منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - &المفصل في & تاريخ العرب قبل الإسلام &&
عرض مشاركة واحدة

 
قديم 25-04-2010   #435
مراقبة الأبراج التربوية
 
الصورة الرمزية ملاك الشرق







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 26790
  المستوى : ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
ملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصفملاك الشرق عبقريتك فاقت الوصف
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :ملاك الشرق غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي

 

وقد عبرّ الشاعر "لبيد بن ربيعة العامري" عن النعمان ب "الصعب ذي القرنين" في شعره، مما يدل على إن لقب "الصعب" الذي لقبه به كان معروفاً شائعاً بين الناس. وقد يكون معبّراً عن معنى آخر غير معنى الصعوبة في الملك، كأن يكون اطلاقهم له من قبيل اطلاقهم لفظة "تبع" على من ملك حمير. وأما "ذو القرنين" فقد قيل: إن القرنين هما الضفيرتان، وإن القرن الضفيرة. وقد دعي بذلك لأنه كان قد ربىّ ضفيرتين.
وقد جاء في رواية اخرى إن "الصعب ذا القرنين" لم يكن النعمان المذكوركما ذهبت إليه الرواية المتقدمة، وانما هو "المنذر بن ماء السماء، وانه هو ذو القرنين".
ويظهر من بيت الشعر الذي نتحدث عنه وهو: والصعب ذو القرنين أصبح ثاوياً بالحنو في جدث، أميم، مقـيم
إن "الصعب ذا القرنين" كان قد ثوى في قبره، فهو يرثيه ويذكره. وذهب الشراح إلى إن "الحنو" اسم بلد، ومعنى هذا إن الملك الذي يشير إليه "لبيد" قد دفن في هذا الموضع، والذي نعرفه من بعض الروايات أن قبر "النعمان" كان بالحيرة، وان ابنته هنداً قد دفنت إلى جانبه.
ومن الشعراء الذين نسب اليهم هجاء النعمان الشاعر عمرو بن كلثوم، وله فيه وفي أمه هجاء مرّ. و قد وصف خاله بأنه ينفخ الكير، ويصوغ القروط بيثرب أي انه كان من صاغة تلك المدينة، وهو مما يؤيد روايات الأخباريين في أصل امه.



لم ينتقل الملك إلى النعمان بسهولة، فقد كان للمنذر جملة اولاد حين اتته المنية، عدتهم ثلاثة عشر ولداً معظمهم طامع في الملك. والظاهر إن المنذر كان عارفاً بالخلاف الذي كان بين اولاده، فلم يشأ إن يزيده بتعيين احد ابنائه. ولا ندري لِمَ لم ينص على اكبرهم جرياً على السنة المتبعة في انتقال الملك. ولعله كان عارفا بحراجة الموقف وضعف مركز ابنه الكبير، وعدم تمكنه من فرض نفسه عليهم إذا عينه ونصبه، لذلك وكل أمره كله إلى إياس بن قبيصة الطائي، فتولاه أشهراً حتى انفرجت المشكلة على النحو التالي على حد رواية ابن الكلبى.
دعا كسرى بن هرمز عديّ بن زيد العبادي، فقال له: من بقي من بني المنذر ? وما هم ? وهل فيهم خير ? فقال عدي: بقيتهم في ولد هذا الميت، المنذر بن المنذر، وهم رجال. فبعث اليهم يمتحنهم. فلما وفدوا على كسرى، أنزلهم على عدي بن زيد. فاحتال عدي على هؤلاء الأخوة كما يقول الأخباريون وتظاهر انه يفضلهم على ربيبه النعمان، واوصاهم إن يجيبوا جواباً معيناً حين يسألهم كسرى، وامر النعمان إن يجيب جواباً آخر يختلف عن جواب اخوته. وهو جواب يعتقد إن كسرى سيرضى عنه ويعينه. فلما ادخلوا على كسرى واجابوا بجواب واحد هو الجواب الذي لقنهم إياه عدي،





