إنجازات عديدة في خدمة العمل الكشفي والإرشادي في السلطنة
سبعون عاما قضاها المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو السيد ثويني بن شهاب آل سعيد الممثل الخاص لجلالة السلطان في خدمة العمل الكشفي والإرشادي في السلطنة، فضلا عن إنجازاته التي لا تحصى ولا تعد في خدمة بلده.
لقد كرس المغفور له بإذن الله تعالى حياته لخدمة الحركة الكشفية والإرشادية، محليا وعربيا رغم أعبائه الجسام في خدمة العمل الوطني، فقد انتسب للحركة الكشفية في فترة مبكرة من شبابه عام 1937م عندما كان يدرس في العراق آنذاك، ثم بعد عودته إلى البلاد عام 1941م عين معلما في المدرسة السعيدية بمسقط فتولى قيادة الكشافة بها، وتوالت أنشطته واهتماماته بالحركة الكشفية، فشهدت الستينات مرحلة جديدة من تطور طبيعة ممارسة النشاط الكشفي في السلطنة، وقد تميزت تلك الفترة بالعديد من الأنشطة المتمثلة في الرحلات والمعسكرات والقيام برحلات خلوية سيرا على الأقدام من مسقط إلى روي وغيرها من الأماكن.
وقد حفلت ذكريات سموه رحمه الله بالعديد من الروايات والقصص والمواقف الشيقة عن تلك الرحلات الخلوية في ذلك الوقت من الزمان، كما أن أنشطة تلك المرحلة الكشفية في ذلك الوقت تميزت بالمعسكرات وحفلات الفنون الشعبية وغيرها من الأنشطة، ومع ذلك ظلت الحركة الكشفية طوال تلك الفترة تمارس بشكل غير نظامي.
ومع مطلع النهضة المباركة صدر المرسوم السلطاني السامي رقم 10/1975 بإنشاء الهيئة القومية للكشافة والمرشدات، وقد أسند إليه حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه ـ رئاسة الهيئة، فعمد إلى وضع اللبنات الأولى لتنظيم الحركة الكشفية والإرشادية في السلطنة وتحويلها من أنشطة متفرقة تمارس هنا وهناك، إلى حركة منضبطة لها أسسها وقواعدها الثابتة.
ومع بداية تنظيم الحركة سعى المغفور له لحصول السلطنة على الاعترافات العربية والدولية بكشافة ومرشدات السلطنة من خلال التنسيق مع المنظمات والجمعيات الكشفية العربية والعالمية، فحصلت السلطنة على الاعتراف العربي بكشافتها عام 1976، خلال المؤتمر الكشفي العربي الثاني عشر الذي عقد في تونس، وفي نفس العام تم الاعتراف العربي بمرشدات السلطنة خلال المؤتمر العربي السادس للمرشدات بتونس أيضا، وفي عام 1977م تم الاعتراف العالمي بالكشافة خلال المؤتمر الكشفي العالمي الذي عقد في مونتريال بكندا، وكذلك تم الاعتراف العالمي بالمرشدات خلال المؤتمر العالمي التاسع والعشرين بكندا عام 1996م.
كما اهتم سموه بتنمية الخبرات الكشفية من خلال الاحتكاك بالخارج لتدعيم القيادت وإتاحة الفرص لهم للاحتكاك العربي والدولي فدعم مشاركة العديد من الوفود الكشفية والإرشادية إلى مختلف المناشط العربية والدولية من مخيمات ومؤتمرات وندوات وورش عمل، كما وجه إلى أهمية استضافة عدد من تلك الأنشطة داخل السلطنة، فكان من أبرز تلك الأحداث، استضافة المؤتمر الكشفي العربي السادس عشر في مسقط عام 1984م.
واستضافة المخيم الكشفي العربي السابع عشر في صلالة عام 1986م، والمخيم الكشفي الخليجي الرابع 1994، والخامس 1996، واللقاء الرابع عشر للجوالة العرب 2001، والمؤتمر العربي السابع عشر للمرشدات 2004م.
