ثم اتصلت عبر الإنترنت بمديرية المرور و السفريات ADAC للحصول على أقصر و أفضل طريق من مدينتنا إلى بوتسن بالسيارة .
إستلمت الرد و علمنا أن المسافة ستكون تقريبا 800 كيلومترا من مدينتنا إلى جنوب تيرول في إيطاليا .
و بعد أن هيأنا حقائبنا و كامراتي و المعدات الأخرى الخاصة بالتصوير خطرت على بال
زوجتي فكرة بأن نسافر يوم 4 مايس بدلا عن 5 مايس 2010 و نقضي يوما و ليلة كاملة بمدينة ميونيخ التي تبعد عنا مسافة 476 كيلومترا .
و في صباح اليوم الرابع من مايس توكلنا على الله و بدأنا بهذه الرحلة باتجاه مدينة ميونيخ .
كان الطقس سيئا و السماء ملبدة بالغيوم و الأمطار تهطل متقطعة وتارة غزيرة .
مررنا بعدة مدن و توقفنا بعد قطع مسافة 200 كيلومترا للإستراحة و عبأنا سيارتنا بالبنزين ( بالوقود ) .
جلسنا بادئ الأمر على مصطبات الموقف الخاص ، لكننا شعر بسبب شدة الرياح و البرد
الأمر الذي جعلنا أن نعود إلى سيارتنا الدافئة لتناول الشاي و قليلا من الطعام .
ثم قلت لزوجتي بأني سأقود المسافة المتبقية و رجوتها أن تستريح .
بعد التوكل على الله بدأت بقيادة السيارة على الشارع السريع الذي يطلق عليه في ألمانيا بالأوتوبان Autobahn .
وكنت أقود السيارة بسرعة تتراوح ما بين 100 و 180 كيلومترا في الساعة و فقا لحالة الشارع و إشارات ولوحات المرور .
و فجأة قبل و صولنا إلى مدينة ميونيخ بـ 16 كيلومترا شاهدنا أن حرارة السيارة قد إرتفعت و تتطاير الدخان و تصورنا بادئ الأمر أن محرك أو ماطور السيارة قد إحترق.
و على الفور إتجهت إلى الجانب الأيمن من الشارع السريع و توقفت على الرصيف الخاص بحوادث السيارات .
إرتدينا حسب التعليمات ، زوجتي وأنا ، صدرية باللون الأصفر البرتقالي لكي تنبه السائقين خلفنا .
. و بعد أن فحصت الماطور وجدته سالما ، وفحصت الماء فكان كافيا وكذلك الزيت .
لذا تأكدت من أن التعشيقة قد عطلت ( الكليتش ) ، لأني لم أستطع تغيير التعشيقة من واحد إلى 2 .
أخذت لمبة المرور التي تشع ضوءا أصفرا لتنبه و تحذر السواق خلفنا ، كما وضعت المثلث الفسفوري بعيدا عن سيارتنا بمسافة تقريبا 80 مترا .
كانت الرياح شديدة و البرد قارصا و الأمطار تهطل بين لحظة و أخرى .
قلت لزوجتي اجلسي في السيارة و اني سأسير على قدمي حتى أتصل من الهاتف الخاص بالحوادث لطلب إرسال النجدة و المساعدة لنا .
أخذت الأمطار تهطل بغزارة بعد أن قطعت مسافة تقريبا 250 مترا . و أخيرا ، ولله الحمد وجدت الهاتف وتحدثت مع السيدة السمؤولة و اخبرتها بتفاصيل الخلل الفني .
كما أعطيتها معلومات عن مكان الحادث و رقم هواتفنا الجوالة .
أوصتني السيدة بأن نرتدي هذه الصدريات و نشعل اللمبة أو المصباح الأصفر و نضع المثلت و نقف على حافة الشارع بقرب سيارتنا ، كما فعلنا .
و بعد تقريبا نصف ساعة أتت سيارة شركة المرور ADAC و أخبرت السائق بأن تعشيقة السيارة قد عطلت و ليس محرك السيارة الذي فحصته أول مرة .
قال لي السائق بأنه سيسحبنا إلى قرية أو مدينة صغيرة و بعدها يأتي شخص آخر يأخذكم إلى ورشة تصليح السيارات الخاصة بشركة السيارات و التأمين و المرور ADAC .
سحب سيارتنا إلى قرية أو مدينة صغيرة إسمها فيلد كيرشن Feldkirchen و أوقفنا بقرب محطة البنزين .
ثم إتصل هذا السائق بزميله الذي جاءنا بعد نصف ساعة و نقلنا إلى ورشة تصليح السيارات .
إنتظرنا في ورشة تصليح السيارات حوالي ساعة و نصف إلى أن جاء الموظف المختص
و أخبرنا بأن الشركة ستصلح السيارة غدا لعدم وجود قطعة غيار من نوع فولكس فاجن لوبو . و سوف سننقلكم إلى الفندق لكي ترتاحوا الليلة .
و في الصباح إتصلوا بنا و سنخبركم عن موعد إنتهاء تصليح السيارة .
حملنا حقائبنا من سيارتنا و تم نقلنا إلى فندق بنفس المدينة فيلد كيرشن إسمه إيبس IBIS .
كان همي الوحيد هو السفر بأقرب وقت للبدء بعملي و بحثي عن آثار الرحالة النمساوي الدكتور ماكس رايش وعدم ضياع ساعة من الوقت .
إتصلنا بعائلة ماجدالينا التي إستأجرنا منها الشقة المؤثثة و أخبرناها بأننا سنأتي بإذن الله إما غدا أو بعد غد .
وكل أمورنا متعلقة بقطعة الغيار و قيام الشركة بتصليح السيارة .
كما إتصلت بعائلة الرحالة النمساوي و أخبرتها بالحادث المؤسف .
و قلت لزوجتي عسى أن تكرهوا شيئا فهو خير لكم .
دعينا نرتاح الليلة و بعد الفطور صباح غد سأتصل بالشركة و أستفسر عنها متى ستكون السيارة جاهزة .
و في حدود التاسعة صباح يوم 5 مايس 2010 إتصلت بالعامل الفني الذي أخبرني بأن السيارة ستكون جاهزة ما بين الساعة 11 إلى الواحدة ظهرا .
و في الساعة العاشرة و النصف دفعت عربة حقائبنا و عربة كامراتي ونزلنا إلى الطابق الأرضي للإستعلامات .
ثم رجونا السيدة أن تطلب لنا تاكسي لينقلنا إلى ورشة تصليح السيارات في هذا المدينة .
و بعد ربع ساعة أتى سائق التأكسي و ساعدني بحمل الحقائب ثم توجهنا إلى شركة تصليح السيارات .
و قد كلفنا تصليح الكليتش ألف يورو . و بعد ذلك وضع حقائبنا من جديد في سيارتنا و تحركنا في الساعة الثانية عشرة و ربع ظهرا باتجاه جنوب تيرول ,