وهو: "إن سألكم الملك. أتكفونني العرب. فقالوا نكفيكهم إلا النعمان، وقال للنعمان: إن سألك الملك عن اخوتك فقل له: إن عجزت عنهم، فأنا عن غيرهم اعجز"، رضي كسرى بجواب النعمان وسر به، فملكه وكساه، والبسه تاجاً قيمته ستون ألف درهم فيه اللؤلؤ والذهب. فانتصر بذلك النعمان على اخوته، وسر عدىّ بن زيد بتولي ربيبه الملك.
وفي خبر لأبي الفرج الأصبهاني إن عدي بن زيد اخذ النعمان إلى "جابر بن شمعون"، وهو من "بني الأوس بن قلام بن بطن بن جمهير بن لحيان من بني الحارث بن كعب"، وكان أسقفاً على الحيرة، فاقترضا منه مالاً لتدبير امورهما به، وذكر إن جابراً هو صاحب القصر الأبيض الذي بالحيرة، وكان ذا سلطان واسع في بني قومه، ولذلك فقد يكون لأخذ عدي للنعمان إليه للحصول على تأييده أثر في نجاحه في تولي العرش.
ويروي المفضل الضبي إن عدي بن زيد العبادي لما قدم على النعمان صادفه لا مال عنده ولا اثاث ولا ما يصلح لملك، وكان آدم اخوته منظراً، وكلهم اكثر مالاً منه، فقال له عدي: كيف اصنع بك ولا مال عندك! فقال له النعمان: ما أعرف لك حيلة الا ما تعرف انت، فقال له: قم بنا نمضي إلى ابن قردس - رجل من أهل الحيرة من دينه - فأتياه ليقترضا منه مالاً، فأبى إن يقرضهما وقال: ما عندي شيء.




فأتيا جابر بن شمعون، وهو الأسقف وهو أحد بني الأرس بن قلام بن بطين بن جمهر بن لحيان من بني الحارث بن كعب، فاستقرضا منه مالاً، فأنزلهما عنده ثلاثة ايام، يذبح لهم ويسقيهم الخمر. فلما كان في اليوم الرابع، قال لهما: ما تريدان ? فقال له عدي: تقرضنا اربعين الف درهم يستعين بها النعمان على امره عند كسرى، فقال: لكما عندي ثمانون الفاً، ثم اعطاهم اياها، فقال النعمان لجابر: لا جرم، لا جرى لي درهم الا على يديك إن انا ملكت!.
ولكن انتصار النعمان ادى إلى هلاك عدي بن زيد على ما يقوله الأخباريون، فقد كان لعدي، كما لكل رجل كبير صار له نفوذ وجاه ومركز خطير، اعداء في مقدمتهم رجل اسمه كاسمه ودينه مثل دينه، هو"عدي بن اوس بن مرينا"، وبنو مرينا اسرة لها مكانتها وخطرها في الحيرة. وكان لهذا الرجل شأن يذكر في ايام المنذر، وكان يميل إلى الأسود بن المنذر لأنه ربيب بني مرينا، فنصحه إن يتجنب الأخذ برأي عدي بن زيد، لأنه رجل لا ينصح. فلما اخفق الأسود في الامتحان، وعجز عن نيل التاج، صار يدبر المؤامرات لخصمه عدي، ويَشِي به إلى النعمان، ويغري آخرين بالتظاهر بأنهم من محبي عدي، ليثق النعمان بهم، فإذا أمن بهم، عادوا فوشوا بعديّ عنده، ثم لم يكتف بذلك فوضع رسائل على لسان عدي إلى قهرمان لعدي فيه مكر ومؤامرة بالنعمان، ثم دسَّ له حتى اخذ الكتاب، فجاء به إلى النعمان، فلما قرأه صدق بما جاء فيه،وغضب على عديّ وقرر الانتقام منه.



جرت كل هذه المؤامرات على ما يقوله الأخباريون، وعديّ عند كسرى يقوم بوظيفته لا يدري بها. فلما كتب النعمان اليه: "عزمت عليك الا زرتني، فإني قد اشتقت إلى رؤيتك ". صدَّق كلامه، واستأذن كسرى فأذن له. وسار إلى منيته وهو لا يدري ما يخبئه له القدر. فلما وصل إلى من كان مشتاقاً إلى رؤيته، ألقاه في سجن منفرد لا يدخل عليه فيه أحد، وهو لا يدري بمّ سجن. وفي السجن أخذ ينظم أشعاراً يتضرع فيها إلى النعمان أن يفك أسره، ويعظه فيها بالموت وبمن هلك قبله من الملوك الماضين، وكاد يطلقه لولا وشاية أعدائه به. فلما طال سجنه، كتب بشعر إلى أخيه "ابي" وهو مع كسرى يستجير به للتوسط لدى كسرى أن يكتب إلى النعمان يأمره بفك أسره. فما كتب كسرى بذلك كتاباً أرسله مع شخص إلى النعمان، كتب خليفة النعمان عند كسرى إليه يبلغه بمجيء الرسول، وعرف أعداء عديّ من "بني بقيلة" من غسان، فقالوا للنعمان: اقتله الساعة قبل وصول الرسول اليك، فان لم تفعل فسيذهب إلى كسرى فلا يستبقي أحداً لا أنت ولا غيرك. فبعث إليه النعمان أعداءه فغموه حتى مات في سجنه بالصّنين. ولما وصل الرسول، رُشي بهدايا كثيرة نفيسة، فعاد إلى كسرى يخبره أن عدياً مات قبل وصوله بأيام.
وقد أحس عديّ بن زيد كما يقول الأخباريون بامتعاض خصمه عديّ بن أوس بن مرينا من الحيلة التي دبرها لنجاح النعمان وبمحاولته الغدر به،






