محمد الرحبي:واثق مما أقدمه ولن أتوقف لمجرد تعرضي لهجوم من الاخرين
كتبت ـ رحاب الهندي:
مازلنا في دائرة المسلسلات الدرامية الرمضانية التي فسحت مجالا كبيرا للتراشق أحيانا وللحوار أحايين أخرى عبر الصحف والإذاعه والمواقع الاليكترونية ولعل مسلسل درايش كان له نصيب الأسد من الهجوم وصل إلى حد المطالبة بإيقافه . وبين العاملين في المسلسل من هو معترف بضعف في الحلقات المعروضة وبين من يتصدر الدفاع عنه ويتهم الجمهور العماني بأنه جمهور مسبق الرؤية والرأي وبين نقد موضوعي أو آراء عامه أو هجوم إذ مازال درايش يعرض كل يوم في موعده لكن من الملاحظ أن حدة الهجوم قد خفت نوعا ما وأن بعض الحلقات الأخيرة قد لفتت إنتباه الجمهور وحازت على تقديره . وكنا قد وجهنا سؤالا عن رأي العاملين في المسلسل عن الهجوم القاسي الذي تعرض له فأجاب كل منهم حسب قناعاته وطريقته وأجاب الرحبي بأنه لم ير نقدا ليرد عليه لكننا توجهنا إليه بمجموعه من الأسئله حول العمل فأجابنا :
مسلسل درايش عمل جميل ولا يحتاج الدفاع عنه لأن ما يحدث من هجوم عليه شيء طبيعي جدا، ويطال كل عمل درامي، مشيرا إلى أن أصحاب تجارب عبقرية لم يسلموا من عملية "مسح أعمالهم بالأرض" وأبرزهم يوسف شاهين فكيف بنا "نحن الذين نجرب في دائرتنا المحلية المفتقدة للكثير من مقومات العملية الإبداعية في شقها الدرامي".
وأضاف محمد الرحبي أن أي عمل درامي مختلف عليه حسب ذائقة الناس معتبرا ما يحدث حاليا تجاهه مجرد آراء تأتي أحيانا من صورة نمطية مفادها أن كل عمل عماني متهم بالضعف حتى يثبت العكس، وكل ما يصدر عن تلفزيون سلطنة عمان لن يكون جيدا خاصة من كتاب المدونات والمنتديات الالكترونية الذين تحول بعضهم إلى نقاد يعرفون مقومات العمل الفني الدرامي ويحللونه غير مفرقين بين رأي يحتمل الصواب والخطأ ونقد فني منهجي قائم على أسس.
ومضى محمد الرحبي في القول بأن من يرى مسلسل درايش بعيدا عن الواقع فإنه لا يعرف الواقع ويصدر أحكاما ظنّية فأغلب الحلقات ناقشت قضايا عمانية يطرحها واقع سواء يمس الأفراد والمؤسسات، ويستغرب أن يرى أحد بأن العمل يسيء إلى العمانيين، فهل يعقل أن يقوم كل ذلك الحشد من القائمين على العمل بدءا من وزير الإعلام وليس انتهاء بأصغر موظف في دائرة إنتاج المسلسل بالإساءة لأنفسهم.
ونفي الرحبي عن تركز النقد على الأفراد فقط وأن المواطن سبب كل المصائب، معتبرا أن الحديث مثلا عن المعلم لا يعني أن كل المعلمين بتلك الصورة، هناك نموذج سيء تطرحه الحلقة ويحدث ذلك في جميع الأعمال الدرامية في أرجاء الدنيا، فلا يعني النموذج إلا نفسه دون أن ينسحب على جميع العاملين في نفس المهنة، والصورة الأشمل هي أن ذلك النموذج نتاج سوء اختيار من وزارة التربية والتعليم فليس شرطا توجيه النقد بشكل مباشر إلى وزير التربية ليكون العمل جريئا، وهل يجب أن نذكر اسم الوزارة (أي وزارة) لنقول أن المدير العام (الفاشل) يعمل فيها وأن المسؤولين الأعلى منه لا يعرفون عن المشاريع شيئا؟ مشيرا إلى ما تناولته حلقة مسؤول في الظل ومدير مؤبد.
واضاف محمد الرحبي أن العمل تناول هموم المواطن، كما هي حلقة المحافظ الوهمية وتلك التي تناولت القرض الإسلامي إذ أن المؤسسة المصرفية تخدع المواطن بحجة القرض الحلال، مؤكدا أن رضا الناس غاية لا تدرك، وأن هناك غالبية صامتة لا تقول رأيها الآخر، وهذا ما لمسه من لقاءاته بصحفيين وكتّاب أشادوا بعدد من الحلقات مع التأكيد على وجود ضعف في بعض الحلقات، وهذا نافذ حتى على أفضل المسلسلات المعروضة حاليا.
