حينما قرأت مقدمة موضوعك يا لؤلؤة الجزائر ظننت للوهلة الأولى أنني في خطبة جمعة (وحاشا أن استهين بخطبة الجمعة) ولكن أعتقد أن مقام الموضوع الذي طرحتيه للنقاش يتطلب تمهيدا غير الذي جاء في بداية موضوعك !! ربما كان الهدف هو معالجة الموضوع من جانب شرعي و(هذا من حقك طبعا).
- كانت هذه مجرد نقطة نظام -
لماذا نهرب من الحق ؟
هذا سؤال.. وهناك صيغة أخرى للسؤال وهي: لماذا نتهرب من قول الحق ؟؟
إذن، هناك شقين: الاول هو الهروب من الحق.. والشق الثاني، هو التهرّب من قول الحق!!
هناك حكمة تقول: "الحقيقة كالزيت تطفو فوق كل شيء" !
و" مهما طال الظلم فالحق سيصدح يوما""
نهرب من الحق ونتهرب من قوله يا لؤلؤة الجزائر لأننا ببساطة فقدنا الجرأة على مواجهة انفسنا بالدرجة الأولى ثم مواجهة الاخرين !
أصيبت ضمائرنا بالتبلـّد لدرجة أن ميعنا معنى "الحق" واصبحنا لا نشعر به ولا نعرف مواطنه وتشابهت علينا الأمور كما تشابه البقر على بني إسرائيل !
قد نعرف الحق ولكن الجبن يدفعنا الى عدم اتباعه وإلى عدم قوله والاشارة إليه.. لأننا نعتقد ان فعل ذلك يجرنا إلى ضياع المصالح وإلى مشاكل نحن في غنى عنها !
أصبحنا نطبق مقولة " قاللو: النار في دوّاركم /قريتكم، قاللو: تخطي دارنا".. " قاللو: النار في داركم.. قالو: تخطي راسي"!!
وعندما غاب الحق ضاعت حقوق الناس وضاعت مصالحها ووأصبح هناك مظلومون كـُثر !
تلقين التهمة يا لؤلؤة الجزائر على وسائل الإعلام التي برأيك "تطمس الحقائق" وتزيفها وتقدم للناس معلومات مغلوطة أو ما يسمى بـ "التعتيم الإعلامي / la désinformation" وتصوّر الحياة جنة في عش دبابير !!
في حين أن من اخلاقياتها وأدوارها هو تقديم خدمة إعلامية وترفيهية وتثقيفية وتعليمية "معرفية" وتربوية !
والمواطن له " الحق في الاتصال" و"الحق في الإعلام" ..
هذا يعني أن من حقه الحصول عن طريق وسائل الإعلام على إعلام متوازن، شامل ونزيه ومتحرر من الضغوطات السياسية والمالية !!
طبعا هذا لن يكون لأنه لا توجد في العالم وسيلة إعلامية "مستقلة" حتى ولو كانت ذاتية التمويل ..
لأنه يبقى هناك سؤالا يطرح نفسه وهو " عندما نقول ان هذه الوسيلة الإعلامية مستقلة".. فالسؤال هو:
" مستقلة عن ماذا " ؟؟؟؟
وبالتالي تبقى أغنية"جوليا بطرس " "غابت شمس الحق.." ترن في آذاننا إلى ماشاء الله..
صبـــر.. و إيمـــان.. إرادة.. و أمـــــــل.. |
|