فأراد مصالحته واسترضاءه كما يقول الاخباريون فعمل له طعاماً دعا إليه من أحب عديّ ابن أوس بن مرينا حضوره، وحلف بعد انتهاء الطعام في البيعة أنه لن يحقد عليه، وأنه سيتناسى ما حدث، ورجا من خصمه أن يفعل مثله. فقام عديّ ابن أوس إلى البيعة، فحلف مثل يمينه أن لا يزال يهجوه أبدا ويبغيه الغوائل ما بقي. وقد كان. وهم يروون شيئاً من هذا التهاجي الذي وقع بين الخصمين.
ويذكر أهل الأخبار إن عدي بن مرينا صار يحرض الأسود ويحثه على الأخذ بثأره من عدي بن زيد، فكان يقول له: "أما اذا لم تظفر، فلا تعجزن أن تطلب بثأرك من هذا المعدي الذي فعل بك ما فعل، فقد كنت أخبرك إن معداً لاينام كيدها". وعدي من تميم، وتميم من معد.
وهناك روايات أخرى في أسباب غضب النعمان على عدي وحبسه له في الصنين.
لا تخرج في جملتها عن حدود هذه المنافسة التي دبرها عدى بن مرينا وخصوم عدي له، ولكنها تجمع كلها على قتل النعمان لعدي.
وفي كتاب الأغاني رواية تذكر إن النعمان أرسل ذات يوم إلى عدي بن زيد إن يأتيه، فأبى أن يأتيه، ثم أعاد رسوله فأبى أن يأتيه، وقد كان النعمان شرب، وأمر به فسحب من منزله حتى انتهى به إليه،فحبسه في الصنّين بظاهر الكوفة من منازل المنذر، وبه نهر ومزارع، وبقي هناك حتى لاقى حتفه.






ويظهر من شعر ينسب إلى عدي، قاله لابنته يوم باتت عنده مع أمها في السجن، وهي جويرية صغيرة، إن النعمان كان قد أمر بوضع الغلّ في يديه.
والقصة كما يرويها الأخباريون قصة طريفة تصلح إن تكون موضوعاً لشريط سينمائي اختلط فيها التأريخ بالخيال، والواقع بالابداع. أما نحن فلا يهمنا من أمرها الا النتيجة، وهي إن الفرس قبضوا على النعمان ملك الحيرة وسجنوه، وان حادثاً وقع بعد ذلك كان وقعه عظيماً في نفوس العرب، لا في العراق وحده، انما دوى صداه إلى جميع جزيرة العرب كلها، هو حادث وقعة ذي قار، وهي من الوقائع الفاصلة في تأريخ الجزيرة كان لها أثر في فتح الإسلام للعراق.
وندم النعمان كما يقول الأخباريون على ما صنع، واجترأ أعداء عدي عليه، وهابهم هيبة شديدة. وبينما كان يوماً في صيده، اذ به يشاهد غلاماً ظريفاً ذكياً ففرح به فرحاً شديداً. فلما عرف انه زيد وانه ابن من أبناء عدَي، قرّبه وأعطاه وحباه، ثم أرسله إلى كسرى، وكتب معه كتاب توصية رقيقة يشير فيه إلى منزلة عدي منه والى خسارته بوفاته والى عظم المصيبة، ويوصي كسرى بالولد خيراً.