وبرؤى منه نهجت الهيئة القومية ولأول مرة لأسلوب التخطيط الاستراتيجي فوضعت أول خطة استراتيجية للكشافة والمرشدات لمدة عشر سنوات انطلقت في عام 1992م؛ واستمر هذا النهج العلمي لتطوير العمل الكشفي والإرشادي فانطلقت الخطة الاستراتيجية الثانية اعتبارا من عام 2002م.
وكان حدث تنصيب حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ـ كشافاً أعظم للسلطنة، من أبرز المحطات والأحداث الكشفية التي سعى للتخطيط لها المغفور له، وشهدتها الحركة في سلطنة عمان؛ وكان له شرف تقليد حضرة صاحب الجلالة المنديل الكشفي في ذلك اليوم المشهود في العشرين من نوفمبر عام 1983م بميدان الفتح، الأمر الذي كان له تأثير كبير على مسيرة الحركة الكشفية في السلطنة ونموها، وكان من التأثيرات الإيجابية لهذا الحدث، الازدياد المطرد في نمو عضوية المنتسبين على هذه الحركة، حيث كان من الصعب على المجتمع العماني آنذاك أن يتقبل أي نوع من النشاط في تلك الفترة لم يألفه من قبل بشكل واسع رغم ما يحتويه هذا النشاط من ممارسات لتقاليد عربية أصيلة وتمسك بالدين والعبادة كأساس وشرط للمنتمين إليها.
وكان لحفل التنصيب أثر مباشر على ذلك حيث نبه أذهان الناس والشباب بصفة خاصة إلى هذا اللون من النشاط التربوي الأصيل، فما كان إلا أن اندفعت مئات بل ألوف من أبناء الشعب إلى الانخراط في سلك الكشفية مقتدين في ذلك بالكشاف الأعظم سلطان البلاد المفدى ـ حفظه الله ـ.
كما كان وكان من التأثيرات الإيجابية لهذا الحدث أن تحظى الحركة الكشفية بالسلطنة بالرعاية الأدبية والمادية مباشرة من صاحب الجلالة السلطان المعظم ـ حفظه الله ـ، و إيجاد إهتمام بالحركة الكشفية على الصعيد الرسمي في مختلف المواقع والوزارات والدوائر الحكومية لصالح الحركة الكشفية، ومن التأثيرات استقطاب الأضواء الكشفية الخليجية والعربية والعالمية وتركيزها في بؤرة السلطنة، لتنبيه الأذهان إلى النهضة التي تعيشها الحركة الكشفية والإرشادية بالسلطنة وما تشهده من تقدم وتطور.
وتقديرا لجهوده الكشفية فقد منحته المنظمة الكشفية العربية قلادة الكشاف العربي عام 1996م، وهي أرفع الأوسمة الكشفية العربية على الإطلاق، كما كرمته المنظمة الكشفية العربية عام 1997م بمناسبة مرور 85 عاما على تأسيس الكشافة العربية كواحد من المؤسسين للحركة الكشفية في بلده.
أمام قضاء الله وقدره لا نملك أمام مثل هذه القامة التي فقدناها إلا الدعاء له بالرحمة والمغفرة، وأن يتغمده الله بلطفه وعنايته، ويجزيه عن كل ما قدم من خير خير الجزاء، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
جريدة الوطن
28/6/2010
صَبَاحُنَا مَضَى وَقَد بَلَّل أياديْنا بِلُؤْلُؤَات ٍ مِن الْنــــــــدَى
حِيْنَمَا نَادَى الْمُؤَذِّنُ " الْلَّه أَكْبَر " وَمطرُ نَدِي ُ يُغَطِّيْنَا
صَلاةُ وَمَطَرُ صيف ... وَسُكُوْن ُ الْفَجْر ِ مَلأ جَوَارِحُنــــا
اسم العميل: البراء
رقم العميل: 004
الحزب: 04
المهمة: اجتياح حصن عمان |
|