المُعلمون ينتصرون لكرامِة المعلِّم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المعلمون ومسلسل درايش ويستمر الحوار في المدونات العمانية
المُعلمون ينتصرون لكرامِة المعلِّم ..
أهلا بكم يا أصدقاء، أنتم اليوم موعودون مع رسالة من طرازٍ نادرٍ للغاية، وعلى عكس ما يتوقعه سدنة الحرسِ القَديم ها هم المعلمون الشباب المؤمنون برسالة الإصلاح ومهمة التدخل المباشر ضد الخطابات الحكومية الإعلامية الشائخة الميتة المنحصرة في إعلام حمد الراشدي وعبد الله شوين الذي يقوده الرواس من وراء ستار، بينما يصمت الآلاف عمَّا يتعرض له المواطن العُماني من إهاناتٍ مُتتاليةٍ في هذا المسلسل التَعيس [درائش] فإنَّ عددا من شباب وبنات عُمان الأوفياء والوفيات، وعددا من الذين ينتمون لأنفسهم ويحترمون رسالة التَعليم قرروا الاعتراض على الحلقة السخيفة التي بثَّها مسلسل درايش في بداية رمضان، يمكنكم تَماماً أن تروا كيف تحوَّل الأمر الآن ويمكنكم أن تروا بالدليل القاطع أن أبناء عُمان ليسوا نعاجاً وليسوا جبناء يخافون، وعلى الأقل قام المعلمون بخطوةٍ رائعة للغاية تُحسبُ لهم وتحسب في سجل الإصلاحيين الذين يريدون فعلا تغيير بعض البؤس الموجود في واقِعنا العُماني.
&&&
في معظمِ دولِ العَالم يحتلُّ المعلم مكانة متميزة، وصحيح أن الحكومة قد وقعت في فخ التَعمين الجنوني، وقامت بسرعة هائلة بتعليم التعمين والتخلص من الكفاءات ذات الخِبرة، ويتحمل وزير التربية والتعليم السابق المسؤولية، أو على الأقل صاحب فكرة التعمين [المجنون] والسريع لإسكات المجتمع. حسناً ها هو المجتمع في تلكَ الفترة قد سكتَ لأنَّه في تلك اللحظة كان يريد لولدِه أن يحصل على وظيفة، ولكن ها هم اليوم يكتشفون أن الولد الذي حصل على وظيفة سوف يدرس أولاد الآخرين، وأنَّ من هؤلاء المعلمين أناس ذوي كفاءة عالية، كما أن منهم بعض الذين يسيؤون إلى رسالة التدريس، أقول هذا الكلام حتى لا أكون عاطفيا واندفاعيا، وليعذرني الإخوة المعلمون، ولكن فعلاً التعليم وقع في فخاخ كثيرة، وبينما تحاول الوزارة إصلاح الخطأ التاريخي، وبينما تحاول الحكومة الوفاء بالوعد الشهير أنَّ التعليم [مبني على سوق العَمل] فإنَّ عددا هائلا من المُعلمين تخرَّجَ من الجامعة ولم يجد وظيفة حتى هذه اللحظة، فلا الحكومة رفعت شعار الكفاءة أولا في الوقت المُناسب، ولا الحكومة أوفت بالوعد وإنما في الوقت الضائع جاء من يقول أنَّ [التعليم من أجل التعليم] الآن؟ وقد وعدت من قبل؟؟؟
&&&
حسنا ها هم المعلمون قرروا الانتقام لكرامتهم وكما تلاحظون في الرسالة المنقولة أعلاه فإنها موجهة إلى مَكتب الوزير، وتقول المعلومات التي لدي أن الحلقة لم تقدَّم إلا بعدَ إجازتها من قبل الوزارة المعنية، وهي وزارة التربية والتَعليم. حسناً هُنا كما يبدو أنَّ شيئا ما يحدث.
