih 41، وهو نص دوّنه جماعة من أقيال قبيلة "مهانفم"، عند بنائهم بيتهم "مهورن" "مهور" و "يسر" و "مزوداً" اسمه "حرور"، وقد وردت فيه أسماء الإلهة: "عثتر شرقن" أي "عثتر الشارق" و "عثتر ذ جفتم بعل علم"
و "شرفن"، و "ذات حميم" "بعلى محرمن ريدان" أي ربّا "حرم ريدان"، و "الهموبشر"، أي إلههم "بشر". ودوّن بعد أسماء الإلهة اسم الملك "ياسر يهصدق ملك سبأ وذي ريدان"، ولم يذكر اسم والد "ياسر" في هذا النص. والكتابة المذكورة من "ضاف" ب "قاع جهران" شمال "ذمار". و "قاع جهران" هو "مهانفم" في كتابات المسند.
ويعد النص المذكور من أقدم النصوص الحميرية التي وصلت إلينا. ويرى "فون وزمن"، انه أول نص يصل إلينا لقب فيها ملك من ملوك حمير بلقب "ملك سبأ وذو ريدان". ومعنى هذا إن ملوك حمير كانوا قد نافسوا الأسرة السبئية الشرعية ونازعوها على العرش، وتلقبوا بهذا اللقب الذي هو من ألقاب ملوك سبأ الشرعيين.
وأرض "مهأنف" "مهانفم" هي "قاع جهران"، ومعنى ذلك إن هذه الأرض كانت تابعة لهذا الملك في ذلك العهد.
ويعدّ "ياسر يهصدق" "يسر يهصدق" من حمير، ومعنى هذا إن حمير التي نازعت الأسرة القديمة لسبأ عرشها لقب حكامها أنفسهم باللقب الرسمي الذي يتلقب به ملوك "سبأ" الأصليون، تعبيرأَ عن إثبات حقهم في الملك. وقد حكم "ياسر"- على رأي "فون وزمن"- في حوالي السنة "75 م" أو "80 م". وكان يقيم في "ظفار"، في حصن "ريدان". ويري "فون وزمن" انه في خلال المدة التي انصرمت بين حملة "أوليوس غالوس" وبين حكم "ياسر يهصدق"، لم يصل إلينا أي نص من نصوص المسند.
وجعل "جامه" حكم "ياسر يصدق" بين السنة "200" والسنة "205" بعد الميلاد.
وقد وضع "فون وزمن" اسم "الشرح"، بعد اسم "ياسر يهصدق"، وجعل أيامه في حوالي السنة "90" بعد الميلاد. وقد ذكر انه من حمير والى أيامه تعود الكتابة المرقمة Cih 140.
وعرف ولد من أولاد "ياسر" اسمه "ذمر على يهبر"، وقد ذكر في النص Cih 356. وقد عثر على بعض النقود ضرب عليها اسم صاحبها، وهو "يهبر"، فلعله هذا الملك.
وذكر اسم الملك "ذمر على يهبر" واسم أبيه "ياسر يهصدق" في الكتابة المذكورة، وقد جاء فيها: إن هذا الملك قاتَل رجلاّ من "بني حزفرم" "بني حزفر" "آل حزفر"، و "آل حزفر" هم عشيرة من "ذي خليل" وهي عشيرة قديمة شهيرة، أخرجت جملة "مكرب" "مكارب" و "ملوك". ويرى "فون وزمن" إن هذه الحرب كانت ضد الأسرة السبئية المالكة المتوارثة للعرش من عهد قديم، وان هذا الملك الذي هو من "حمير"، استولى على حصن "ذت مخطرن" "ذات مخطران" "ذات المخاطر"، واستولى على "مأرب" عاصمة سبأ في هذه الحرب 3.
ومعنى هذا أن حمير استولت على سبأ وحكمها، فصارت مأرب خاضعة لها. وقد دام خضوع سبأ لحمير إلى أيام "ثأرن يعب" وهو ابن "ذمر على يهبر" "ذمر على يهبأر"، إذ نجد على مأرب ملكاً، هو الملك "ذمر على ذرح". وقد قدّر "فون وزمن" زمان استيلاء حمير على مأرب بحوالي عشر سنين.
وورد اسم "ذمر على يهبر" واسم أبيه "ياسر يهصدق" في الكتابة Rep. Epig.310، والآمر بكتابها هو "تبع كرب" "تبعكرب" من آل "حزفرم" "حزفر"، وقد قدّم إلى الإله "المقه" نذراً يتألف من أوثان لتوضع في معبد هذا الإله ولحمايته ولخير أرضه وحصنه. ويظهر أن أملاكه كانت في منطقة "رحب" "رحاب".
وقد قام "ذمر على يهبر" ومعه ابنه "ثارن يعب يهنعم" الذي أشركه أبوه معه في الحكم، بإعادة بناء سد "ذمر" "ذامر" "ذو أمر" "ذمار" في منطقة "أبين"، وذلك لتهدم السدّ القديم الذي كان يمد أهل مأرب بالماء. فأعادا بذلك الحياة لمساحة واسعة من أرضين موات. وقد قام بهذا العمل عمال من شعب "سبأ" ومن "ذو عذهبن" "ذى عذهب"، وقدما في ذلك قرابين إلى آلهتهما: "عثتر" و "سحر" نحراها في معبد "نفقن" "نفقان".
