منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - &المفصل في & تاريخ العرب قبل الإسلام &&
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 25-04-2010   #33
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

فلما رآه، رجع إلى أبيه، وقال: إن هذا ليس بابن المنذر، انما هو عبده أو بعض شجعانه. فقال له الحارث:يا بني، أجزعت من الموت ? فعاد إليه وقاتله، فقتله الفارس، فألقى رأسه بين يدي المنذر. وعاد فأمر الحارث ابنه الاخر بقتاله والطلب بثأر أخيه، فخرج إليه، فشدّ عليه الفارس وقتله. فلما رأى ذلك "شمر بن عمرو الحنفي"، وكانت أمه غسانية، وهو مع المنذر، غضب، وقال للمنذر. أيها الملك، إن الغدر ليس من شيم الملوك ولا الكرام، وقد غدرت بابن عمك. فغضب المنذر. وهرب "شمر" إلى الحارث فأخبره. فلما كان الغد، أرسل الحارث اصحابه، وحرضهم، وكانوا اربعين الفاً، واصطفوا للقتال، فاقتتلوا قتالاً شديداً، وقتل المنذر وهزمت جيوشه. فأمر الحارث بابنيه القتيلين فحملا على بعير، وسار إلى الحيرة فانتهبها وأحرقها، ودفن ابنيه بها، وبني الغريين عليهما في قول بعضهم. والمعروف إن الذي بنى الغريين هو النعمان بن المنذر فوق قبري نديميه.
واشار حمزة ايضاً إلى اختلاف الرواة في القاتل والمقتول في يوم عين اباغ، فقال: وقتله الحارث الأعرج،





وهو الحارث الوهاب الجفني يوم عين اباغ. وهو اليوم الذي قيل فيه ما يوم حليمة بسرّ. وفي كتاب المعارف: أن الذي قتله الحارث الأعرج في يوم حليمة هو المنذر بن امرئ القيس. وكان يوم عين اباغ بعد يوم حليمة. والمقتول في يوم عين اباغ المنذر بن المنذر. وكان خرج يطلب بدم ابيه. فقتله الحارث الأعرج ايضاً. وقد سمعنا إن قاتله مرة بن كلثوم أخو عمرو بن كلثوم التغلبي.
وقد ذكر "ابن قتيبة" في "كتاب المعارف" إن الحارث بن ابي شمر الغساني، وهو الحارث الأعرج، هو الذي قتل المنذر بن امرئ القيس، قتله ب "الخيار". ويظهر من خبره هذا إن قتل المنذر انما كان ب "الخيار"، لا في "يوم حليمة"، وأن "الخيار" أو "الحيار" موضع اقرب ما يكون إلى الحيرة منه إلى بلاد الشام.
وهناك رواية أخرى عن مقل المنذر بن ماء السماء نجدها مدوّنة في الأغاني، لم تشر الى عين اباغ ولا إلى يوم حليمة، أو ذات الخيار، خلاصتها، إن شمراً ابن عمرو الحنفي احد بني سحيم هو الذي قتل المنذر بن ماء السماء، قتله غيلة لما حارب الحارث بن جبلة الغساني،



فبعث إلى المنذر بمئة غلام نحت لواء شمر هذا، يسأله الامان على إن يخرج له عن ملكه، ويكون له من قبله. فركن المنذر إلى ذلك، وأقام الغلمان معه، فاغتاله شمر بن عمرو الحنفي، فقتله غيلة. وتفرق معه من كان مع المنذر، وانتهبوا عسكره. وذكر "ابن دريد" إن قاتل المنذر الاكبر، وهو جدّ النعمان بن المنذر، يوم عين اباغ، هو "شمر بن يزيد". وهو من "بني حنيفة"، وكان في جند الملك الغساني.
وتحدث "ابن خلدون" عن "يوم عين اباغ"، فقال: "كان جبلة ين النعمان صاحب يوم عين اباغ، يوم كانت الهزيمة له على المنذر بن ماء السماء. وقتل المنذر في ذلك اليوم ". ولكننا نجده يقول في موضع آخر: "عمرو بن عمرو بن عبد الله بن عبد العزّى ؛ قاتل المنذر بن ماء السماء في يوم عين اباغ". وذكر إن "عمراً" هذا هو ابن عم "علي بن ثمامة بن عمر بن عبد العزّي بن سحيم بن مرة" وهو الذي توّجه كسرى. وقد ذكر إن "جبلة بن النعمان"، صاحب يوم عين اباغ، كان منزله بصفين..
وفي رواية اخرى إن "حليمة" كانت قد اخرجت خلوقاً، فخلقت به الفتيان.





