شمل حفل التدشين كلمة جمعية النور للمكفوفين ألقاها رئيسها إبراهيم بن حمدون الحارثي، كما قدم عمران بن صالح الرحبي كلمة الجماعة مستعرضا فكرة التدشين، ومشيدا بتعاون فرقة الدن المسرحية الذي شاركت في تأسيس هذه الخلية المسرحية المؤهلة إبداعيا كي تضاف إلى قائمة الفرق والنوادي المسرحية العمانية، وموجها شكره إلى أعضائها الذين لم يدخروا جهدا في احتضان هؤلاء الحالمين بمسرح يعبر عن قضاياهم ويبلغ رسالتهم لمختلف شرائح المجتمع.

الصندوق..

بعد ذلك تم عرض فيلم وثائقي عن جماعة النور، أعقبه عرض مسرحي بعنوان "الصندوق" وهو من تأليف وإخراج أسعد بن سالم السيابي، وتمثيل جماعة النور بمشاركة أعضاء فرقة الدن المسرحية .. كما استمتع الجمهور بعرض موسيقي رافقته القهوة العمانية، ليختتم الحفل بتوزيع الجوائز على المشاركين.

تعاون..

وفي تصريح لـ"الوطن" أشار إدريس النبهاني وهو من أعضاء فرقة الدن البارزين إلى أن هذه المبادرة تدخل في إطار ما يسمى بالتقليد الذي دأبت عليه الفرقة، والذي يرتكز على مبدأ احتضان الشباب المبدعين والموهوبين في المجال المسرحي، ومساعدتهم على تخطي الحواجز والعوائق، وقال في هذا الإطار: جمعنا بجمعية النور للمكفوفين لقاء أسس للبذرة الأولى لهذا التعاون، وكنا حريصين على تحويل البذرة إلى ثمار لما لمسناه في أعضائها من حب للمسرح، وتعطش لتقديم عرض أمام الجمهور .. هذا الحماس دفعنا كأعضاء فرقة الدن المسرحية للالتقاء بهؤلاء الأعضاء في أكثر من مناسبة، وخرجنا من تلك اللقاءات بعبرة وهي أن الإعاقة لا يمكنها أن تقف حاجزا بين الكفيف وبين حلمه في أن يصبحا مبدعا في مجال فني يصعب على أي شخص عادي أن يمارسه، ولكن الكفيف يمتلك من قوة الإرادة ما يجعله قادرا على أن يكون إنسانا مبدعا، وتتحول العملية الإبداعية إلى واقع مختلف تماما عن الواقع المعيش.

وحول المسرحية التي عرضت في الحفل قال النبهاني: نص "الصندوق" فيه طرح رمزي للمعاناة اليومية التي تعيشها هذه الشريحة من المجتمع ، وتيمة المسرحية نابعة من قلب هذه المعاناة .. موقف حدث لأحد المشاركين في العرض أراد أن يجسده على خشبة المسرح وأن يثبت العكس.."
وحول دلالة العنوان قال إدريس النبهاني: يرمز "الصندوق" إلى الواقع الذي يعيشه الكفيف لكنه في المقابل يرفض أن تكون نهايته داخل هذا الصندوق المظلم، وينتهي به المطاف إلى الواقع الاجتماعي فيكتشف أنه أشد ظلمة من الصندوق.. طبعا طريقة الطرح فيها شيء من الكوميديا الغاية منها إضفاء جو من المرح والتفاؤل لدى المكفوفين الذين أثبتوا أن في الحياة مساحة من الحلم تساعد على تخطي الصعاب وتجاوز الظلمة، وأن تدشينهم اليوم لجماعة مسرحية إنما كان نتيجة تشبثهم بالحلم وإيمانهم بأن الإعاقة ليست إعاقة عضو من أعضاء الجسد إنما الإعاقة إعاقة البصيرة.

جريدة الوطن