وذكر "ذمر على يهبر" مع ابنه "ثارن" في الكتابة المرقمة بrep. Epig 4708، وقد كتبت على تمثال من البرنز محفوظ الآن في متحف "صنعاء"، وذكرت فيها أسماء أصحابها ، وهم قوم "آل ذرح"، وورد فيها اسم معبد "صنع" "صنعو"، ولعله "صنعاء".
وقد ورد اسم "ثارن يعب يهنعم" في الكتابة الموسومةREP.EPIG. 4909 ، وهي كتابة سجّلّها رجلان من أشراف حمير، أوفدهما ملكهما "ثارن يعب" إلى الملك "العذ يلط" "العز بلط"، ملك حضرموت، لتهنئته باعتلاء العرش وتلقبه باللقب الملوكي في حصن "أنودم" "أنود". ويرى بعض الباحثين أن ذلك كان في حوالي السنة "200 ب. م.". أما "فلبي" فجعل زمانه في حوالي السنة "20 ق. م."، ومعنى هذا أن زمان حكمه كان بعد حملة "أوليوس غالوس" بقليل، وهو تقدير لا يقره عليه أكثر علماء العربيات الجنوبية.
وأما "جامه"، فقد جعل زمان حكمه بين السنة "265" والسنة "275، بعد الميلاد، وجعله معاصراً للملك "العذ يلط" ابن "عم ذخر" "العذ يلط بن عمذمر" ملك حضرموت. وقد جعله "فون وزمن" معاصراً للملك "نشأكرب يهأمن يهرحب" "نشأكرب يهأمن يهرحب"، الذي حكم على رأيه في حوالي سنة "230 ب. م." إلى "240 ب. م.".
وقد ذكر مع ابنه في الكتابة المعروفة ب Rep.epig.3441وهي تخص أعمالاً عمرانية أمر بها "ذمر على" وابنه "ثارن" تتعلق بسد "ذو أمر" "ذمر" "ذمار".
وورد اسم "ثارن يعب" في النص: Cih 457، وقد ذكر معه اسم أبيه "ذمر على يهبر"، وقد دوّنه جماعة من "بني ذى سحر" عند تقديمهم إلى الإلهة أوثاناً، لحماية سيديهما الملكين "ذمر على يهبر" وابنه "ثارن يعب"، ولحماي أملاكهم ورعايتهم. وقد ذكرت في الكتابة أسماء الآلهة التي توسل إليها أصحابها ورجوا منها الحماية والرعاية، وهي: "عثتر" و "سحر بعلى نفقن" و "هبس" و "المقه" و "ذات حميم" و "ذات بعدان" و "شمس".
وورد اسم "ثارن يعب" في نهاية النص:cih 569، وهو نص قصير مؤلف من ثلاثة أسطره.
وقد خلف "ثارن يعب" على عرش سبا ابنه الملك "ذمر على يهبر"، الذي يمكن أن نطلق عليه "ذمر على يهبر الثاني"، تمييزاً له عن جده. وقد وجد اسمه في نص أرخ بشهر "ذو نسور" "ذ نسور"، وقد سقط اسم السنة التي أرخ بها من النص.
وقد وضع "فون وزمن" اسم "شمر يهرعش" من بعده، ودعاه ب "الأول" تمييزاً له عن "شمر يهرعش" الآخر الذي ولي الحكم بعده بأمد طويل. وقد جعل "فون وزمن" "شمر يهرعش الأول" معاصراً ل "أنمار يهأمن" ول "كرب ايل وتر يهنعم" من "بني بتع"، من قبيلة "سمعي". وقد كان حكمه في حوالي السنة "140" بعد الميلاد.
أما "ريكمنس"، فقد دوّن اسم "ذمر على يهبأر" بعد "ياسر يهصدق" ونعته ب "الأول" ثم دوّن اسم "ثارن يعب يهنعم" من بعده، ثم ترك فراغاً وضع اسم "ذمر على يهبأر" بعده، ونعته به "الثاني" ليميزه عن الأول، ثم ترك فراغاً، ذكر بعده اسم "رب شمس نمران"، ثم وضع فراغاً آخر، ذكر بعده ملكاً سماه "الشرح يحضب" "الشرح يحب"، ثم ذكر بعده ملكين أحدهما اسمه: "سعد شمس أسرو"، وآخر اسمه مكسور لم يبق منه إلا ثلاثة أحرف، هي "حمد"، ثم دوّن فراغاً بعد هذين الاسمين، وختمه بذكر اسم "ياسر يهنعم"، ثم اسم "شمس يهرعش" وهو ابنه من بعده، وقد كان معاصراً للملك "شرح ايل" ملك حضرموت. وب "شمر يهرعش" أنهى "ريكمنس" قائمته لملوك "سبأ وذي ريدان".
ملاك الشرق
&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&& |
|