إليك أيتها البعيدة ..
فترة طويلة أعلنت لنفسي الصمت ، وألحدت قلمي في ظلمة الأوراق .. ولكن في بعدك تنتابني الذكريات في تردد خجل ، تدفع الأنفاس في جوفي حتى يثملني شذا عطرك القديم ، وأتوه في لجج ذكرياتك في عمق .. عمق أكثر ، أنساب في ذاتي المظلمة ويخفت النور شيئاً فشيئاُ حتى أجد نفسي في عالمك !
تعصف بذهني ضحكاتك المسائية ونظرات الخجل !
وثورتك ..
وعتابك ..
وجنونك ..
وإلهام الأحلام التي أرسمها في آفق الطموح ..
أتخيلك في امتدادات الظل العابث بين جسدي والنور .. في تلك السلة التي أدفعها أمامي واملئها منك .. إلى ذلك الشروق العابث التي تصنعه عينيك فأذهب إليه بلا عنوان ولا دليل .. إلى عمق جمالك ..
إلى رمش عينيك .. إلى ابتسامتك الثائرة على تقاليد بلدي وأسس مجتمعي ..
إلى ثورة العاطفة التي يصنعها قلبك ويبثها جمالك ..
ظلمة .. خلف ظلمة تجرني في صميم الذكريات إلى تلك اللحظة !
حيث رأيتك حقيقة تتكسر في شواطئ الخيال ..
إلى الرؤيا التي تحتضن أطياف الشوق ..
إلى صوتك الهامس الذي يهرب من سطوة الخجل وتحرش الفرح ..
كيف لحزني أن يجد نسمات الفرح ؟
أم كيف لجسدي النحيف تتلقفه رقتك في وله ؟
رأيتك وبعدها صمت قلمي ولم يستفيق إلا على ذكريات بعدك ..
إليك أيتها البعيد أخط لك شخبطات الأمل ..
إليك أنت فقط ..
 |
|