&&&
حسناً توجد كارثة في النظام التعليمي لدينا، وبالطبع لا زلت مع تلك النظرة المتشائمة أن التعليم والخدمات العامَّة في عُمان تتجه إلى التراجع لكي يحصل على التعليم الجيد من لديه المال على تعليم أبنائه، ويحصل على الطبابة الجيدة من لديه القدرة وسيعلق المواطن العاديُّ في دوامة الغلاء والتعليم السيء والطبابة السيئة ليتحول الوضع من سيء إلى أسوأ ولكي تمر مرحلة الفورة النفطية على عُمان وتأتي مرحلة الفورة السياحية والحكومة لم تستثمر في الإنسان، وإنما تركته للزمان كي يعود مرَّة أخرى إلى قطر والبحرين كي يعمل سائق سيارة غاز، أو موظف يسقي النخيل بدلا من أن تصدر كفاءاتها للعالم، والحكومة تعلمُ جيداً ذلك، وتعلم جيدا ما نحن متجهون إليه.
&&&
مبدأٌ في عُمان لا يمكن أن تحيد عنه الحكومة، ولا يمكن أن يقبله المجتمع ألا وهو [قطع الأعناق ولا قطع الأرزاق] ببساطة بالغة لا يمكن أن تقوم وزارة التربية والتعليم الآن باختبار كفاءة المعلمين، نعم لقد قامت بعدما تولى الوزير الجديد القادم من المكتب السلطاني بتهيئة الإداريين للحصول على شهادات جامعية [بكالوريوس] وحاولت جاهدةً ــ الوزارة ــ أن تصلح الأحوال، وبالطبع فالخيار دائما [كما تنطق الحكومة دائما وأبداً] بإطلاق الحكم الأزلي بأنَّ [العُماني ما ينفع] واستبدالِه بعدد هائل من المدرسين الوافدين لأنهم كما يبدو أصحاب ضربة تعليمية أقوى. حسناً ما دمتَ قد [تورطتَ] بعدد كبير من المدرسين الذين قد لا يمكن اعتبارهم متوافقين مع المعايير التعليمية العالمية، لماذا لم تتحول الوزارة إلى إصلاح الخطأ الذي تسبب به التعمين الأهوج والمتسرع، ولماذا لم يتم الاستثمار وإعادة توجيه الخطاب الإعلامي، والخطاب الاجتماعي من أجل الوقوف مع المعلم والتخفيف عنه أعباء النشاطات الفارطة التي يتسابق بها مدراء عموم المناطق التعليمية، ومحاولة صناعة تنافس تعليمي حقيقي، ومكافآت حقيقية وإعادة تأهيل بعض المعلمين أو حتى نقلهم إلى وظائف أخرى [كقرار شجاع على الأقل]. ومن المعلمين أناسٌ أطاعوا الله وأصغوا إلى رسالةِ التعليم، وعندما نرى مالك بن سليمان المعمري ينفعل بسبب مقال عاصم الشيدي [وتنغشر الدنيا] على الأقل نحترم هذا الموقف من رجل يريد الإبقاء على سمعة الشرطة، فهل سيفعل وزير التربية والتعليم الأمر نفسَه؟ أعني فعلا هل سيتم مخاطبة وزير الإعلام وهل سيتعظ كاتب الحلقة ومخرجها عن بث مثل هذه التفاهات التي نحن أبعد ما نكون في حاجة إليها، وإنما الحاجة ملحة الآن لإعادة وضع التعليم إلى نصابِه، وفعلا البدء في الاستثمار في الإنسان وتنويع التعليم العام ليصبح تجاريا، وزراعيا، ومهنيا، وليغطي حاجات سوق العَمل من الوظائف في طيف أكثر تنوعاً من الآن؟؟ نحن بحاجة للكثير، ولكن كالعادة الرسالة الحكومة تتبنى الموقف البائس أن [العُماني ما مال شغل] وبعض العُمانيين للأسف بهم قلة أدب وينطبق عليهم هذا الكلام، ولكن الضرب في المأساة مأساةٌ أخرى، بدلاً من أن يصلح الخطأ التاريخي الفادح، يتم الآن تحويل التُهمة إلى العُمانيين في عنصرية بغيضة وتافهة يقودها للأسف عُمانيون مثلنا، والمعلم هو المخطئ، والطبيب هو المخطئ، والموظف العُماني هو المخطئ، ولكن الحكومة ليست مخطئة أبداً، بل الحكومة لولاها لكان المواطن متخلف وغبي.