ولما خلقت احدهم، واسمه "لبيد بن عمرو"، دنا منها فقبلها، فلطمته وبكت، فأمسكها ابوها، ثم ذهب من ذهب وفيهم "شمر بن عمرو الحنفي" وكانت امه من غسان، الى "المنذر" متظاهرين انهم جاؤوا إليه ليخبروه إن الحارث يدين للمنذر، وهو يريد إن يعطيه حاجته، فتباشر اهل عسكر المنذر، وغفلوا بعض غفلة، فحمل الغلمان على المنذر وقتلوه، فقيل: "ليس يوم حليمة بسر"، فذهب مثلاً.
وذكر "ابن قتيبة" أن "الحارث بن ابي شمر الغساني، وهو الأعرج وجه إلى المنذر بن ماء السماء مئة فارس، فيهم الشاعر "لبيد بن رييعة"، وأمره عليهم، فصاروا إلى عسكر المنذر، وأظهروا انهم أتوه داخلين في طاعته، فلما تمكنوا منه قتلوه وركبوا خيلهم فقتل اكثرهم ونجا لبيد، حتى اتى ملك غسان، فأخبره الخبر، فحمل الغسانيون على عسكر المنذر فهزموهم. وهو يوم حليمة. وكانت حليمة بنت ملك غسان. وكانت طيبت هؤلاء الفتيان حين توجهوا وألبستهم الأكفان والدروع وبرانس الأضريج".








وقد جعل بعض الاخباريين عين اباغ "ذات الخيار"، ويفيد قولهم هذا إن عين اباغ هو موضع يقع في منطقة تسمى ذات الخيار "الحيار"، ويرى "نولدكه" إن موضع "الحياران" الوارد في معلقة "الحارث" هو ايضاً هذا المكان. وللتثبت من هذا القول، لا بد من الوقوف على موضع ذات الخيار "الحيار" و "الحياران". وقد ذكر ياقوت الحموي إن الحيار صقع من برية قنسرين، كان الوليد بن عبد الملك اقطعه القعقاع بن خليد بينه وبين حلب يومان. وهذا الوصف لموقع الحيار ينطبق على ما رواه المؤرخون السريان عن موضع مقتل المنذر كما يوافق رأي من جعل عين اباغ ذات الخيار.
وممن ذهب هذا المذهب، "ابو الفداء"، فقال في حديثه عن "يوم عين اباغ". "ومن ايام العرب يوم عين اباغ، وكان بين غسان ولخم، وكاّن قائد غسان الحارث الذي طلب أدراع امرئ القيس، وقيل: غيره. وكان قائد لخم المنذر بن ماء السماء. وقتل المنذر في هذا اليوم، وانهزمت لخم، وتبعهم غسان إلى الحيرة، وأكثروا بين هم القتل. وعين اباغ في موضع يقال له. ذات الخيار".





وذكر ابن عبد ربه المتوفي سنة 328ه إن القتيل في يوم عين اباغ هو المنذر ابن ماء المسماء، وهو الذي تولى ملك الحيرة بعد قابوس وقبل النعمان بن المنذر، الذي قربه "عدي بن زيد العبادي" إلى كسرى. واما القاتل، فهو الحارث الغساني. ومرد امثال هذا الاختلاف في اسماء الملوك في الروايات، إلى تشابه الاسماء اذ يصعب على الرواة، وهم يعتمدون في رواياتهم على الحفظ، إن يميزوا بعد مدة بين امثال هذه الاسماء، فيحدث لهم مثل هذا الاضطراب.
ونجد هذا الرأي عند "النويري" كذلك، اذ جعله ايضاً والد "النعمان" الملك الاخير من ملوك الحيرة، والذي قتله كسرى كما سنرى فيما بعد. والنويري هو عيال على "ابن عبدربه" في كثير من الاخبار، ولا سيما اخبار الايام.
ويتبين من غربلة الأخبار الواردة عن "يوم اباغ"، "يوم عين أباغ" إن من الأخباريين من يرى إن يوم عين اباغ ويوم حليمة، هما يوم واحد، ولا فرق بينهما، وقالوا انما عرف ذلك اليوم ب "يوم حليمة"، لبروز اسم "حليمة" فيه، وهي بنت ملك غسان، تخلقّ المحاربين وتحثهم على القتال.