فلما وصل زيد إلى كسرى، جعله مكان أبيه وصرف عمه إلى عمل آخر، فكان هو الذي يلي ما يكتب به إلى ارض العرب وخاصة الملك. ولما مضى وقت على زيد في هذه الوظيفة، وقع عند الملك بهذا الموقع مكاناً حسناً،وتعالت منزلته عنده. ولما اطمأن إلى مركزه أخذ يدبر مكيدة الانتقام من النعمان قاتل أبيه حتى نجح في مسعاه، اذ قبض عليه كسرى فبعث به إلى سجن خانقين، فلم يزل في السجن حتى وقع الطاعون فمات فيه. وفي رواية انه مات بساباط. وقد رجح الطبري رواية خانقين، وانه مات بسحق الفيلة له. وفي رواية أخرى انه سجن في القطقطانه في البر. وهكذا نجد الرواة يذهبون جملة مذاهب في سجن النعمان.
والذين يروون إن حبس النعمان كان بساباط يستشهدون بشعر للأعشى جاء فيه: فداك وما أنجى من الموت ربه بساباط حتى مات وهو محرزق
وقد ذكر المسعودي قصة حبس النعمان ووفاته فقال: "وأمر كسرى النعمان فجلس في مجلسه بساباط المدائن، ثم أمر به فرمي تحت ارجل الفيلة، وقال بعضهم: "بل مات في محبسه بساباط"،مما يدل على إن وفاته كانت في المدائن.





وفي رواية سريانية إن كسرى بعد أن قبض على النعمان بن المنذر وأولاده سقاهم سماً فماتوا، وعصى عندئذ العرب الفرس وأخذوا بهاجمونهم. فأرسل كسرى قائداً سمته الرواية ب "بولر" تولى أمر الحيرة، ولكنه لم يتمكن من ضبط أمورها، لشدة أهلها، فانصرف عنها وترك أمرها لمرزبان اسمه "رزوبى مرزوق"، أقام في برية الحيرة في حصن حفنة، وأخذ يقاتل منه الأعراب.
وفي رواية ل "حمزة الأصفهاني" أن كسرى لما سخط على النعمان بن المنذر واستدرجه إليه من وسط البادية، رمى به إلى أرجل الفيلة، واستباح أمواله وأهله وولد، وأمر إن يباعوا بأوكس الأثمان.
وتذكر بعض الروايات سبب غضب "كسرى" على النعمان، أن "زيد"، وهو ابن المقتول "عدي بن زيد" الذي نال مكانة عظيمة عند كسرى، أو عمه، كانا قد دبّرا مكيدة للايقاع بالنعمان. فلما طلب "ابرويز" النساء، دخل عليه "زيد"، فكلمه فيما دخل فيه، ثم قال: إني رأيت الملك كتبَ في نسوة يُطلبَن له، فقرأت الصفة، وقد كنت بآل المنذر عالماً، وعند عبدك النعمان من بناته وبنات عمه وأهله أكثر من عشرين امرأة على هذه الصفة. قال: فتكتب فيهنّ. قال: أيها الملك، إن شرّ شيء في العرب وفي النعمان خاصة أنهم يتكرّمون عن العجم،. فأنا أكره أن يغيبّهن، فابعثني وابعث معي رجلاً من العجم من حرسك يفقه العربية،






حتى أبلغ ما تحبه. فبعث معه رجلاً جليداً فخرج به زيد حتى بلغ "الحيرة" فلما دخل على الملك النعمان، قال: إنه قد احتاج إلى نساء لأهله وولده، وأراد كرامتك بصهره، فبعث اليك. فشق عليه، فقال لزيد.: أما في بَقرَ السواد وفارس ما يكفيه حتى يطلب ما عندنا? فقال زيد للنعمان: إنما أراد كرامتك؛ ولو علم أنّ هذا يشق عليك، لم يكتب اليك به. وعادا. فلما دخلا على "كسرى"، وقصّا عليه ما وقع وحدث، عرف الغضب في وجهه، ووقع في قلبه منه ما وقع. وسكت "كسرى" على ذلك أشهراً، ثم فعل ما فعل بالنعمان. وانتقم "زيد" بهذه المكيدة من النعمان قاتل والده.
وقد أشير إلى مصرع النعمان في شعر عدد من الشعراء مثل سلامة بن جندل، وقد ورد فيه ذكر القاء كسرى للنعمان تحت أرجل الفيلة. ويتفق هذا الرأي مع رأي ابن الكلبي ويعارض رواية لحماد جاء فيها أنه مات بحبسه في ساباط.
وذكر أن هانىء بن مسعود الشيباني كان في جملة من رثى النعمان في شعر. وقد نعته ب "ذي التاج"، ويفهم من رثائه له أن موته كانت تحت أرجل الفيلة، حيث داست على رأسه. وورد في شعر شعراء آخرين أن "فيول الهند" تخبطته وداست عليه.