&&&
المعلم والطبيب العُماني أكثر المهن في عُمان بحاجة إلى مُراجعة، وللأسف هذه هي أهم القطاعات التي تسيطر الحكومة على النسبة المئوية الأكبر فيها. تُقاد الآن دعاية لمواجهة التقصير أن العُماني هو سبب مشاكله، وأن المجتمع هو سبب مصائبه، ودعونا نكون صريحين بعض الشيء:
أما آن الأوان للإنصات للصوت الإصلاحي الذي يتوقف عن المديح، والذي يتوقف عن اعتبار التعليم في عُمان [عامَّاً] والبدء بالنظر إلى تجويد الخدمات التعليمية؟ أم فقط تردد الأسطوانة المشروخة من قبل الإعلام وعدد المدارس والطلاب والمُعلمين كأرقام يقلع العين سنوياً في حوارات الوزراء عن العيد الوطني.
&&&
هذا ما فعلته وزارة الإعلام، وهذا ردُّ الشباب العُمانيين المدرسين الذين قرروا عدم الاكتفاء بالصمت، يريدون أخذ القضية للادعاء العام، ويريدون توجيه رسالة شديدة اللهجة، وكما نرى الآن، الاعتصامات تكثر، ورسائل الشباب الغاضبة تكثر، وحوادث السرقة تكثر، وحوادث التعدي والكراهية تكثر، يا حكومة، هل ستكتفين بدعم الأجهزة الأمنية وقمع الإصلاحيين ودفعهم للجنون وزيادة عدد مكافحي الشغب، أم ستنصتون بعض الشيء إلى صوت هذا المجتمع الشاب الذي هو قادرٌ بدون أدنى شك على إثارة الكثير من الفوضى والشغب، وما أشد فتكةِ الأحرار إن غضبوا !!! 2. لو تبنى الخِطاب الإعلامي [التنموي] خِطابا يعيد إلى المعلم قيمته في المجتمع، ويدفع بأولياء الأمور إلى الوقوف في صف التعليم بدلا من التعدي الصارخ اليومي على المعلمين ووصفهم بالأطفال والأغبياء [ومال راتب] ألن يؤدي ذلك إلى تغيير فكرة التعليم الذي يزيد ويعيد الإعلام أنَّ [منحة من الدولة] ولنحمد الله على وجود المدارس ولننسَ وجود أربعين طالب في الفصل الواحد. 3. أما آن الأوان تطبيق سياسة الفصل المثالي ومحاولة صناعة جيل من الطلاب الصغار المتوفقين يتم توجيه عناية خاصة بهم بناءً على تفوقهم [العلمي ــ الرياضي ــ الفني] ليتم ضخ المزيد من المواهب المستقبلية في مجالات الفنون التعبيرية العامَّة، على الأقل لانتشال البعض من هذه الألوف المؤلفة من البشر الذين كتب على آبائهم التعليم العام؟1. لو قامت وزارة التربية والتعليم بتطبيق اختبارات الجودة، وبناء على هذه الاختبارات [الصعبة] يتم استخلاص الصالح من المعلمين واستبعاد الفاسد إلى مهن إدارية بعدما يتم تأهيله، ألن يحل هذا مشكلة قطع الأعناق، وألن ينقذ هذا الطلاب من عدد هائل من أنصاف الكفاءات المغروسين عنوة في القطاع التعليمي؟
بقلم : معاوية الرواحي
صَبَاحُنَا مَضَى وَقَد بَلَّل أياديْنا بِلُؤْلُؤَات ٍ مِن الْنــــــــدَى
حِيْنَمَا نَادَى الْمُؤَذِّنُ " الْلَّه أَكْبَر " وَمطرُ نَدِي ُ يُغَطِّيْنَا
صَلاةُ وَمَطَرُ صيف ... وَسُكُوْن ُ الْفَجْر ِ مَلأ جَوَارِحُنــــا
اسم العميل: البراء
رقم العميل: 004
الحزب: 04
المهمة: اجتياح حصن عمان |
التعديل الأخير تم بواسطة البراء ; 07-09-2010 الساعة 12:40 AM.
|