منتديات حصن عمان - عرض مشاركة واحدة - الفنون التقليدية العمانية( مسيرة حضارة)
عرض مشاركة واحدة

الفنون التقليدية العمانية( مسيرة حضارة)

 
قديم 04-07-2006   #1
 
الصورة الرمزية الرحيل الساحر







مؤهلاتك بالحصن
  عدد نقاط تميزك بالحصن : 297
  المستوى : الرحيل الساحر بداية شهرتك بحصن عمانالرحيل الساحر بداية شهرتك بحصن عمانالرحيل الساحر بداية شهرتك بحصن عمان
  
عدد زياراتك للحصن:
عدد المرفقات :
  الحالة :الرحيل الساحر غير متصل
 

 

!.. رسائلي ..!
 




 

من مواضيعي

الاوسمة

افتراضي الفنون التقليدية العمانية( مسيرة حضارة)

 

إن الفنون التقليدية فنون لا تنبع من فراغ, بل هي نتيجة التفاعل بين الأفراد والجماعات والبيئة المحيطة خلال الزمان والأحقاب الماضية, فلا نعرف من هو المبدع الحقيقي لها. وبحكم عوامل الارتباط الحسي والوجداني والمعنوي بين أبناء المنطقة الواحدة المشتركة في عادات وتقاليد ولغة وعقيدة وآمال واحدة, وأيضا بحكم أن الفنون تمارس بشكل دائم وبتكرار تلقائي خلال أجيال متعاقبة تبعا للمناسبات الخاصة بكل فصيلة من فصائل الفنون التقليدية, كل ذلك يكون ما يسمى "بالتقليدية". فالفنان التقليدي شخص مبدع لكل ما نراه ونسمعه من موروثات تقليدية لكنه يبقى مجهولا وغير معروف ولا يذكر حتى من قبل معاصريه ذلك لأن كل راو يحذف من النص ويضيف إليه لتشويق جمهور مستمعيه, وبذلك يشارك المجموع في تطور الموروث الشعبي.

من هذه الموروثات الموسيقى التقليدية وما يصاحبها من غناء أو رقص. ومنها أيضا تنبع موروثات ومفاهيم أخرى مثل القصص والحكايات التقليدية والأزياء والألغاز والأشعار..الخ, والموسيقى التقليدية, والتي اصطلح العديد من المهتمين بتسميتها الموسيقى الشعبية- وإن كان الاتجاه العلمي الحديث للاصطلاح هو الموسيقى التقليدية- تنتشر في كل بقاع الأرض لتشكل مع مظاهر أخرى عديدة ما يسمى بالحضارة أو التراث. وهذه المظاهر الحضارية هي التي تبين وبشكل واضح جلي عراقة الأمم واصالتها. وتسرع الحكومات على المستوى الدولي لجمع وتوثيق وتصنيف مكونات الحضارة للحفاظ على التراث التقليدي من عوامل الزمن, وذلك تمهيدا لدراستها وتطويرها بشكل يواكب العصر الحديث مع الاحتفاظ بنكهة الماضي الأصيل, ولهذا أنشئت الفرق القومية للفنون التقليدية بالإضافة إلى المتاحف والمعاهد والكليات العلمية.

والموسيقى التقليدية تمثل جزءا من التراث العماني, فهذه الرقصات والإيقاعات والأشعار والأغاني الشجية لا تمارس هكذا بدون دوافع أو حافز بل ترتكز على الأصالة العمانية العريقة, فكل شلة غنائية تمثل قصة الإنسان العماني واعتزازه بأرضه مدفوعا بعاداته وتقاليده العريقة, فهي توضح التفاعل المستمر بين الإنسان وبيئته, وتوضح ارتباطه الوثيق بتاريخه وعروبته, كما توضح صلته بالعالم الخارجي المحيط به وذلك خلال امتزاج الفنون العمانية بفنون الأرض الخليجية وبفنون البيات الأفريقية والآسيوية, وكذلك من خلال التجارة عبر البحار منذ آلاف السنين بالإضافة إلى هجرات أبناء عمان إلى سواحل إفريقيا منذ عشرات السنين, فعلى أرض عمان تفاعلت عناصر بشرية مختلفة منذ القدم, ولكن هذا لا يمنع أن فنون عمان التقليدية احتفظت بخصوصيتها ومذاقها وطبيعتها العربية الإسلامية.

