شكرا لك يا قلب يا صابر على طرح هذا الموضوع "الحدث" (موضوع الساعة)..
طبعا التظاهر حق من حقوق الشعوب المشروعة .. وهو حق منصوص عليه في دساتير الدول الديمقراطية..
حق مشروع ما دام في إطار سلمي وما دام لا يعرّض أمن الدول والشعوب إلى الخطر !
1- الدواعي التي تتطلب المظاهرات !
الدافع الأساسي للقيام بالمظاهرات هو استرداد الحقوق المهدورة والحريات المسلوبة.. وطبعا "ما ضاع حق وراءه طالب" !!
هي انتفاضة من أجل استرجاع كرامة المواطن الذي تعرض للقهر والظلم والاستبداد..
هي صرخة الجياع الذين سلب قوتهم زمرة من الأنظمة (الشمولية / الديكتاتورية) وحولوا بلدانهم إلى إقطاعيات خاصة .. وقسموا شعوبهم إلى فئات، واحدة تعيش في النعيم (الحاشية والشياتين ومن يدورون في فلكهم.. وفئة (معارضة) تعيش المطارة والتهجير القصري وأخرى تقبع في غياهب السجون تحت وطأة التعذيب والتنكيل !!
هو تفجير لبراميل بارود ونسف للأسوار الحديدية المكهربة المادية والمعنوية .. والتي لطالما وضعتها الأنظمة المتسلطة لحماية مصالحها "من هذه الشعوب"..
إنها ثورة في وجه الفسااااااااااد !
2- هل من مظاهر التخلف في المظاهرات احراق اواغلاق الطرقات والسطو على الممتلكات ؟
يا قلب يا صابر.. سؤالك هذا هو ما تجتره وهو ما تحاول أن تسوّقه الأنظمة الفاسدة ودوائرها للتعتيم وذر الرماد في العيون ولتغليط الناس وتغيير المسارات إلى وجهات أخرى ومحاولة الالتفاف على الحقائق وتغطية الشمس بالغربال !!
وانا أسالك : هي ثورة.. أليس كذلك ؟ هل رأيت عبر التاريخ حربا نظيفة ؟؟
الحروب دائما قذرة !!
في الثورات والحروب والانتفاضات كل شيء مسموح ولا يمكن السيطرة على مظاهرها ..
هناك " سماسرة الحرب" .. وهناك "الانتهازين من اللصوص والمجرمين " الذين يستغلون الوضع كي يفعلوا فعلتهم !! إنها فرصتهم السانحة للاغتنام وتصفية الحسابات والاصطياد في المياه العكرة !!
هذه الأنظمة "الفاسدة" تبرر تمسكها بالكراسي إلى درجة " البقاء حتى الموت" وإلى درجة "التوريث" .. أقول تبرر كل ذلك بالخوف على الاستقرار وعدم تعريض الأمن للخطر !!
هم يخافون على أمن واستقرار الشعوب التي تطلب منهم صراحة التنحي والرحيل !! ؟؟؟؟
لكنهم لا يريدون الرحيل ويردودن مقولة " والله ماني لاسق ف الكرسي لكن الكرسي هو اللي لاسق فيا " !!
3- هل هذه الحقوق والمتطلبات تستحق ان تحرق نفسك !
هل تعتقد يا قلب يا صابر أن شابا سويا لا ينقصه شيء يمكن أن يقدم على حرق نفسه هكذا للاشيء ؟؟؟
هل تعتقد أن شابا مثل التونسي "البوعزيزي" يحرق نفسه إن لم "يصل السكين إلى العظم " ؟؟؟
ما قيمة الحياة حينما يتخرج من الجامعة فلا يجد شغلا.. فيتخذ عربة يبيع فيها الخضار .. ثم تأتي شرطية وتصفعه وترفص عربيته فتتناثر خضاره مع تناثر دموع كبرياءه وكرامته ؟؟
لا يقدم الناس على حرق انفسهم ( وانا هنا لا أشجع أحدا على حرق نفسه لأنها محرمة شرعا) ولكن أنا أقدم أسباب تجاوز القيم الدينية والاضطرار إلى حرق النفس )..
أقول لا يقدم أحد على حرق نفسه إلا إذا كانت حرقة قلبه أكبر بذلك بكثيييير !!
4 بشكل عام ما رايك في المظاهرات؟
قلت من قبل أن التظاهر حق مشرع ولكن في الإطار السلمي..
وتحدث الانزلاقات إذا تم مقابلة السلم بالعنف.. وطبعا العنف لا يوّلد سوى العنف المضاد !!
في الأخير أود أن أقول شيئا وهو أن الشعوب لا يهمها من يحكم ( حتى ولو بقي إلى أبد الآبدين)..
ولكن شريطة ، أن يأخذ حقوقه وشريطة ان يكون "الحاكم" عادلا .. فالعدل أساس الملك.
والقرآن الكريم يذكر أمرين أساسين (يدخلان في صلب الكرامة البشرية)..
" لإيلاف قريش .... فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف" -الآية الكريمة-
الأمران هما " إطعام الجوع وتوفير الأمن والأمان" !
حينما توفر للشاب شغلا يسترزق منه.. ومسكنا يأويه ويتمم فيه نص دينه ويحصن نفسه.. وتوفر له السكينة والأمن.. حينها تأكد أنه لن يطالبك بالرحيل حتى ولو بقيتَ في منصبك حتى الموت - كما قلت سابقاً -
ومن خلال تساؤلاتك يا قلب يا صابر يبدو أنك تعايش الأوضاع من موقع غير الذي يعايشه أهل التظاهرات في بعض البلدان العربية وبالتالي لن تستطيع أن تلمس شعورهم وأحاسيسهم بالقدر الذي يحسون به هم !!
( اللهم لا حسد )..
وأسال المولى أن يديم عليكم وعلى كل المسلكمين نعمة الأمن ونعمة العدل ويكفينا جميعا شر القتن !
|
صبـــر.. و إيمـــان.. إرادة.. و أمـــــــل.. |
|