. وان من الأخباريين من جعل "يوم حليمة" يوماً آخر مغايراً ليوم عين أباغ، ثم اختلفوا فيه، فمنهم من جعله قبل يوم عين اباغ، ومنهم من جعله بعده. وقد ذكروا انه كان يوماً عظيماً، اشترك فيه عدد كبير من المقاتلين، " وعظم الغبار حتى قيل: إن الشمس قد أنحجبت وظهرت الكواكب المتباعده من مطلع الشمس".
وهذا مما يدل على اشتراك عدد كبير من المقاتلين فيه. وممن ذهب إلى إن "يوم حليمة" هو يوم آخر "ابن الأثير"، وقد جعله بعد "يوم عين أباغ،. وقال: انه وقع في موضع يعرف ب "مرج حليمة"، وسببه إن المنذر لما قتل أراد ابنه "الأسود" الأخذ بالثأر، فسار في جيش لجب، والتقى بجيش "الحارث" في "مرج حليمة". ولما طالت الحرب، أمر الحارث ابنته "هند" بأن تخلق فتيان غسان، ونادى فتيان غسان: من قتل ملك الحيرة زوّجته ابنتي هند. فقال لبيد بن عمرو الغساني لأبيه: يا أبي أنا قاتل ملك الحيرة أو مقتول، ثم ركب فرسه، وشد على الأسود، فقتله، وانهزمت لخم ثانية، وقتلوا في كل وجه. وانصرفت غسان بأحسن ظفر في تفاصيل أخرى لا مجال لشرحها هنا.
فتبين من خبر "ابن الأثير" هذا إن الموضع الذي وقع فيه القتال اسمه "مرج حليمة"، وان اسم ابنة الحارث هو "هند" لا حليمة، وان المقتول فيه هو "الأسود" لا المنذر، وان هذا اليوم قد وقع بعد "يوم عين أباغ".








وفي رواية إن الغساسنة تمكنوا في المعركة التي سقط فيها المنذر من أسر أحد أبنائه وهو امرو القيس، وبقي في أسرهم إلى أن أغارت بكر بن وائل على بعض بوادي الشام، فقتلوا ملكاً من ملوك غسان، واستنقذوا امرأ القيس بن المنذر، وأخذ عمرو بن هند بنتاً لذلك الملك يقال لها ميسون. وقد ذهب "كوسان دي برسفال" إلى أن هذه الغارة كانت في بقيادة أحد أبناء المنذر القتيل، وانها كانت غارة انتقامية وقعت بعد المعركة التي سقط فيها ابن ماء السماء. وقد أشار الحارث بن حلزة إلى ذلك في شعره مفتخراً: وفككنا غل امرئ القيس عنه بعد ما طال حبسه والعنـاء
وقد زعم الشرّاح أن امرأ القيس هذا كان معروفاً بماء السماء أما الملك الغساني القتيل، فلم يشيروا إلى اسمه، وأشك في الذي رواه الأخباريون من أنه كان ملكاً. وأرى احتمال كونه أحد أبناء الملوك. واستعمال جملة "رب غسان"، هي من باب التفخيم للعمل الذي قامت به بكر.
وذكر بعض الرواة أن حجراً الكندي، وهو في نظرهم حجر بن أم قطام، غزا امرأ القيس هذا، وكانت مع حجر جموع كثرة من كندة، غير أن بكراً التي كانت مع امرئ القيس قاتلته، وقتلت جنوده.