وهناك قصيدة نسبها بعضهم إلى زهير بن أبي سلمى، ونسبها آخرون إلى صرمة الأنصاري. ذكر فيها كيف ذهب النعمان - قبل ذهابه إلى كسرى - إلى من كان يحسن اليهم، ويغدق عليهم الألطاف، فلما غضب عليه كسرى لم يجره هؤلاء، ولم يساعدوه إلاّ ما كان من بني رواحة من عبس، فشكرهم النعمان وودعهم وأثنى عليهم، وقال لهم: لا طاقة لكم بجنود كسرى، فانصرفوا عنه.
وساباط: هو على ما يذكره أهل الأخبار، موضع بالمدائن، به كان حبس النعمان على رواية من صرح بأنه كان محبسه لا موضعاً آخر، ثم ألقاه تحت أرجل الفيلة. وذكر "ابن الكلبي" أنه إنما سمي بساباط نسبة إلى "ساباط بن باما" أخي النخير جان الذي لقي المسلمين في أهل المدائن.
ويظهر من شعر "للأعشى" إن "كسرى" أمر بالنعمان فحبس ب "ساباط" ثم ألقاه تحت أرجل الفيلة فوطئته حتى مات. يقول الأعشى: هو المدخل النعمان بيتاً سماؤه نحور الفيول بعد بيت مسردق
وللبيد بن ربيعة العامري قصيدة نظمها في رثاء النعمان. من أبياتها: له الملك في ضاحي معد، وأسلمت إليه العباد كلـهـا مـا يحـاولُ
وضاحي معد، بمعنى ظاهر معد، لا في معد نفسها، لأن "ربّ معد" في ايامه هو "حذيفة بن بدر".






أما النعمان فهو ملك على ما وراء ديار معد. والعباد هنا هي القبائل النصرانية المعروفة من أهل الحيرة.
وقد ذكر الأخباريون انه كان يتوقع إن يدبر له كسرى مكيدة، فقرر أن ينجو بنفسه قبل حلولها به، فلحق بجبلي طيء، وكان متزوجاً اليهم، فأراد النعمان إن يدخلوه الجبلين ويمنعوه، فأبوا عليه خوفاً من كسرى، فأقبل وليس أحد من العرب يقبله حتى نزل "ذو قار" في بني شيبان سراً، فلقي هانىء بن مسعود الشيباني، وكان سيداً منيعاً، فأودعه أهله وماله وسلاحه، ثم توجه بعد ذلك إلى كسرى، حيث لقي مصرعه.
أما زوجة النعمان هذه، فهي ابنة "سعد بن حارثة بن لأم الطائي"، وهو من أشراف طيء البرص، وكان "النعمان" قد جعل لبني لأم ين عمر ربع الطريق طعمة لهم، وذلك بسبب زواجه المذكور.
وذكر إن أحد أولاد "النعمان بن المنذر" كان شاعراً، وقد عرف ب "المحرق" فلما سمع بقتل "كسرى" لأبيه، قال شعراً يخاطبه فيه، منه قوله: قولا لكسرى، والخطوب كثيرة: إنّ الملوك بهرمز لم تحـبـر
ويروى إن النابغة الذبياني لما سمع بمقتل النعمان، رثاه بأبيات. وهي إن صح انها من شعر النابغة حقاً، تدل على إن هذا الشاعر قد عاش ايضاً بعد مقتل النعمان. وروي، إن "زهير بن أبي سلمى" رثى النعمان كذلك.






ويروي أهل الأخبار شعراً زعموا أن "عدي بن زيد" قاله لأهل بيت النعمان، هو: فلا يميناً بذات الودع، لو حدثت فيكم، وقابل قبر الماجد الزارا
وقد علق "ابن قتيبة الدينورى" عليه بقوله: "ذات الودع. صنم كان بالحيرة، ويقال: بل هي الإبل التي تسير إلى مكة، يعلق عليها الودع،ويقال: إن مكة، يقال لها: ذات الودع. وواجه قبر النعمان الزار، وهي الأجمة، أي: دُفِنّ حذاءها".
إذَنْ لبؤتم بجمع لاكفاء له أوتاد ملك تليد، جدّه بارا
قال: "أي لو مات لغزتكم الجيوش، فأقررتم، أو رجعتم بجيش لامثيل له، أوتاداً لملك قديم قد سقط جده، أي: صرتم كذلك. وهو منصوب على الحال، ولا يجوز أن يكون منصوباً على النداء، لأنه لا يجوز أن يدعوهم بذلك، والنعمان لم يمت ".
وذكرّ أن ملك النعمان بلغ اثنتين وعشرين سنة. وعلى رأس ثلاث سنين وثمانية أشهر مضت من ملكه، كان الفجار الأكبر، فجار البراض، وهو لتمام عشرين سنة من مولد الرسول، ولثماني عشرة سنة وثمانية أشهر مضت من ملك النعمان ُبنيت الكعبة.