عمان دولة ذات حضارة عريقة وتاريخ ضارب في عمق الزمان, والموسيقى التقليدية ظهرت ونبتت مع بدء النشاط الاجتماعي على أرض عمان, ولذا فهي تستمد جذورها من الحياة على أرض عمان ولقد عاشت الفنون التقليدية محمولة في صدور أبنائها وعقولهم ينقلها كل جيل إلى لآخر كأمانة حتمية بطريقة عفوية في حركة دائبة مستمرة.

وفنوننا التقليدية عديدة ومتداخلة, بحيث يصعب الفصل بينها بشكل كامل, وهي فنون تؤدى بشكل جماعي وفي مناسبات عديدة مواكبة للعادات والتقاليد والمناسبات الاجتماعية الكثيرة وأهمها الأعياد الإسلامية الكبرى كعيد الفطر وعيد الأضحى والمولد النبوي الشريف وأيضا المناسبات الخاصة كالأعراس والختان والحصاد..الخ.

وفي عصر النهضة المباركة التي قادها ابن عمان البار حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم أصبح الاحتفال بالعيد الوطني من أكبر الاحتفالات التي تشترك فيها كل فرق الفنون التقليدية بالسلطنة, ويتسابق الشعراء العمانيون في إعداد أبيات الشعر تمجيدا لهذه المناسبة العزيزة إلى نفس كل عماني. كما أن فترات السمر والترويح لا تخلو وبشكل أسبوعي من ممارسة الفنون التقليدية خاصة في يومي الخميس والجمعة من كل أسبوع.

ومن هنا يتضح للمتعمق والمهتم بفنون عمان التقليدية أنه أمام كم هائل من المواد الموسيقية في حاجة إلى دراسة وتحليل ومناقشة ومتابعة, وذلك للوصول إلى حقائقها وخصوصياتها الكامنة في نفوس أبناء عمان من الرواة والعارفين بها, وهذا دون شك واجب العلماء والباحثين والدارسين والمهتمين بالموسيقى والفن التقليدي, سواء داخل عمان أو على المحيطين العربي والدولي.

في 23 يوليو سنة 1970م أشرق على عمان فجر جديد من الازدهار, عندما جاء حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ليزيل كل غبار الماضي وسلبياته, وليقود بلاده إلى نهضة حديثة تستعيد بها كل أمجاد الماضي, وتهيئ للمواطن العماني كل السبل التي تمكنه من المشاركة في بناء مستقبل سعيد لوطنه الغالي.

ودون شك فإن الحركة الاجتماعية أخذت تتطور وتأخذ شكلا جديدا مواكبة التطور في معالم الحياة العصرية, وأخذت الموسيقى التقليدية بدورها تعبر عن هذا التغيير, ممثلا في مشاعر وانفعالات الشعراء التقليديين العمانيين الذين بدأوا في العطاء منفعلين بالتغيرات الحادثة في بلادهم, وهذا واضح في أبيات الشعر الارتجالية التي تؤلف على الفور تبعا للمناسبة.

وقد أدرك فكر القائد جلالة السلطان المعظم منذ البداية أنه من لا ماضي له لا حاضر له ولا مستقبل, فأشار إلى ضرورة المحافظة على فنون عمان التقليدية (الشعبية) على اعتبار أنها سجل حي لتاريخ أبناء عمان يصل الماضي بالحاضر ويكون ركيزة لشروق شمس جديدة لمستقبل الأجيال الحاضرة والقادمة بإذن الله.

ومن هذا المنطلق قامت وزارة الإعلام بالسلطنة بتحقيق وترجمة الرغبة السامية لجلالة لسلطان المفدى, وعملت على جمع وتوثيق الموسيقى والغناء والرقص العماني التقليدي بالتصوير التلفزيوني والتسجيل الصوتي والتوثيق الفوتوغرافي وصحائف البيانات وأنشئ لهذا الغرض مركز عمان للموسيقى التقليدية.


(((( بتصرف من موقع مركز عمان للموشيقي التقليدية )))

 

أعيدي.. أعيدي الي ياحكاياتي
أعيدي الي ماضي المسلوب من ذكرياتي
وافتحي في حاضري نافذتي وشرفاتي
واشربي الشاي في مقاهي حماقاتي
الرحيل الساحر غير متصل   رد مع اقتباس