السجين ..
كيف للإنسان يحيى بلا حرية ؟
وقد ..
وقد نزعت من قلمه روح الكتابة !
ونسج جسده من قضبان سجن بارد ..
برقمه الألف !
ولسانه غمس في حزن وذكريات يأكلها الضباب !
مهلا أيها السادر ..
الممعن في أنات من دستهم ..
لا تأمنن الدهر ..
فله يوماً يصحو من غفوته في كهفه الداجي ..
بالأمس كان قلبي متوشياً بأضواء الحياة ..
عانق الفجر الأحلام ..
عندما كان تمرح فيه ..
صوتها شدواً صداه ..
عطرها عبيقاً شذاه ..
مرحها رف زهر ..
كانت الزهر وكانت رؤاه ..
واليوم ينسج العنكبوت على ذكراها بيته ..
وعندما سألتني أمي عنها :
أجبتها :
" يا أم مشاعري عمياء بلا أحزان !
وذكراها ضمأ من أنهر التوهج ..
وجسدي بقلب خافق بلا أفراح ولا ألحان !
فلا بأس .. لا بأس "
|