وذلك لاحدى عشرة سنة مضت من ملك أبرويز كسرى بن هرمز.
ولا نعلم عن أعمال النعمان الحربية في بلاد الشام شيئاً يذكر. وقد ذكر حمزة أنه غزا "قرقيسياء" "Circesium"، ولكنه لم يعين تأريخ وقوعها، ويقصد بذلك بالطبع غارة أغارها على أرض الروم. ولم ينسب غيره من المؤرخين العرب أو السريان إليه حروباً أخرى أجج نارها في بلاد الشام.
وقد ورد في حديث الطبري عن قصة سجن النعمان لعدي ما يفيد أن النعمان خرج يريد البحرين، فأقبل رجل من غسان، فأصاب في الحيرة ما أحب، وقد قيل: إن هذا الرجل هو "جفنة بن النعمان الجفني". ولعل هذه الغارة هي واحدة من جملة غارات قام بها الغساسنة على الحيرة. وفي شعر النابغة الذبياني اشارات إلى أمثال هذه الغارات. ويفيد خبر رواه المؤرخ "ثبوفلكتس" "Theophylaktus" إن عرب الروم أغاروا على عرب الفرس حوالي سنة "600 م"، أي في أثناء الصلح الذي عقد بين الروم والفرس.
وقد ذكر "الطبري" إن هذه الغزوة كانت في أيام وجود عدي بن زيد في سجنه فلما سمع عدي بها قال: سما صقر فأشعل جانبيها والهاك المروحُ والغريب
وقد ورد اسم "السيلحون" في جملة المواضع الني كان يجبيها النعمان، وذلك في شعر لأعشى قيس. ويقع السيلحون في البرية بين الكوفة والقادسية، كما ورد اسم هذا الموضع في شعر لهانىء بن مسعود الشيباني يرثي فيه النعمان ويذكر قتل كسرى اياه.





ويظهر انه كان من جملة المسالح التي تحمي الحدود من البادية. والمسالح هي مواضع في الثغور يوضع فيها الجنود والمسلحون لحماية الحدود من الأعداء.
ولم يكن النصر حليف النعمان في اليوم المعروف بيوم الطخفة "يوم طخفة". وهو يوم نسبه بعض الأخباريين أيضاً الى قابوس بن المنذر بن ماء السماء كما نسبه بعض آخر إلى المنذر بن ماء السماء. وخلاصة الحادث: إن حاجب بن زرارة الدارمي التميمي سأل النعمان أن يجعل الردافة للحارث بن بيبة بن قرط ابن سفيان بن مجاشع الدارمي التميمي. وكانت لبني يربوع، يتوارثونها صغيراٌ عن كبير، وكان الرديف يجلس عن يمين الملك. فلما سأل النعمان موافقتهم على نقل الرادفهّ منهم، أبوا ذلك، لما لها من منزلة ومكانة، فبعث اليهم قابوساً ابنه وحسان أخاه على رأس جيش كثيف فيهم الصنائع والوضائع وناس من تميم وغيرهم، فساروا حتى أتوا طخفة، فالتقوا هم ويربوع واقتتلوا، وصبرت يربوع وانهزمت جموع النعمان، وأخذ قابوس وحسان أسيرين. فلما بلغ خبر هذه الهزيمة سمع النعمان طلب من أحد بني يربوع - وهو شهاب بن -قيس بن كياس اليربوعي - أن يذهب عاجلاً إلى بني يربوع ليفك أسر ابنه وأخيه مقابل اعادة الردافة اليهم وأداء دية الملوك وهي ألف بعير للرجل الواحد. وبذلك صالح مرغماً "بني يربوع". وهذا اليوم من الأيام التي يفاخر بها أبناء يربوع. وقد ورد ذكره في شعر مالك بن نويرة والأحوص وجرير.

 

ملاك الشرق


&&&لا مستحيل عند أهل العزيمة&&&
ملاك الشرق غير متصل