وأعرب الرحبي عن رضاه التام عما قدمه من حلقات في مسلسل درايش معتبرا أن مشكلة درايش هي أن كتّابه عمانيين، ومشكلة الممثلين أنهم لا يرتدون الغترة والعقال حتى يكونوا جيدين، ووزارة الإعلام ملامة في كل الأحوال، جاءت بكتّاب عمانيين أو جاءت بهم من الخارج، وكذلك الأمر مع الممثلين، وأعطت الشباب الجدد فرصة أو تمسكت بالقدامى، مع أن الأعمال المحلية مزيج من كل ذلك.
ونفى الرحبي نيته في الدفاع عن أي جهة كانت لأنه لا يمثل إلا نفسه، مشيرا إلى أنه بالإمكان أفضل مما كان، لكن بنظرة بسيطة إلى مقومات الدراما المحلية يجدها متواضعة قياسا بما لدى الآخرين، ومن يجهل ذلك ينصّب نفسه قاضيا وناقدا، مع أن العمل المحلي الواحد تخصص له ميزانية لا تصل حتى ربع ما يخصص للأعمال الدرامية في الخليج أو حتى في مصر أو سوريا، وينال المشتغلون في أي عمل أضعاف ما يأخذه الممثلون في السلطنة، مرورا بكتّاب النصوص الذي دخلوا هذا المجال من باب المشاركة الإيجابية ولا يكتفون بلعن الظلام كما يفعل غيرهم.
وأكد محمد الرحبي بأنه واثق مما يقدمه ولو أنه يتوقف لمجرد وجود آخرين يهاجمونه لتوقف عن الكتابة منذ أكثر ربع قرن حينما رفضت الصحف النشر له، مؤكدا على أنه مصرّ على النجاح ووجود قلمه في أهم الصحف والمجلات العربية دليل على أنه ليس بتلك الصورة التي يصفه بها كتاب المنتديات وغيرهم، ومن يصل إلى مكان ما بواسطة من المؤكد أنه لن يصل إلى عشرات آخرى بها، مشيرا إلى أنه ليس غريبا على الكتابة الدرامية فقد أصدر مجموعات قصصية وروائية نالت جوائز محلية وعربية ونشر أغلبها في مجلات ودوريات معروفة.
وقال الرحبي أن التجربة الكتابية للدراما خاضها كثيرون قبله من كتاب القصة والرواية عربيا وعالميا، لكن ما ينقصنا، كما يقول، كاتب سيناريو متخصص ومخرج يشتغل بحرفية، وممثل متفرغ، مشيرا إلى أن أغلب الممثلين يأخذون الفتات مقارنة بالجهد الذين يبذلونه، وبينهم من يترك عمله ظهرا ليستمر في التصوير حتى منتصف الليل، فماذا نتوقع من ظروف كهذه؟!
وأكد محمد بن سيف الرحبي أن مسلسل درايش لا يقل عن أعمال خليجية أخرى (مع فارق الإمكانات) سوى أنها ليست محلية ولا نرى فيها شباب بلادنا يعملون بتضحيات وصبر، لكن زمّار الحي لا يطرب كما يقول المثل العربي، وأشار إلى أن من بين منتقدي مسلسل درايش من لا يتابعه أصلا، وإذا كان ضعيفا فما الذي يجبره على متابعته؟!.
وقال أن هناك خلط كبير وترديد لمقولات جاهزة حول ضعف الدراما العمانية دون وجود رؤية حقيقية وواقعية، مشيرا إلى أنه عمل في الصحافة الفنية سنوات وحضر عشرات المهرجانات والندوات المتخصصة ويتابع أسبوعيا مقالات نقدية في الجانب الفني، بما يعني أنه يقرأ أي عمل يقدمه بعين الناقد أولا، ولا يغامر بوضع اسمه على عمل يسيء إليه، مؤكدا على أن ما يحدث وسيحدث حول درايش أو غيرها من الأعمال أمر عادي حدث ويحدث ولن يتوقف، فهناك من يعمل.. وهناك في المقابل.. من يقول.
جريدة الزمن
أوايد كلامه وأشجعه
|
يَآ نَفِّس كَفـى ’’ إِن الَّذِي خ ــلَق الْظَّلامـْ يَرَآنِي *
اللهم أجعلنا ممن يتقيك في السر والعلانية في الظاهر والباطن في السراء والضراء . " اللُهم اغفِر لِي وَ لِوالِدايْ ولِلمُؤمِنينْ والمُؤمِناتْ الأحياءِ مِنهم والأمَواتْ " |
|