وذهب بعض الأخباريين إلى أن مقتل المنذر بن ماء السماء هو في يوم حليمة، قتله الحارث بن ابي شمر الغساني. وسبب تسمية ذلك اليوم بيوم حليمة أن حليمة ابنة الحارث كانت تخلّق قومها وتحرضهم على القتال في ذلك اليوم. وذهب آخرون إلى أنه موضع.
وفي رواية تنسب إلى ابن الأعرابي أن بني تغلب حاربوا المنذر بن ماء السماء، ولكنهم غلبوا على أمرهم، فلحقوا بالشام خوفاً منه. وبقوا هناك، فمرّ بهم عمرو بن أبي حجر الغساني في رواية، أو الحارث بن أبي شمر الغساني في رواية أخرى، فلم يستقبلوه، فانزعج من ذلك، وتوعدهم، وأن عمرو بن كلثوم نهاه عن ذلك.
وقد روى بعض أهل الأخبار أبياتاً من الشعر، زعموا أن ابنة المنذر قالتها في رثاء والدها، ففي جملتها: وقالوا: فارساً منكم قتلنـا، فقلنا: الرمح يكلفُ بالكريم
بعين أباغ قاسمنا المـنـايا فكان قسيمها خير القسـيم
وينسب إلى المنذر بناء الغريين في بعض الروايات، وكان السبب في ذلك كما يقول الأخباريون أنه كان له نديمان من بني أسد يقال لأحدهما خالد بن نضلة "مضلل" "خالد بن المضلل" والآخر عمرو بن مسعود "عمرو بن مسعود الأسدي"، فثملا، فراجعا الملك ليلة في بعض كلامه، فأمر وهو سكران فحفر لهما حفيرتان فدفنا حيين. فلما أصبح استدعاهما،





فأخبر بالذي أمضاه فيهما، فغّمه ذلك، وقصد حفرتهما، وأمر ببناء طربالين عليهما، وهما صومعتان. فقال المنذر: ما أنا بملك إن خالف الناس أمري، لا يمر أحد من وفود العرب إلا بينهما، وجعل لهما في السنة يوم بؤس ويوم نعيم، يذبح في يوم بؤسه كلَّ من يلقاه ويغرّي بدمه الطربالين، ويحسن في نعيمه إلى كل من يلقى من الناس ويحملهم ويخلع عليهم. وقد ظل المنذر على عادته هذه إلى أن حدث له حادث، أظهر فيه رجل ظهر يوم بؤسه وفاءً عظيماً، فعفا عنه، وترك تلك العادة وتنصر. وكان الرجل الذي برّ بوعده فحضر بعد عام ليأخذه سيف الجلاد نصرانياً،ولذلك تنصر المنذر. وذكروا أنه لم يكن يتورع من ذبح أعز الناس عليه اذا ظهر له يوم بؤسه. فلما ظهر الشاعر الشهير عبيد بن الأبرص الأسدي، لم ينجه شعره من مصير ذلك اليوم. وذكروا أن الرجل كاد يسلمه سوء طالعه إلى يد الجلاد، هو حنظلة الطائي، وأنه ترهب بعد هذا وابتنى ديراً له هو الدير المعروف بدير حنظلة. وأما الذي كفل ذلك الرجل حتى يعود بعد عام، فرجل من أشراف القوم هو شريك بن عمرو. وذكروا أيضاً أن حنظلة هذا هو عم أياس بن قبيصة الطائي ملك الحيرة.





