الواسطة أو مثلما تسمى عندنا " البيسطو " يا عطر الإيمان.. هي طلب التوسط من شخص ما لدى شخص آخر سواء كان شخصا طبيعيا او معنويا (إنسان/مؤسسة/هيئة)..
طلب التوسط الهدف منه التسريع في قضاء الحاجيات أو الحصول على امتيازات ومصالح مشروعة وغير مشروعة حتى ولو كانت على حساب الآخرين وحقوقهم !
طبعا يا عطر الإيمان "الواسطة" منتشرة في كل بلادنا العربية دون استثناء ..
وبدون واسطة لن تستطيع حتى الحصول على أبسط حقوقك وبالتالي أصبحت الواسطة ركيزة أساسية في معاملاتنا وعلى كل المستويات وفي مختلف المجالات !
تريد وظيفة .. لازملك "واسطة" ..
تريد سكن.. لازملك هرم تسلسلي من "الواسطات" !!
تريد تقريب موعد وإجراء عملية جراحية مستعجلة في مستشفى حكومي لازملك "واسطة عائلية طبية" ..
وتريد أشياء أخرى يجب ان تبحث أولا عن "واسطات" تعلقها وتحملها مع مفاتيح البيت والسيارة !!
هي فعلا مفتاح "إجباري" / استباقي .. يفتح لك الأبواب المغلقة ويسهّل عليك الدروب الاجتماعية الوعرة !!
وبمأنها أضحت وسيلة لاغنى عنها.. وهي في أغلبها حكرا على من يملك القروش والكروش الكبيرة..
ومحرمة على " المقطوعين من كل الأشجار الواسطوية" .. أقول لذلك كله.. أصبحت رمزا لـ اللاعدل !!
وأصبحت إحدى لبنات التأسيس للفساد !!
والأدهى من ذلك أنه في زمن معين كانت "الواسطة" ترتبط بالمعارف (الأقارب والأصحاب والأحباب)..
بمعنى أن الخدمات تدور في فلك "المعارف" دون مقابل ..
لكن حاليا تحولت "الواسطة" وخرجت من زمرة المعارف إلى زمرة "ادهن السير يسير" أي لقضاء المصالح كل شيء أصبح بالفلوس ..
بمعنى أن الفلوس عوضت الواسطة !!
عندك "شكارة" فلوس يا عطر الإيمان ؟ إذن.. "شبيك لبيك.. مصلحتك بين إيديك" !!
|
صبـــر.. و إيمـــان.. إرادة.. و أمـــــــل.. |
|