الشارع والنخب يرفضون خطاب بن علي والغرب يرحب (الفرنسية)
أثار خطاب الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي أعلن فيه عن إصلاحات واسعة ردود أفعال وطنية ودولية مختلفة، أشاد بعضها بالتنازلات، في حين رفضها البعض الآخر. وذلك في وقت أعلن فيه الرئيس عن حل الحكومة وتنظيم انتخابات خلال ستة شهور. وقد أعلن سفير تونس في اليونسكو المازري حداد اليوم الجمعة استقالته من منصبه على خلفية تواصل الاحتجاجات وسقوط قتلى بعد الخطاب.
وقال حداد إن استقالته تأتي بعد مرور عدة أيام من مناشدته الرئيس التونسي زين العابدين بن علي "وقف حمام الدم".
وأعرب مثقفون تونسيون في الخارج والداخل تحدثوا للجزيرة عن عدم كفاية ما قدمه الرئيس، وطالب بعضهم بضمانات.
فقال مواطن للجزيرة إنه "تحت ضغط الشعب اتخذ (الرئيس) الإجراءات. فات الأوان، سبعون قتيلا وبينما كان يلقي خطابه كان هناك قتلى في القيروان.. لم تعد لدينا ثقة".
وتساءل محتج "قل لي سيدي الرئيس من قتل التونسيين في بلدهم"، وقال آخر "هناك حوالي تسعين قتيلا وألف جريح.. لا يجب أن يكونوا ماتوا من أجل لا شيء".
وقال الناشط الحقوقي منصف المرزوقي إنه لا حل للأزمة دون تشكيل حكومة لا يحكمها بن علي، بالإضافة إلى محاكمة المفسدين.
وطالب المرزوقي المعارضة بالاتحاد والتصرف بتوافق ومرونة، محذرا من ركوب بعضها للأحداث بمفرده.
غير أن
مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي أحمد نجيب الشابي رحب بالخطاب، وقال للجزيرة إن الخروج من الأزمة الراهنة يمر عبر تشكيل حكومة ائتلافية، يكون من مهامها تهيئة الأجواء لانتخابات رئاسية وتشريعية حرة. وهو ما أشار إليه وزير الخارجية التونسي كمال مرجان عندما قال إن تشكيل حكومة وحدة وطنية في البلاد أمر ممكن و"طبيعي تماما".
وأضاف الوزير التونسي أنه ستكون هناك انتخابات تشريعية سابقة لأوانها، مشيرا إلى أن بن علي قبل مبدأ إجرائها قبل الانتخابات الرئاسية لعام 2014.
وكان بن علي أعرب أمس الخميس عن عميق حزنه للأحداث التي تشهدها البلاد وأسف لاستخدام الشرطة القوة المهلكة ضد المتظاهرين.