وورد في بعضن الروايات إن "المنذر بن ماء السماء"، خرج في يوم بؤسه، وكان يوماً يركب فيه فلا يلقى احداً إلا قتله، فلقي في ذلك اليوم "جابر بن رألان" أحد "بني ثعل" ومعه صاحبان، فأخذتهم الخيل بالثوبة، فأتى المنذر فقال: اقترعوا، فأيكم قرع، خليت سبيله، وقلت الباقين. فاقرعوا، فقرعهم جابر، فخلى سبيله، وقتل صاحبيه، فلما رآهما يقادان ليقتلا، فال عزّ بزَّ. ورووا في ذلك شعرأَ نسبوه إلى جابر.
ومن الأخباريين من نسب بناء الغريين إلى النعمان الثالث، ومنهم من نسبهما إلى جذيمة، وذهب آخرون إلى نسبة الغريّ إلى الحارث الغساني. ويرينا هذا الاختلاف مبلغ جهلهم بأصل الغريين.
وقد ذ كَر "النويرى" إن الغريين أسطوانتان كانتا بظاهر الكوفة، بناهما "النعمان بن المنذر بن مّاء السماء" على جاريتين كانتا قينتين تغنيان بين يديه، فماتتا، فأمر بدفنها، وبنى عليهما الغريين. وذكر أيضاً أن "المنذرغزا الحارث ابن أبي شمر الغساني، وكان بينهما وقعة عين أباغ،وهي من أيام العرب المشهورة، فقتل للحارث ولدان، وقتل المنذر، وانهزمت جيوشه، فاًخذ الحارث ولديه وجعلهما عدلين على بعير ?




وجعل المنذر فوقهما،وقال: ما العلاوة بدون العدلين ? فذهبت مثلاً، ثم رحل إلى الحيرة، فانتهبها وحرقها، ودفن ابنيه بها، وبنى الغريين عليهما ". وقد ذكر إن "المنصور" أمر بهدم أحدهما، لكنز توهم انه تحتهما، فلم يجد شيئاً.
وهذا الذي يرويه أهل الأخبار عن سبب بناء الغريين، هو من القصص الذي ألفناه، وعوّدنا أصحاب الأخبار سماعه، فلا قيمة تأريخية له فيَ نظرنا، وان أكد لنا الأخباريون أو حاولوا التأكيد بأنه حق، وانه أمر مسلّم به وشائع معروفَ، وإن عبيداً لقي حتفه لظهوره يوم بؤس المنذر أو النعمان. وقد يكون ذلك مسلّماً به عندهم، غير اننا لسنا من السذاجة بحيث نصدق بأمثال هذا القصص لمجرد انه شائع معروف، فليس كل شائع معروف أمراً صحيحاً يجب الأخذ به.
ونحن لا نريد أن ننكر وجود الغريين، فليس إلى نكرانهما أو نكران "الغري" من سبيل. ولكننا كما قلت ننكر هذا القصص الذي يرويه الأخباريون عن هذين الغريين، لأنه قصص نشأ كما نشأ أمثاله عن جهل الناس أو أهل الأخبار بأصول الأشياء،





فلما احتاجوا إلى معرفة الأسباب، أوجدت لهم مواهبهم هذا القصص الطريف، وهو أمر لم ينفرد به زمان دون زمان، فما زال الناس يبتدعون قصصاً ثم يروونه، ويتناقلونه على انه شائع صحيح، مع إن تأريخ ابتداعه لا يبعد عن زماننا بكثير، وأهل الحي بهذا القصص عارفون.
أما إن الغريين حفرتان دفن في كل حفرة منهما رجل حي،لأنه عربد وسكر، وتحدث بكلام غاظ الملك، وما اشبه ذلك من قصص، فأمر لا نستطيع أن نقف منه موقفاً ايجابياً، ولا نسلّم به. ففيه شيء من أثر الصنعة والتكلف. ولكننا نستطيع أن نقول إن الغري أو الغريين من المواضع التي كانت لها صلة بعبادة الأوثان،.ومن الجائز انهما كانا مخصصين لتقديم الذبائح والقرابين في المواسم الدينية وفي الأعياد. وقد عرفت مثل هذه العادات عند شعوب أخرى، فكانت تهرق دماء الذبائح عند الأنصاب ثم تطلى بها. وما الغريان الا نصبان من هذه الأنصاب. على إن الأخباريين أنفسهم قد ذكروا إن الغري نصب كان يذبح عليه العتائر، كما ذكروا إن الغريين كانا طربالين، والطربال صومعة على رأي، وشيء مرتفع عند الأكثرين. فلا يستبعد أن يكون الغريان موضعين من مواضع ذبح القرابين للاصنام.
ويذكر أهل الأخبار أن "شريك بن مطر"، وهو جد "معن بن زايدة"، كان من أكبر الناس عند المنذر. وكان له ولد اسمه "الحارث" ويلقب ب "الحوفزان" وهو من بني "شيبان".

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل